كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها أمس إن قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلنطي في أفغانستان الجنرال ديفيد بتريوس حذر مسؤولين أفغانا من أن "أحدث انتقاد علني من الرئيس حامد قرضاي لإستراتيجية واشنطن يقوض فعلا جهود الحرب". ونقلت الصحيفة عن مسئولين أفغان وأمريكيين إن بتريوس أبدي "الاندهاش وخيبة الأمل" تجاه دعوة قرضاي إلي "الحد من العمليات العسكرية"، مشيرا في اجتماع مع مساعديه الي "احتمال عدم القدرة علي الاستمرار في العمليات العسكرية الأمريكية في ظل تلك التصريحات". وكان الرئيس الأفغاني اعتبر في مقابلة مع نفس الصحيفة قبل يومين ان الغارات الليلية تحرض الأفغان علي الانضمام إلي صفوف التمرد، داعيا الي خفض كثافة العمليات العسكرية. من جهته أعرب السناتور الجمهوري لينزي جراهام، الذي اجتمع مع قرضاي مؤخرا، عن "ذهوله" من التصريحات والتي بدت علي النقيض مع الإستراتيجية العسكرية الامريكية. وقال لقناة إيه.بي.سي التلفزيونية ان اجتماعه مع قرضاي لم يوحي بأي اختلافات بين الرئيس الأفغاني وبتريوس بشأن استراتيجية القتال، مشيرا الي انهم تحدثوا عن اقامة قاعدتين جويتين بشكل دائم في افغانستان. لكن المبعوث الأمريكي لباكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك قلل من أهمية تلك التصريحات، مؤكدا ان تلك العمليات "ضرورية" لحماية الشعب الأفغاني. ونفي هولبروك من ناحية أخري تقارير أن واشنطن أعدت خطة للبدء في نقل المهام الأمنية الي مناطق محددة في أفغانستان إلي قوات الأمن المحلية خلال فترة تتراوح بين 18 إلي 24 شهرا مع العمل لإنهاء المهام القتالية للقوات الأمريكية والدولية في هذا البلد بحلول عام 2014. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت ان الخطة تشكل الرؤية "الأكثر تماسكا حتي الآن" لتقليص مشاركة القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان، وسيتم عرضها أمام قمة مقررة لحلف الأطلنطي في مدينة لشبونة خلال أيام. ميدانيا، رفع الحلف عدد قتلاه في اشتباك وقع شرق أفغانستان الي خمسة من جنوده قبل ان يضيف بعد ساعات إثنين أخرين لقوا مصرعهما في هجمات جنوب البلاد، وهو يمثل أكبر خسارة بشرية للقوة خلال ستة أشهر. كما أعلنت الشرطة ان ضابطا وتسعة حراس امنيين وسبعة من عناصر طالبان قتلوا امس في اشتباك وقع في برج للاتصالات في ولاية قندوز شمال افغانستان.