أعمال التحصين للمعتصمين لمواجهة الامراض والأوبئة مضي شهر رمضان الكريم بنسماته العليلة وايامه الذكية التي وان كان الشعب المصري مفترقا سياسيا الا انه جميع المصريين علي مختلف توجهاتهم علي مائدة واحدة للافطار وفي السحور يحرصون علي تناوله في الميادين.. ساعات قليلة ويحتفل جموع الشعب المصري بعيد الفطر المبارك وجزء من هذا الشعب مازال يرابط في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر حيث مقر اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول وان كانت افكارهم وتوجهاتهم مختلفة الا انهم في النهاية هم مصريون.. مؤيدو "مرسي" وانصار جماعة الاخوان مع دخولهم في الاعتصام لليوم ال 04 قرروا الاحتفال بالعيد في معسكر رابعة الذي اقاموه قبل ثورة 03 يونيو بيومين وجهزوه بكل وسائل الاحتفال وسط اجراءات تأمين مشددة ليتحول المكان الي ما يشبه معسكر اللاجئين.. فقد قام المعتصمون بتعليق عناقيد الزينة من الورق اللامع واعمدة الاضواء والانارة بطول شارع النصر كما حرص الباعة الجائلون علي عدم تفويت هذه المناسبة لعرض بضائعهم التي تتناسب مع عيد الفطر فقد افترشوا فرشاتهم ووضعوا عربات البيع بمداخل وانحاء الاعتصام وانحسرت البضائع علي لعب الاطفال مثل المسدسات التي حاول احد الباعة جذب الاطفال وابائهم اليها بطريقة مختلفة فاخذ في مناداتهم " اللي عايز يقتل السيسي " هذا بجانب البالونات والالعاب الالكترونية التي تصدر اضواء مبهرة تجذب الاطفال. كما استعد المعتصمون للعيد من خلال تذكرة الجميع بالاحداث التي شهدها الاعتصام مثل احداث المنصة والمليونيات التي اقيمت به وكذلك احداث رمسيس والنهضة فقد اقاموا بعمل نصب تذكاري لشهداء شارع النصر الذي بلغ عددهم اكثر من 07 شهيدا والنصب عبارة عن اثار لدماء احد الضحايا التي التصقت بالرصيف الاوسط لشارع النصر وتم احاطته بالطوب وتوقف احد اعضاء اللجان الشعبية بجواره طالبا من المترددين علي الاعتصام استنشاق الدماء وكتب علي النصب " هنا دم الشهيد برائحة المسك " حيث تهافت الجميع علي استنشاقها.. ووسط مظاهر الاحتفال بالعيد لم ينس المعتصمون دعوات فض الاعتصام التي اطلقتها الحكومة ووزارة الداخلية الفترة الماضية.. من ناحية أخري حذر خبراء البيئة من كارثة محققة بسبب ممارسات غير الصحية والخاصة في اعتصامي رابعة والنهضة.. هنا يعيشها سكان مدينة نصر ورابعة العدوية والنهضة نتيجة لتواصل اعتصام مؤيدي المعزول ونظراً لكثرة الأعداد وضيق المساحة مع قيامهم بذبح العجول والجمال بخلاف إصابة بعضهم بمرض الجرب.. وقدرت محافظة القاهرة المخلفات التي تخرج عن الاعتصام ب 700 طن قمامة أسبوعياً.. هذا بخلاف التلوث الهوائي نتيجة لروائح العرق والبول وخلافه التي يعاني منها سكان المنطقة مما يؤكد أن خللاً ما أصاب البيئة هناك الآن ولفترة قادمة فكيف يري خبراء البيئة ذلك وما آثاره علي صحة الإنسان والسكان وهي حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها وهي تلك الظروف البيئية الصعبة التي يعيشها سكان رابعة العدوية نتيجة لممارسات معتصمي رابعة من مؤيدي المعزول وخاصة فيما يتعلق بذبح العجول اونحر الجمال وغيرها. ويقول المهندس احمد ابو السعود امين عام جهاز شئون البيئة بوزارة البيئة ان الوزارة تلقت شكاوي من اهالي منطقة رابعة العدوية بوجود قمامة متراكمة بجوار الحديقة الفرعونية بشارع النصر وتم التنسيق مع هيئة النظافة بالقاهرة وتم رفعها علي الفور واشار ابو السعود ان الوضع في هذه المنطقة سييء وينذر بكارثة بيئية بسبب ضيق المساحه وعدم وجود دورات مياه كافية للاستخدام الشخصي وعدم توفر المياه مما ادي الي استخدام الحدائق والطرقات كمراحيض عامة بالاضافة الي ارتفاع درجات الحرارة والتي تعد بيئة خصبة لانتشار الامراض والاوبئة مشيرا الي اقامه المعتصمين في مساحه صغيره مما تساعد علي انتقال العدوي بينهم وخاصة امراض الجرب .. واشار ابو السعود الي تراكمات المخلفات الصلبة التي تنتج عن المعتصمين واستخداماتهم اليومية مما تسبب في روائح كريهه وانتشار الامراض بينهم الي جانب التلوث السمعي الناتج عن استخدام مكبرات الصوت والاصوات الصادره عنها والتي تسبب حالات الهياج العصبي مما يؤثر علي سكان المنطقة واوضح ابو السعود ان محطة رصد الهواء الموجوده بالمنطقة معطلة منذ بدايه الاعتصام ولابد من دخول الافراد للاصلاح عن طريق احدي السيارات ولكن لايمكن الدخول الي المنطقة في ظل الظروف الحاليه خوفا من تعدي المعتصمين علي هذه الاجهزة او العاملين علي اصلاحها لشكهم في تركيب اجهزه رصد او مراقبه لهم ويقول حافظ السعيد رئيس هيئة النظافة بالقاهرة بان الهيئة تقوم يوميا بتوفير 5 فرق نظافة مزوده ب8 سيارات نقل قمامة و2 لودر الي منطقة رابعة ومحيطها لرفع القمامة منها والتي تقدر ب100 طن يوميا في المتوسط حيث يسمح القائمون علي تأمين مداخل ومخارج الاعتصام لسيارات جمع ونقل القمامة وفرق التنظيف بالدخول في اوقات محدده من قبلهم . وقال د. عصام رمضان مدير إدارة الطب البيطري بأوسيم بالجيزة، أن جماعة الإخوان أكثر الجهات اعتداء علي قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 بالذبح خارج المجازر الحكومية في شهر رمضان، سواء في حديقة الأورمان المجاورة لميدان النهضة والتي حولها المعتصمون الي مراحيض عامة بالاضافة الي التعدي علي الاشجار النادرة بها بالاضافة الي حديقة الحيوان والتي تعرضت الحيوانات فيها خلال الايام الماضية الي حالة هياج شديده وكان اخرها الفيل والذي كاد يتسبب في قتل الحارس الخاص به من جراء اطلاق الألعاب النارية والانوار الشديده وادي ذلك الي اشعال النار في احدي الاشجار النادرة بالحديقة وأضاف رمضان ان ما يقوم به المعتصمون يجعل هذه اللحوم أكثر عرضة للتلوث واحتمال إصابتها بمرض السل البقري لعدم توقيع الكشف البيطري عليها بما يترتب علي ذلك من مخاطر صحية كبيرة". مشيرا الي تقدم أهالي مدينة نصر بشكاوي إلي وزارة البيئة من المعتصمين الذين حولوا المكان إلي بؤرة تلوث غير آدمية من جراء مخلفاتهم البشرية التي أصابت سكان المنطقة بالأمراض". ويضيف د. عصام الحناوي خبير البيئة بالأمم المتحدة والأستاذ بالمركز القومي للبحوث أن هناك أشكالاً متعددة للتلوث تعيشها المنطقة هناك أولاً تلوث الهواء نتيجة لتراكم أكوام القمامة حول المنطقة وعدم السماح من جانب المعتصمين لأحد بالدخول للتعامل مع كم المخلفات التي تخرج من الاعتصام بخلاف كم الملوثات والميكروبات التي تراكمت نتيجة لذبح العجول والجمال وغيرها في ظروف غير صحية وغير آمنة لإطعام المعتصمين مما سيكون له أثر سلبي مستقبلاً علي صحة المعتصمين أنفسهم.. أضف إلي ذلك حالة التلوث السمعي التي يعاني منها سكان المنطقة نتيجة لاستخدام مكبرات الصوت ليل نهار في الهتاف وعقد المؤتمرات وإطلاق الشعارات.