لا يستحق السيناتور الأمريكي جون ماكين وزميله ليندسي جراهام الاهتمام البالغ الذي قوبلا به من جانب المسئولين في مصر خلال زيارتهما الحالية،...، حتي لا يكون ذلك ذريعة لهما للتدخل الوقح في الشأن الداخلي المصري. وكان من الواجب علي جميع المسئولين المصريين، سواء رئيس الجمهورية، ونائبه البرادعي، أو رئيس الوزراء، أو وزير الخارجية، أو غيرهم، الاطلاع علي جميع المعلومات المتاحة عن ماكين وجراهام قبل وصولهما، للوقوف علي حقيقة موقفهما تجاه مصر، وعلاقة ماكين بالذات بالإخوان،...، وأن يتم تحديد مستوي المعاملة لهما وفقا لهذه المعلومات. كما كان يجب أن يتوقف هؤلاء المسئولون بالتفكير في مغزي ومعني ما اعلنه الإدارة الأمريكية، عن أن ماكين وجراهام لا يمثلانها في هذه الزيارة، وانها يمثلان أنفسهما فقط بوصفهما عضوين بالكونجرس. ولو كان المسئولون عندنا قد فعلوا ذلك، لعرفوا أن ماكين هو مهندس العلاقات الأمريكية الإخوانية، وأنه أحد اللاعبين الأمريكيين الأساسيين في توثيق العلاقة بين جماعة الإخوان والإدارة الأمريكية، وأن له لقاءات عديدة، ومحادثات ممتدة، واتفاقيات مؤكدة مع الدكتور محمد مرسي العياط قبل وأثناء وبعد الانتخابات الرئاسية المصرية،...، وتم خلال هذه اللقاءات وتلك المحادثات الكثير والكثير من التوافقات والترتيبات. ولو كان المسئولون المصريون قد فكروا في ذلك مليا، لأدركوا ان ماكين وزميله ما جاء إلي مصر إلا لمحاولة انقاذ الإخوان، وايجاد مخرج لهم من الهاوية التي سقطوا فيها، علي غير تحسب منهم أو من الأمريكان، الذين كانوا قد رتبوا أمرهم وسياساتهم في المنطقة، علي أن هناك امتدادا طويلا لحكم الإخوان في مصر، وأن حقبة سيطرة جماعات الإسلام السياسي علي المنطقة كلها قد بدأت، وأن الشرق الأوسط الجديد أصبح علي الأبواب. وفي هذا الإطار، كان ولابد أن يدرك الجميع في مصر، أن ماكين وزميله اتيا الينا كي يعلنا بالضرورة ان ما حدث في مصر ليس ثورة شعبية انحاز لها الجيش، ولكنه انقلاب،...، ويطالبان بعودة مرسي وشركاه رغما عن إرادة الشعب المصري كله.نعم هذه وقاحة غير مقبولة، وتدخل مرفوض في الشئون المصرية وتزييف لحقيقة الأوضاع،...، ولكن من اعطاهما الفرصة وسمح لهما بهذه النطاعة والوقاحة مسئول أيضا عن هذه السقطة.