تشير كافة الدلائل الصادرة عن جماعة الإخوان، التي اختفي مرشدها العام بعد خطابه المحرض علي العنف في رابعة العدوية، الي عدم استعداد الجماعة، وعدم قدرتها، علي اتخاذ الخطوة السليمة الوحيدة التي يجب ان تقوم بها الآن، وهي المراجعة الشاملة لكل ما جري لها وعليها طوال عام كامل، بدأ في يونيو 2102 وانتهي بنهاية يونيو 3102. وعجز الجماعة عن الإقدام علي هذه الخطوة، يرجع في اساسه الي عدم قدرتهم حتي الآن علي استيعاب حقيقة ما حدث في مصر في الثلاثين من يونيو الماضي، كما أنهم فشلوا في ادراك حجم وقوة الزلزال الشعبي الذي اطاح برئيسهم وبهم خارج الرئاسة ومركز الحكم. ولو كانت الزمرة المسيطرة علي الجماعة والمتمثلة في مكتب الإرشاد والمرشد العام، علي قدر أكبر من الحكمة والرشد والحنكة السياسية، وقدر أقل من الشبق للسلطة والحكم والتسلط والاستحواذ،..، ولو كانت هذه الزمرة علي قدر أوفر من الإحترام لإرادة الشعب، وقدر اعظم من الانتماء لمصر وأهلها،..، لكانت قد ادركت انها قد فشلت في الحكم وفقدت ثقة الشعب، وان عليها أن تتنحي تنفيذاً لإرادة الشعب،..، ولكنها عجزت عن ذلك. وفشل الجماعة في الإدراك الكامل لحقيقة الموقف يعود في جوهره وحقيقته الي ان الجماعة قد تعرضت لصدمة هائلة لم تخطر علي بالها في أي لحظة من اللحظات، حيث لم تتصور أو تتوقع علي الإطلاق امكانية اقصاء أو عزل الرئيس السابق عن منصبه، تحت أي ظرف من الظروف. ومن الواضح ان هذا الذي حدث تجاوز قدرتها علي الإدراك والاستيعاب، وأن الصدمة كانت بمثابة الزلزال الذي اطاح بقدرة الجماعة علي الثبات والتوازن، في مواجهة التداعيات السريعة والمتلاحقة، التي احاطت بها من كل جانب وشلت قدرتها علي التفكير السليم والصائب. وكان من نتيجة ذلك، كما هو واضح، عجز الزمرة المسيطرة والحاكمة علي الجماعة عن ادراك ان الضرورة تقتضي، بل تفرض، البدء فوراً في مراجعة كل ما جري، والبحث عن الاخطاء التي أدت الي هذا الفشل الذريع والكامل في تجربة الحكم التي لم تستمر سوي عام واحد. وفي هذا الإطار، وفي ظل حالة الدوار وعدم الاتزان التي اصابت الرؤوس الكبيرة في الجماعة، تم الدفع بالجماعة لارتكاب اكثر الاخطاء فداحة وجسامة علي الإطلاق، وهو الانزلاق الي دائرة الدعوة للعنف والتشجيع علي الارهاب وسفك الدماء،..، وهذا منزلق خطير سيكون له تأثيره الشديد علي حاضر ومستقبل الجماعة. وللحديث بقية