في خبث شديد قام البعض بمحاولة استغلال المعاني والأحاسيس الوطنية الخالصة، التي تجتاح كل المصريين في ذكري حرب التحرير المقدسة في العاشر من رمضان، لخدمة أغراضه وأهداف جماعته في صراعها من أجل استعادة السلطة وكرسي الحكم، رغماً عن إرادة الشعب الذي أنهي وجودهم بها واستحواذهم عليها. حاول هؤلاء تبييض صفحتهم وتحسين صورتهم التي نالها تشوه وعطب كبيرين، نتيجة أفعالهم ومسلكهم السياسي الاستحواذي القاصر، وفشلهم في الحكم وعجزهم عن إدارة شئون البلاد والعباد، وذلك بالربط المتعسف بين جنودنا الشرفاء في العاشر من رمضان المحاربين في سبيل نصرة الوطن وتحرير الأرض واستعادة الكرامة، وبين العصبة المتحدية لإرادة الشعب والساعية لإعادة الرئيس المعزول للحكم، بعد أن صور لهم خيالهم السقيم إمكانية الحصول علي قدر من التعاطف الشعبي مع مطلبهم نتيجة هذا الربط المتعسف والفج. وكان من الطبيعي أن يفشل هؤلاء في مسعاهم نتيجة عدم قدرتهم علي إدراك الواقع المحيط بهم الآن في مصر كلها، والذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك انكشاف حقيقتهم أمام كل الناس، بعد أن سقطت الأقنعة عن وجوههم طوال العام الذي أمضوه قابضين علي مقاليد السلطة ومستحوذين علي مركز الحكم، فإذا بهم لا يشغلهم شيء غير الاستحواذ والتمكين والقبض علي جميع مفاصل الدولة، وإقصاء كل من ليس من الجماعة أو الأهل أو العشيرة. وقد يتصور البعض أن فشل الجماعة في تحقيق كل ما أرادت يوم الجمعة الماضي، أو حتي جزء أو بعض منه، سيدفعها بالضرورة إلي مراجعة موقفها والاعتراف بخطئها، والنظر بعين البصيرة إلي حقيقة الواقع الذي تغير من حولها، ..، وهذا تصور صحيح لو كانت الجماعة وقادتها، في حالة طبيعية تتيح لهم القدرة علي التفكير الصحيح والحكيم، ..، ولكن ذلك للأسف ليس متاحاً ولا متوافراً لهم الآن، ومنذ زلزال الثلاثين من يونيو، الذي أطاح بقدرة قادة الجماعة علي الإدراك الصحيح والحكيم للأمور. لذلك فمن المتوقع بكل أسف أن تعجز الجماعة عن اتخاذ الخطوة السليمة والشجاعة الوحيدة، التي يجب عليها القيام بها الآن، وهي المراجعة الشاملة والاعتراف بالخطأ قبل فوات الأوان، ..، وهذا يرجع لعجز قادتها عن إدراك حقيقة المتغيرات من حولهم.