تتواصل في جميع ولايات السودان الشمالية والجنوبية، ولليوم السابع علي التوالي، عمليات التسجيل للمواطنين الجنوبيين الذين سيكون من حقهم المشاركة في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان المقرر في التاسع من يناير المقبل، في ظل اتهامات متبادلة بين شريكي الحكم (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) بعرقلة عمليات التسجيل. وأشارت تقارير إعلامية إلي أن المؤتمر الوطني يتهم الحركة الشعبية بتعطيل وعرقلة مجموعة من المواطنين عن التسجيل بعدد من مراكز الشمال، وأن "الشعبية" بدأت "ترتجف" عندما رأت أن هناك قوي جنوبية مع الوحدة. كما أبدت الحركة الشعبية تخوفها من عمليات تزوير واسعة، وتحدثت عن "مخاوف كبيرة" تسيطر علي جميع الأحزاب الجنوبية من إقدام "الحركة الشعبية" علي تزوير إرادة المواطن الجنوبي عند التصويت في الاستفتاء القادم. وقد استدعي الأمر صدور قرار رسمي الليلة قبل الماضية للأجهزة النظامية بأن تكون قريبة من مراكز التسجيل لعملية الاستفتاء ومن أماكن سكن الجنوبيين في الشمال، لمعالجة بعض التجاوزات "بالحكمة وبقوة القانون". ومن جانبها، تتهم الحركة الشعبية شريكها "المؤتمر الوطني" بالتلاعب بعملية تسجيل الناخبين في الشمال وتعبئة المواطنين ضدها، تمهيدا لعدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء، حال حدوث الانفصال. ونفت أن تكون قد هددت المواطنين أو أرهبتهم بعدم التسجيل في الشمال. من جهته يري مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة في السودان، هايلي منكريوس، أن عمليات التسجيل (في الجنوب) تسير بصورة جيدة وفي أجواء تتسم بالحرية حتي الآن، بينما وصف القائم بأعمال قنصلية الولاياتالمتحدةالأمريكيةبجوبا، باري واكللي، سير العملية في بعض الولايات بالجيد، لكنه قال إن من المهم جدا أن يخرج الدبلوماسيون من جوبا للاطلاع علي التسجيل بالمناطق الأخري. وفي تطور لاحق أعلنت مفوضية استفتاء الجنوب أن التسجيل تتراوح نسبته ما بين معقول إلي متوسط إلي ضعيف في بعض المراكز. وأعلنت أنها ستقوم بابتعاث عدد من أعضائها إلي دول المهجر في كل من أثيوبيا وكينيا وأوغندا ومصر وأستراليا وإنجلترا والولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل، بغرض الوقوف علي سير إجراءات تسجيل المواطنين الجنوبيين بتلك البلدان. وكشفت عن اجتماع ستعقده في وقت لاحق برئاسة رئيسها محمد إبراهيم خليل، بهدف إجراء تقييم عام لعملية التسجيل، والوقوف أيضا علي كيفية إجراءات التسجيل في الولايات الشمالية والجنوبية من السودان وفي دول المهجر. من ناحية أخري خرج أعضاء من الكنيسة الكاثوليكية في جوبا في مظاهرة لصالح انفصال الجنوب.