تكثيف الأكمنة لتضييق الخناق علي الارهابيين واصلت الحملة الأمنية لليوم الخامس عشر علي التوالي تمشيط مناطق جنوب وشرق الشيخ زويد ورفح لملاحقة العناصر المسلحة والإرهابيين. وشهدت مدن العريش والشيخ زويد ورفح قطع الاتصالات المحمولة والخطوط الارضية وخدمات الانترنت حتي لا تتمكن البؤر الاجرامية من الاتصال ببعضها حين مشاهدة تحركات القوات. وقالت مصادر أمنية، إن الحملة استهدفت صباح امس منطقة المقاطعة وسط أنباء عن عودة عدد من المسلحين إلي المنطقة مرة أخري عقب عمليات التمشيط البري والجوي لها منذ بدء الحملة. واضافت المصادر، أن هناك عمليات تدمير لبيارات الوقود علي الشريط الحدودي برفح والتي يتم تخرين السولار فيها تمهيداً لتهريبه إلي قطاع غزة باستخدام مواتير الشفط، كما يجري تدمير ما تم اكتشافه من فتحات انفاق لتهريب السلع والبضائع إلي غزة. وقال شهود العيان ان الحملة العسكرية لقوات الجيش تواصل عملياتها ضد الإرهاب في قري شرق وجنوب مدينة الشيخ زويد تحت غطاء جوي مكون من 4 طائرات أباتشي تقصف العشش ومنازل العناصر الإرهابية المطلوبة. واضاف شهود العيان ان قوات الجيش داهمت قري "الفتيات، التومة، كرم القواديس، الطويل، أبوطويلة" وشوهدت الآباتشي تقصف بالصواريخ سيارات مجهزة بأسلحة ثقيلة في صندوقها الخلفي، وسيارات بدون لوحات معدنية "ربع نقل" خاصة بالعناصر الإرهابية، كما شوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من أماكن عديدة جراء القصف الجوي. وقال شهود العيان إنه تم تدمير عدة مواقع للبؤر الإرهابية وكذلك القبض علي أعداد كبيرة منهم. وقامت قوات الجيش والشرطة، أمس، بتمشيط معظم قري المنطقة »ج« الواقعة بين مدينتي العريش ورفح الحدودية مع قطاع غزة، وألقت القبض علي بعض الإرهابيين والمطلوبين للعدالة. وأوضح مصدر عسكري أن قوات الجيش انتهت من تمشيط قري »التومة - الجورة - الفتات -الظهير - العكور - المقاطعة - المهدية، ومدينتي رفح والشيخ زويد«. وتابع ان القوات تستعد لتمشيط مدينة العريش وضواحيها، لتنتقل بعده لمطاردة العناصر الهاربة من مواقع العملية العسكرية والمدن والقري التي تم تمشيطها، إلي الجبال. وأضاف ان القوات المشتركة دمرت 200 عشة، و70 منزلاً تأوي مسلحين، و13 سيارة دفع رباعي بها مدافع مضادة للطائرات، و4 مخازن أسلحة وذخيرة ومنصة صواريخ، وبودرة اشتعال سريع، وبندقيتان آليتان، و15 خزنة سلاح وشريط ذخيرة متعدد، ومكبس مخدرات. كما قصفت مروحيات الجيش بؤرا إرهابية عديدة في منطقة الوادي الأخضر شرق العريش في واحدة من كبري المداهمات منذ بدء العملية العسكرية وألقت القبض علي عدد من المتورطين في الهجوم علي قوات الجيش والشرطة. بدأت عملية المداهمات في العاشرة صباحا بمنطقة الطويل بالقرب من الشيخ زويد بالتزامن مع توجه رتل عسكري مكون من عشرات الدبابات والمدرعات والعربات الخفيفة إلي منطقة الوادي الأخضر شرق العريش لمداهمة وقصف بؤر إرهابية. واستمرت العمليات من الساعة العاشرة صباحاً وحتي الساعة الثانية والنصف ظهراً في أكثر من محور تحت قيادة شعبة عمليات الجيش الثاني وبعدها عادت القوات إلي مناطق تمركزها بمدينة العريش استعداداً لتنفيذ عمليات أخري في بعض الأماكن بسيناء خلال الأيام المقبلة. في سياق متصل بدأت القوات البحرية في تشديد إجراءات تأمين السواحل المصرية علي مختلف الاتجاهات الاستراتيجية بالتعاون مع قوات حرس الحدود وعناصر أمن الموانئ التابعة لوزارة الداخلية من خلال الدفع بلنشات سريعة وتكثيف إجراءات التأمين خاصة ناحية ساحل المتوسط الذي بات خطرا واضحا يهدد الأمن القومي المصري خلال المرحلة الراهنة حيث تحاول عناصر قطاع غزة استخدام مراكب صيد صغيرة والوصول بها إلي سواحل العريش للتسلل بها إلي شمال سيناء ودعم الجماعات التكفيرية المسلحة هناك وإمدادها بالمال والسلاح. من ناحية اخري قال مصدر عسكري إن القوات المسلحة تكثف جهودها للبحث عن متورطين في توريد أجهزة اتصال ومعدات عسكرية إلي الجماعات التكفيرية المتطرفة بشمال سيناء بعد ضبط كميات كبيرة من أجهزة الاتصال الحديثة الأسبوع الماضي قبل دخلوها إلي مدينة العريش أثناء عبورها معدية القنطرة غرب. وأشار المصدر إلي أن القيادة العامة للقوات المسلحة تعطي اهتماما خاصا بالتحري عن تلك المعدات ومصدرها والجهات الموردة إليها وكلّفت أجهزة المخابرات الحربية والتحريات العسكرية بضرورة كشف كافة التفاصيل المتعلقة بتلك الأجهزة في أقرب وقت ممكن. وأوضح المصدر أن العناصر التكفيرية المسلحة لجأت إلي استخدام أجهزة اتصال متطورة من أجل إعادة تنظيم صفوفها مرة أخري وطلب الدعم الفوري من عناصرها المنتشرة في مدن العريش والشيخ زويد ورفح حال هجوم عناصر الجيش الثاني الميداني علي أوكارها خلال الفترة المقبلة وكذلك الاتفاق علي خطط الهجوم علي عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية بعدما تم تضييق الخناق عليهم ومنع تحرك أي عناصر منهم علي الطرق الرئيسية أو الفرعية بعدما أغلقت قوات الجيش الطرق بشكل كامل، وأحكمت السيطرة عليها.