تضاربت المعلومات الصادرة عن الحكومة الكينية بشأن عملية شنها الجيش امس لإنقاذ رهائن محتجزين في مركز تجاري بالعاصمة نيروبي منذ ثلاثة أيام وسط حالة من الغموض تسود المشهد بالفعل هناك. وصرح وزير الداخلية "جوزيف أولي لينكو" امس ان "العملية علي وشك الانتهاء"، بينما أكد في الوقت نفسه ان السلطات لا يمكنها "تحديد متي ستنتهي العملية لأن القوات تتحرك بحذر". وقال الوزير انه "جري إجلاء كل الرهائن تقريبا من المركز"، مع تأكيده بأنه لا يمكن "تحديد عدد الرهائن الذين لازالوا محتجزين من قبل المهاجمين" التابعين لتنظيم القاعدة. من ناحية أخري شدد "لينكو" علي ان سلطات بلاده "في حالة تأهب قصوي لضمان عدم تسلل ارهابيين الي داخل البلاد او خارجها مشيرا الي مقتل إثنين من الإرهابيين في العملية". وأعلن الوزير عن حصيلة معدّلة لضحايا الهجوم الذي وقع السبت قائلا انه أدي الي مقتل 62 شخصا. وفي الوقت نفسه أعلن الصليب الأحمر في كينيا عن حصيلة تفيد مقتل 69 وان 63 لازالوا داخل المركز. وكانت أصوات انفجارات واطلاق نار قد تجددت امس داخل مركز "ويست جيت" التجاري حيث يحتجز ما لايقل عن عشرة مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة - عددا غير محدد من الرهائن، وذلك بعد يوم من عملية اقتحام ليلية أعلن في اثرها الجيش الكيني انه تمكن بالفعل من السيطرة علي القسم الأكبر من المركز وحرر معظم الرهائن. لكن المراسلين الإعلاميين الموجودين في محيط المركز التجاري لم يشاهدوا خروج اي من هؤلاء الرهائن.. من جهتهم هدد متمردو حركة "الشباب" الصومالية الإسلامية المتطرفة التي تبنت العملية - امس بقتل الرهائن، مجددين طلبهم بسحب القوات الكينية الموجودة في الصومال ونفت الحركة وجود "أجانب بين مقاتليها" وذلك بعد تقارير أفادت ان الشرطة في كينيا بدأت تحقيقات بشأن تورط بريطانية هي أرملة أحد الانتحاريين في هجمات لندن عام 2005 في الهجوم. وفي ظل وجود مخزون من السلع الغذائية داخل المركز التجاري تحت قبضتهم يخشي مراقبون من ان يصمد المسلحون لفترة طويلة.. ورفض الرئيس كينياتا التعليق عما اذا كان الرهائن قد قيدوا بمتفجرات. وقال مصدر امني كيني ومسئول مخابرات غربي ان اسرائيليين يشاركون في العملية الي جانب عناصر مخابرات بريطانية وأمريكية. وبحسب تقارير إعلامية فإن اسرائيليين يملكون عدة مؤسسات في المركز.. في الوقت نفسه نشرت صحيفة "ذي ستاندارد" الكينية مشاهد التقتطها كاميرات المراقبة الامنية للساعات الأولي من الهجوم وتظهر نحو 12 مسلحا لدي اقتحامهم المركز. ودخل العدد الاكبر من المهاجمين من البوابة الرئيسية وهم يلقون القنابل ويطلقون أعيرة نارية علي الجالسين في أحد المقاهي.. وروي شهود ان المسلحين كانوا يحاولون فرز غير المسلمين من اجل اعدامهم. وفي لاهاي بهولندا أرجأ قضاة المحكمة الجنائية الدولية امس محاكمة "وليام روتو" نائب الرئيس الكيني لمدة أسبوع للسماح له بالعودة إلي بلاده والتعامل مع أزمة الرهائن في المركز. وقال وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" ان الهجوم يظهر خطورة التهديد الذي يمثله المتمردون الصوماليون. وفي لندن قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان ثلاثة بريطانيين علي الاقل بين القتلي.