الوضع كان يشير إلي ان العمل في لجنة الخمسين سوف يسير في هدوء وسلام لانجاز تعديلات دستور الإخوان المعطل.. ولم لا، وقد حدد الإعلان الدستوري مهمة اللجنة في تعديل دستور 2102.. كما سبق هذه اللجنة، قيام لجنة العشرة بمراجعة دستور 2102.. وعدلت كثيرا من مواده وحذفت عددا من نصوصه، بناء علي مقترحات تلقتها بالآلاف من أحزاب وقوي سياسية وأفراد وغيرهم.. ووضعت مشروعا استرشاديا يمكن البناء عليه. وان الاعتقاد الغالب ان عضو اللجنة ممثل حزب النور السلفي هو من سيقوم بدور المعرقل »الشريك المخالف«.. ولكن المتفزلكين والمتزحلقين يأبون ذلك.. ولم يرتضوا أن يمر عمل اللجنة مرور الكرام.. وكعادتهم »يضربون كرسي في الكلوب«.. ويختلقون خلافات دون مبرر. الحكاية ببساطة وفقا لما نقلته الصحف عندما تحدث نقيب الصحفيين ضياء رشوان.. خلال اجتماع اللجنة يوم الإثنين الماضي لافتا إلي ان رئيس اللجنة عمرو موسي والمتحدث باسمها الكاتب محمد سلماوي خرجا في وسائل الإعلام متحدثين عن اعداد دستور جديد.. وذلك بالمخالفة لنص الإعلان الدستوري.. وطالب رئيس اللجنة بحسم هذا الأمر، بان اللجنة تجري تعديلات علي دستور 2102، وهو محق تماما فيما قاله.. لانه يجب علي رئيس اللجنة، والمتحدث الرسمي باسمها ان يتحريا الدقة في كل لفظ يخرج منهما بشأن عمل اللجنة. وأوضح عمرو موسي انه لم يقل أننا أمام إعداد دستور جديد، وان تصريحه اننا إذا قمنا بإعداد مادة وأدخلنا تعديلات، فأصبحنا بهذا المعني أمام نص جديد.. وبهذا الايضاح كان يمكن ان ينتهي الجدل، وتستمر اللجنة في مناقشة أمور أخري، إلا أن سامح عاشور نقيب المحامين قام معترضا، وطالب بضرورة كتابة دستور جديد ضد العنصرية والتمييز والطائفية والحزبية يعبر عن الثورة ويتناسب معها. وعقب ضياء رشوان بانه لا مجال للمزايدات السياسية حتي لا يكون أول الغيث كفرا.. لاننا بإعداد دستور جديد يخالف نص الإعلان الدستوري. وتدخل عمرو موسي وحسم الأمر حتي لا يضيع مزيد من الوقت في جدل عقيم، ومحسوم منذ صدور الإعلان الدستوري الذي حدد مهمة اللجنة في تعديل الدستور. هذا المشهد حدث في أول أيام عمل لجنة الخمسين والتي تضم خيرة خبراء وعقول هذا البلد.. والذين يعلمون جيدا قبل مثولهم باللجنة ماذا سيفعلون؟.. والمهمة الموكلة لهم، والتحديات التي تواجههم.. ويعلمون جيدا ان الوقت ليس في صالح أحد.. والأمر لا يتطلب أي تعطيل أو انحراف عن المسار.. ولكن هناك أشخاصا تغلبهم الذاتية والنرجسية وحب اثبات الوجود عمال علي بطال، حتي وان كان الأمر يتعلق بمستقبل شعب غلبان، يا سادة غلبوا مصلحة البلد وشعبها ولو لمرة واحدة ولا تجعلوا أول القصيدة كفر.