يعود غدا الكونجرس الأمريكي الي العمل بعد إنتهاء عطلته وسط ترقب يسود الأوساط السياسية في الولاياتالمتحدة حول ما اذا كان أعضاؤه سيجيزون للرئيس باراك أوباما شن "ضربة عقابية" ضد نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وذلك قبل يوم من خطاب عام لأوباما. وسيلتقي وزيرا الخارجية "جون كيري" والدفاع "تشاك هاجل" مع النواب اليوم ثم مع اعضاء مجلس الشيوخ بعد غد. ويجري الرئيس أوباما مقابلات خلال الساعات القادمة مع ثلاثة من مقدمي البرامج للشبكات التلفزيونية الكبري "بي.بي.إس" و"سي.إن.إن" و"فوكس"، في إطار حملة تقوم بها إدارته لحشد التأييد لضرب النظام السوري. كما سيتحدث رئيس موظفي البيت الأبيض "دنيس ماكدونو" خلال مقابلات علي خمسة برامج حوارية تليفزيونية بشكل وشيك في حين يستقبل نائب الرئيس "جو بايدن" مجموعة من الجمهوريين في مجلس الشيوخ في حفل عشاء. ويترقب أعضاء بالكونجرس موقف "ميتش ماكونيل" زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وهو الوحيد من بين زعماء المؤسسة التشريعية المعروفين باسم "الاربعة الكبار" والذي لم يؤيد حتي الان دعوة أوباما لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا. وفي حين لم يعلن معظم زملائه في مجلس الشيوخ موقفهم فإن قرار ماكونيل سيساعد في تحديد مصير قرار مجلس الشيوخ بإجازة ضربات عسكرية محدودة. وأعلن كل من "جون بينر" رئيس مجلس النواب و"نانسي بيلوسي" زعيمة الأقلية الديمقراطية في المجلس وكذلك "هاري ريد" زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن تأييدهم لخطة أوباما في وقت سابق. لكن مظاهر الرفض الشعبي الذي تشير اليه أخر الإستطلاعات - لاتزال تظهر بين حين وأخر، وكان آخرها إعلان تليفزيوني لجماعة "موف اون" الليبرالية مدته نصف دقيقة، يؤكد ان البلاد التي عانت ثمان سنوات في العراق وأكثر من عشرة في أفغانستان ذ ستواجه مصيرا مماثلا في سوريا. وكانت صحيفة "ذاهيل" التابعة للكونجرس أفادت ان 14 من بين 16 عضوا بالكونجرس هم من المقاتلين في حربي العراق وأفغانستان - يعارضون بشدة خطط البيت الأبيض. وكان نحو مائتي محتج قد احتشدوا أمام البيت الأبيض في العاصمة واشنطن حيث رددوا هتافات تندد لخطط ضرب سوريا . كما احتشد عشرات أخرون في كل من نيويورك وانديانابوليس وميتشيجان ونبراسكا وكاليفورنيا ونيوأورليانز. من جهتها قالت "نانسي بيلوسي" إنه يجب أن تتضمن كلمة أوباما التأكيد علي محدودية الضربة العسكرية ضد سوريا من حيث الطاق والزمان.