يبدو أن تداعيات الهجوم الاسرائيلي علي اسطول الحرية في نهاية شهر مايو الماضي يبدو أن هذه التداعيات تتفاعل وتتصاعد الي ما هو ابعد بكثير من مجرد توتر العلاقات بين تركيا واسرائيل، فالي جانب حرمان السلاح الجوي الاسرائيلي من التدريب في سماء تركيا الفسيحة الامر الذي لا يتوافر داخل المجال الجوي شديد الحدودية فوق اراضي اسرائيل الي جانب ذلك، والعديد من مجالات التعاون العسكري بين الدولتين فقد تطورت الامور في تركيا الي ما هو اشبه بحرب اعلامية وثقافية شرسة ضد اسرائيل، وكانت بداية هذه المواجهة تتمثل في مسلسل تليفزيوني بعنوان »وادي الذئاب« الذي يصور مغامرات عميل للمخابرات التركية ينتقم لبلاده من مرتكبي حادث الاعتداء علي السفينة التركية »مافي مرمرة«. ورغم ان هذا المسلسل التليفزيوني اثار غضبا هائلا في اسرائيل وتسبب في وقوع ازمة جديدة بين البلدين علي خلفية ان المسلسل يصور اليهود علي انهم قراصنة يخطفون الاطفال الابرياء ويدمنون ارتكاب جرائم الحرب رغم ذلك فقد بدأت شركة الانتاج السينمائي التركية »بانا فيلم« منذ أيام في تصوير مشاهد فيلم سينمائي جديد بعنوان »وادي الذئاب - فلسطين« الذي كما يقول عنوانه هو امتداد للمسلسل التليفزيوني الذي يحمل نفس الاسم، والذي اثار غضب اسرائيل. وتدور قصة الفيلم الجديد حول العميل المخابراتي التركي »مراد علمدار« بالتوجه الي اسرائيل علي رأس مجموعة من الرفاق حيث قاموا باعتقال الضابط الاسرائيلي الذي خطط واشرف علي الهجوم علي سفن الاسطول التي كانت تحمل المساعدات الي غزة واثناء هذه العملية يعرض الفيلم الي جميع الجرائم التي ترتكبها اسرائيل ضد الفلسطينيين وفي تقديري انه بخروج هذا الفيلم الي صالات العرض وبصرف النظر عن محدودية وانعدام تأثيره علي المستوي العالمي الذي تنحاز معظم دوله الي جانب اسرائيل.. بصرف النظر عن هذه النتيجة المتوقعة فان خروج الفيلم الي الوجود سيعني ان العلاقات الذهبية بين البلدين لن تعود ابدا الي ما كانت عليه والي ما كانت تصبو اليه اسرائيل وانها - أي الدولة العبرية - قد فقدت حليفا قويا في ذات الوقت الذي فتحت فيه علي نفسها جبهة جديدة في صراعها الأزلي مع جميع من يحيطون بها!