عبدالقادر شهيب بعد الاحتشاد الشعبي العظيم يوم 62 يوليو فاننا سوف نهزم هذا الأرهاب الذي أطل بوجهه القبيح مجددا، رغم انه يختلف عن ذلك الإرهاب الذي سبق ان واجهناه في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. فالإرهاب الجديد الذي فرض علينا قتاله اليوم لا يقتصر مثلما كان حادثا قبل عقود سابقة علي جماعات إرهابية صغيرة تملك تمويلا محدودا والقليل من الأسلحة ومعزولة شعبيا ولاتلقي دعما خارجيا كبيرا.. إنما لدينا الإرهاب إرهابا تقوم به مجموعة متنوعة من الجماعات الإرهابية، تبدأ من تنظيم القاعدة التي رحلت أمريكا عناصره من أفغانستان استعدادا لانسحاب قواتها منها واستوطن بعضها سيناء، وتنتهي هذه الجماعات بتنظيم الإخوان الذي عزز تحالفه مع كل الجماعات الإرهابية سواء في سيناء أو الصعيد، خاصة تلك الجماعات التي تسمي نفسها جهادية، وعاد هذا التنظيم الإخواني إلي سيرته القديمة في استخدام العنف والذي لم يعتذر عنه يوما طوال 68 عاما من تاريخه! وهذه الجماعات الإرهابية الجديدة، خاصة جماعة الإخوان، تجد دعما إقليميا يتمثل في الدعم القطري والتركي، ودعما دوليا يتمثل في الدعم الأمريكي ودعم بعض الأوروبيين الذين يسيرون في ركاب الأمريكية، فضلا عن دعم تنظيم دولي هو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.. لذلك تمتلك هذه الجماعات الإرهابية تمويلا ضخما، حيث تحوز جماعة الإخوان علي مصادر تمويل متنوعة ؟؟؟؟؟؟ علي مدي سنوات مضت، واستغلت وصولها إلي حكم البلاد العام الماضي لمضاعفة هذه المصادر وزيادة كم ما في حوزتها من أموال. كما ان هذا الإرهاب الجديد يمتلك كميات هائلة من السلاح، وهو ما يؤكده الحجم الضخم للأسلحة التي يتم ضبطها علي مدار الساعة يوميا الآن، والتي تساوي طبقا للقاعدة الأمنية الشهيرة عشرة في المائة فقط من الأسلحة الموجودة بالفعل ولم يتم ضبطها.. وإذا كان المضبوط من الأسلحة يكفي لتسليح جيش صغير فما بالنا بما لم يتم ضبطه بعد من هذه الأسلحة، خاصة انها لا تقتصر علي البنادق العادية أو الآلية فقط، إنما هي من تلك الأسلحة التي تستخدمها الجيوش مثل الصواريخ والمدافع المضادة للمدرعات والطائرات، وشحنات المتفجرات والألغام المتقنة الصنع. ويضاف إلي ذلك كله ان الإرهاب الجديد الذي نواجهه الآن ليس معزولا تماما.. فانه استطاع في ظل ظروف الثورة والأوضاع السياسية التي نعيشها ان يغرر ويخدع، سواء بسلاح الدين أو بسلاح المال، أو بسلاح الخوف، بعض أبناء الشعب يستخدمهم الآن في حربه ضد المجتمع. وهكذا.. نحن نواجه الآن ارهابا أكثر خطورة وأشد فتكا من إرهاب الثمانينات والتسعينيات.. فنحن لا نواجه مجموعة من الجماعات الإرهابية الصغيرة والمحدودة القدرة والتمويل والمعزولة داخليا واقليميا وعالميا.. ولكننا نواجه إرهابا منظما وممنهجا يحظي برعاية إقليمية ودولية، ويستخدم بعض الناس المخدوعين في الداخل كدروع بشرية له، وفوق ذلك يمتلك ترسانة من الأسلحة وحظي بتدريب سواء في أفغانستان أو غزة أو سيناء علي استخدامها. ورغم ذلك.. فاننا قادرون علي ان نهزمه ونقضي عليه ونخلص بلدنا من شروره لتظل دوما وكما كانت عبر آلاف السنين آمنة كما وضعها الله عز وجل في كتابه الحكيم.. فالنصر في أي حرب يحتاج إلي ارادة قوية صلبة وتعبئة شعبية كبيرة، والاحتشاد الشعبي العظيم والهائل الذي شهدناه يوم 62 يوليو ولم يشهد العالم من قبل يؤكد أن لدينا تلك الآراء القوية وان التعبئة الشعبية في الدرجة القصوي.. لقد خرجت ملايين المصريين هذه المرة لتقول لا للإرهاب، ولإرهاب الإخوان تحديدا.. وإذا اراد الشعب شيئا لابد ان يستجيب القدر هكذا علمنا التاريخ.