سعىد إسماعىل كنت أشعر بالحزن والمهانة في كل مرة تابعت خلالها علي شاشة التليفزيون ما يجري في جلسات مجلس الشعب الموقر، قبل صدور حكم المحكمة الدستورية بحله وتسريح نوابه المحترمين. لم يكن في وسعي ان اتبين تفاصيل قسمات الوجوه التي تختفي خلف اشكال والوان من اللحي السوداء الكثة، والبيضاء الهايشة، والتي اختلط فيها الاسود بالابيض وتتدلي علي الصدر في زهو، والتي حرص صاحبها علي تلوين اطرافها بالحناء ليكون متميزا بين زملائه وخاطفا لنظرات الناظرين.. لكني اكتشفت فيما بعد ان جوهر بعض الذين اختارهم الشعب لتمثيله كان اشد قبحا من مظهره!. مثلا.. الشيخ انور البلكيمي عضو المجلس عن حزب النور السلفي، اخفي انفه تحت شريحة قطن وشريط بلاستر، ودخل الي احد اقسام الشرطة، وقدم بلاغا ضد بلطجية مجهولين، قاموا بالهجوم علي سيارته، وضربوه، وسرقوا منه حقيبة في داخلها مائة الف جنيه ولاذوا بالفرار.. ثم اتضح ان سيادة العضو المحترم كذاب في كل ما ذكره في بلاغه.. وان الحكاية وما فيها انه اجري عملية تجميل لانف سعادته، واراد ان يبرر بقاء القطن والبلاستر عليها بالادعاء ان البلطجية ضربوه وسرقوه!! ومثلا.. الشيخ علي ونيس.. عضو المجلس عن حزب النور السلفي ايضا.. الذي تم ضبطه وهو يمارس الجنس داخل سيارته في الطريق الزراعي، مع طالبة جامعية فقيرة، استغل حاجتها لبعض المال والملابس الجديدة فاستدرجها لممارسة الرذيلة.. وعندما تم ضبطهما متلبسين ساعدته حصانته البرلمانية علي الخروج من الموقف، وترك الطالبة المعتدي عليها لتواجه، الحبس، والتحقيق، والفضيحة، وحدها. لكن كله كوم، والشيخ ممدوح اسماعيل السلفي كوم لوحده، فقد وقف فجأة، مثل ديك البرابر، ليرفع أذان الظهر داخل قاعة المجلس وسط دهشة واستغراب الحاضرين، مما اضطر سعد الكتاتني رئيس المجلس لتوبيخه ولفت نظره الي ان القاعة مخصصة للاجتماعات، وان في مبني المجلس مسجدا لصلاة الاعضاء.. لكن من يسمع، ومين يفهم؟!!