اليوم،...، تبدأ مصر مرحلة جديدة من مسيرتها الوطنية، نأمل أن يقيض الله لها فيها خيرا، وأن تكون عامرة بالنماء ومحققة لآمال كل المصريين المتطلعين للمستقبل الأفضل، الساعين لتحقيق حلمهم في دولة ديمقراطية حديثة تقوم علي الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، في ظل سيادة القانون والمساواة وحقوق الإنسان. اليوم،...، تعود مصر من غربتها لتصبح مصر التي نعرفها بحيويتها الدافقة وإسهامها المشهود في حركة التنوير والحضارة الإنسانية في جميع مجالات الإبداع الثقافي والفكري، بعد أن طويت صفحة من الصفحات الطارئة علي حياتها، بكل ما احتوته من هموم ثقال، وبكل ما غلفها من سحب كثيفة وغيوم متراكمة، نحمد الله انها انزاحت من فوق كاهل البلاد، وصدور العباد. اليوم،...، تبدأ معركة تصحيح المسار وعلاج الأخطاء ومداواة الجراح، التي اصابتنا جميعا طوال المرحلة الطارئة الماضية، واضعين نصب أعيننا جميعا، التعلم مما فات، والبدء بوضع القواعد والأسس الصحيحة واللازمة لبناء الدولة ومؤسساتها، دون خلل ودون اهتزاز،...، وعلينا ان نبذل في سبيل ذلك كل ما يلزم من جهد مخلص، وعمل دءوب. وفي هذا اليوم، لابد أن نتوقف بالتأمل والتدقيق لكل ما جري وما كان خلال السنة الكبيسة التي مرت علي الوطن وكأنها دهر طويل، نال البلاد والعباد فيها الكثير من صروف الأيام وأعبائها، نتيجة الانهيار المتزايد في كل المرافق والخدمات، والتصاعد المستمر في الأزمات والارتفاع الدائم للأسعار، كي ندرك حجم الصعوبات والمعاناة التي لاحقت المواطنين وحاصرتهم وضيقت عليهم سبل حياتهم. ونحن في هذا التأمل علينا أن ندرك ان الرئيس المعزول، قد غادر مكانه، وفقد موقعه وسلطانه بمشيئة الله أولا، ثم بإرادة الشعب ثانيا، وبقوة الأمر الواقع ثالثا، بعد ان انحازت القوات المسلحة الباسلة، درع الوطن وسيفه، للشعب مانح الشرعية ومصدر جميع السلطات، الذي كلفها بتنفيذ إرادته وتحقيق مطالبه، بعد ان عجز الدكتور مرسي العياط عن استيعابها، وتقاعس عن تنفيذها. واذا كان لنا من قول في هذه اللحظات الفاصلة والدقيقة التي يمر بها الوطن، فلابد ان نقول بكل الإيمان والخشوع، سبحان مغير الأحوال من حال إلي حال، وسبحان من له الملك والملكوت، من يملك بمشيئته وقدرته تغيير الواقع وتبديل القائم، وإنشاء واقع جديد ما بين طرفة عين وانتباهتها،...، وسبحان المعز المذل.