بآداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية تكون عجلة المرحلة الانتقالية قد دارت.. والعجلة التي تدور لا تعود إلي الخلف.. تماما كالشيخ الذي يشيب لا يمكن أن يعود شابا. لو عاد الشيخ شابا لعاد مرسي رئيسا. الإخوان يدركون هذه الحقيقة تماما وأن عودة مرسي للحكم مستحيلة بعد الثورة الشعبية غير المسبوقة التي أطاحت به في 03 يونيو.. كل ما يفعله الإخوان الآن من تصعيد للمواجهة مع الجيش والشرطة والشعب ليس له إلا هدف واحد كما أشرت الأسبوع الماضي وهو الخروج الآمن للرئيس السابق وقادة الجماعة دون ملاحقات أمنية أو محاكمات. ما لا يدركه الإخوان أن كل يوم يمر تتكشف فيه حقيقتهم أكثر أمام الشعب وينفد رصيدهم.. نقمة المواطنين الذين تتعطل مصالحهم بسبب قطع الطرق كل يوم أفقدتهم أية فرصة للتعاطف الشعبي معهم، خاصة بعدما ثبت أن نواياهم دموية وليست سلمية. قيادات الإخوان الذين يجيدون عمليات غسل المخ لأعضاء الجماعة وأنصارها لا يهمهم الآن إلا مصلحتهم وضمان الخروج الآمن.. كل القتلي الذين سقطوا في أحداث الحرس الجمهوري وميدان رمسيس والجيزة، ليس من بينهم قيادي واحد بالجماعة أو ابن من أبنائه.. حكايات محاولة استمالة الفقراء ومحدودي الدخل للمشاركة في الاعتصامات برابعة العدوية وميدان النهضة مقابل 002 جنيه يوميا ووجبات ساخنة يتم تداولها في كل مكان.. ممرض في عيادة طبيب أسنان صديق لي أقسم أنهم عرضوا عليه المشاركة في الاعتصامات مقابل 002 جنيه يوميا ترتفع إلي 052 جنيها إذا كان لديه »خرطوش« والطلقات عليهم.. يحاولون استمالة العمال الصغار في المحلات الذين لا تزيد أجورهم عن 02 جنيها يوميا.. يعرضون عليهم ال 002 جنيه والوجبات.. من يستجيب منهم يطلب إجازة من صاحب المحل عشرة أيام ويذهب ليعتصم في رابعة أو النهضة وكأنه في رحلة عمل بالخليج !! ما هذا الهراء وما هذه الفضائح التي تتكشف كل يوم بضبط أسلحة وملابس عسكرية في كل مكان آخرها ما تم ضبطه أول أمس في العين السخنة »91 صاروخا من طراز جراد وملابس للحرس الجمهوري« كانت في طريقها إلي القاهرة.. الإخوان يريدون ضرب المنشآت العسكرية والمدنية بالصواريخ من أجل أن يعود مرسي للحكم.. يخططون لارتداء ملابس الحرس الجمهوري وقتل المعتصمين وتصوير هذه الجريمة للادعاء أن الحرس الجمهوري هو الذي يعتدي ويقتل المعتصمين السلميين ! في سيناء أقسم لي أحد أبناء العريش أن معسكرات تدريب الإرهابيين تقام »عيني عينك« .. خيم وتنكات مياه وحمامات، ولها أسوار وعليها حراسة.. والمتدربون بالآلاف ينتمون لأكثر من تنظيم وجماعة.. القاعدة والسلفية الجهادية والجماعات التكفيرية.. من يقبل استمرار هذا الوضع الذي ارتضاه الإخوان وسكتوا عنه ؟ من يقبل استمرار نهب المواد البترولية وتهريبها إلي غزة.. صور مخازن الوقود ال 32 التي تم كشفها وتدميرها منذ أيام تؤكد أن الإخوان كانوا يبيعون الشعب.. يتركون أزمات البنزين والسولار تتفاقم بينما هم يعرفون تماما أن المواد البترولية تهرب إلي الأهل والعشيرة في غزة. الآن.. وبعد تشكيل الحكومة الجديدة وتسلمها مقاليد السلطة بقيادة الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، لم يعد هناك مجال للسكوت علي استمرار هذه الاعتصامات، مادامت تعطل الطرق ومصالح المواطنين.. الشعب كله خلف حكومته المدنية وقواته المسلحة والشرطة لإنهاء هذا المشهد العبثي. قلت إن العجلة قد دارت.. خلال أيام تبدأ لجنة تعديل الدستور عملها.. جهود تحقيق المصالحة الوطنية بدأت برعاية الرئيس المؤقت دون إقصاء لأي شخص أو تيار سياسي .. إذا أراد الإخوان ومن يناصرونهم الانضمام لهذه الجهود وفق المعايير التي تضمن الالتزام بمبدأ »المشاركة لا المغالبة« في إدارة شئون البلاد، أهلا بهم.. وإذا اختاروا المقاطعة فليذهبوا غير مأسوف عليهم، لكن ليعلموا أن أي محاولة لإثارة الفوضي وإغلاق الطرق والاعتداء علي المنشآت العسكرية والعامة، هي محاولة مرفوضة من الشعب وستواجه بالضرب بيد من حديد من الشعب قبل الجيش والشرطة. أمامنا تحديات ضخمة في المرحلة الانتقالية، لكن أبرزها وأهمها الآن تحقيق الأمن حتي يمكن المضي في طريق الإصلاح الاقتصادي، وهذه هي أولوية الحكومة الجديدة برئاسة د.حازم الببلاوي.