إذا كانت كل التحديات تصب في مسار واحد وهو انحسار الموارد ونضوب معطيات الطاقة فلابد من اللجوء للطاقة البديلة فهي الحل الأمثل في ظل الضغوط التي تلاحقنا وشح الطاقة وتراجع سبل توفيرها. فقد حبانا الله بشمس مشرقة وفترة سطوع ليست موجودة إلا في استراليا والجزائر ولدينا كل المميزات الطبيعية. فلماذا لانستفيد من التجربة الألمانية ؟ حيث استطاعوا استخدام الطاقة الشمسية رغم عدم سطوع الشمس عندهم لكننا أهملنا ما أعطانا الله من فترات سطوع لامثيل لها.بل يمكننا أن نغذي أوروبا كاملة بالطاقة الشمسية. وبإمكاننا إنتاج 5 ميجاوات بتكلفة 32 مليار جنيه ونغطي 20٪من إنتاج مصر من الكهرباء. ببساطة المشكلة في صاحب القرار. فمشاريع عديدة تتوقف بسبب الروتين وأفكار عديدة تموت بسبب الإهمال فكل مسئول يهمه عدم الدخول في مشاكل فالكهرباء تصلها المواد البترولية مدعومة وتستهلكها في تشغيل المحطات وتبيع الكهرباء بسعر يقل عما لو باعته عن طريق التوليد بالطاقة الشمسية فتستريح ولا يجتهد مسئول في البحث عن مصادر جديدة للطاقة. معتقدا أن التكلفة أقل من خلال استخدام المازوت والغاز لكنه نسي أن كل هذه المواد مدعومة وتم حرق هذا الدعم في الهواء. وبحسبة بسيطة تكلفة فاتورة الكهرباء علي مدار 8 سنوات تعوض تركيب محطة طاقة شمسية توفر استهلاكنا مدي الحياة. لكن المشكلة في التمويل الذي يجب أن تشجعه الحكومة لتحفيز الناس. ومن خلال الاستخدام هناك فائض يتم توليده وبالإمكان دخوله لشبكة الكهرباء ويستفيد من قيمته المواطن وهذه الطريقة تضمن توفير كميات كبيرة من الكهرباء يمكن من خلالها توفير المحطات نهارا وتشغيلها ليلا وهذا يعطينا فرصة لعملية الربط الكهربائي مع بعض الدول المجاورة ويمكن تبادل الكهرباء لأن وقت ذروة الاستهلاك يختلف بيننا فالاستفادة تكون للدولتين ويمكن تطبيق تلك المنظومة مع السعودية. وهناك مشكلة أخري وهي أن طريقة استخدامنا للطاقة خاطئة ففي أمريكا يستخدمون اللمبات الموفرة بمعني أن إستخدام لمبة 10 وات تعطينا إضاءة 80 وات. وهذا تقصير من الحكومة التي يجب أن تحفز المواطنين لاستخدام اللمبات الموفرة، وإعطاء حوافز للمستوردين بخفض الجمارك عليها ودعم مصانع اللمبات الموفرة في مصر. لابد أن نسير في خطوط متوازية بعمل اكتشافات جديدة لحقول البترول وتنميتها وكذلك ترشيد استهلاكنا للطاقة وتشجيع استخدام الطاقة البديلة لتحل المشكلة التي تحاصرنا وتزحف علي الأجيال القادمة وتطارد مسار التنمية. تنمية العقول وتحريرها ودعم الأفكار الهادفة وتشجيعها هي الطاقة التي يجب أن ننميها .