أين حمرة الخجل ؟ ولماذا لم يقرأ المسئولون في دوائر صنع القرار في واشنطن مضمون آلاف الوثائق التي كشف عنها موقع ويكليكيس وأظهرت الوجه القبيح للولايات المتحدة بعد كل هذا السيل من المعلومات عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من القوات الأمريكية في العراق قبل أن تقرر بدء موسم الهجوم علي مصر وتنهمر البيانات اليومية المضروبة عن الديمقراطية والانتخابات والحريات الدينية .وتنسي أمريكا أن الشيطان لايعظ !وهو آخر من يحق له محاسبة الآخرين حتي ولو بالقول أو تقديم الملاحظات أين حمرة الخجل ؟ ولماذا لم يتوقف سادة البيت الأبيض وقفة صحيحة وصادقة مع النفس ليدركوا حقيقة ومغزي ماحدث في جينيف منذ اقل من أسبوعين عندما تحولت الجلسة التي عقدها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لمناقشة ملف الولاياتالمتحدة في هذا المجال إلي محاكمة دولية بكل معني الكلمة شاركت فيها دول ومنظمات المجتمع المدني الأمريكية التي حضرت خصيصا وقدمت عشرات التقارير التي تنتقد القصور الفاضح في سجل حقوق الإنسان .وطالبوا بضرورة مساءلة أمريكا عن الانتهاكات التي ترتكبها في أفغانستان والعراق بوصفها قوة احتلال ودعت دول عديدة إلي وضع حد لجرائم الحرب التي تقوم بها أمريكا خارج حدودها وإغلاق معسكرات الاعتقال في جوانتانامو الاعتقال السرية في أنحاء العالم ومعاقبة من يقومون بتعذيب وإعدام المعتقلين وأكدوا علي ضرورة التصدي للممارسات والتشريعات التي تقمع الأمريكيين من أصول افريقية وعربية ومسلمة وكذلك المهاجرون الأجانب ووضع برامج متخصصة لمكافحة تنامي ظاهرة الكراهية للإسلام أين حمرة الخجل ؟ وأمريكا لاتلتزم بالقاعدة المعروفة في القانون الدولي وتسمي"الأيادي النظيفة " ومعناها أن تقدم أمريكا النموذج أولا في مجال احترام قبل ان تتحدث عنه وتطالب به غيرها من الدول وتقدم نفسها "واصية" علي الدول والحكومات وتعطي الدروس وتصدر البيانات إنها سطوة القوة التي مارستها علي اكثرمن صعيد تحت شعار مكافحة الإرهاب احتلت أمريكا أفغانستان في عام2001 وتحت أوهام نشر الديمقراطية اجتاحت واشنطن العاصمة العراقية بغداد في عام 2003 وضربت "عرض الحائط" بكل التقارير الدولية ومنها منظمة العفو التي أتهمتها في يوليو الماضي بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ومنعها من الاتصال بآلاف من المعتقلين في السجون العراقية ومنظمة هيومن رايتس التي تحدثت عن أن مئات الآلاف من الوفيات في صفوف المدنيين في العراق كان يمكن تجنبها ناهيك عن استخدام الأسلحة المحرمة دوليا أين حمرة الخجل ؟ ودولة بحجم أمريكا تعتمد في صياغة مواقفها علي جماعات مشبوهة مثل مجموعة العمل في مصر.. وهذه قصة أخري نستكملها إن شاء الله في الأسبوع القادم.