أحد عمال البناء فى حيرة بسبب وقف الحال البطالة قبل الثورة كانت 9٪ وبعدها أصبحت 13٪ ومتوقع وصولها ل16 ٪ 4600 مصنع أغلقت منذ قيام الثورة و170 ألف شاب انضموا إلي طابور العاطلين هذا العام ومازالت البطالة شبحا يهدد كل خريج لاشك ان اقتصاد مصر " ينزف "، ولاجدال ان مصر تمر بازمة اقتصادية خانقة، المشكلات والعقبات والمعوقات كثيرة ومتنوعة، تبدأ بعجز الموزانة الذي يعتبر الوجع الاكبر للاقتصاد المصري، فوصول العجز الي 200 مليار جنيه، نذر خطر ومؤشر للاوضاع المتردية التي تواجه مصر والمصريين، واستمرار زيادة الفجوة بين الانفاق الحكومي والايرادات ينذر بزيادة نسبة العجز الي مستويات غير مسبوقة كما تشير التوقعات، مما يضع الحكومة في " ورطة " .. هل تلجأ للاستدانة والقروض من الخارج لسد هذا العجز الكبير في الموازنة، ام انها ستضطر إلي مواصلة الاستدانة من الداخل دون النظر الي النتائج السلبية لهذه السلوك. لقد ادت الادارة غير الرشيدة للسياسة المالية إلي ارتفاع الدين العام ليصل 1.6 تريليون جنيه ويتجاوز بذلك كل الحدود الامنة، وترتفع بالتالي اقساط و فوائد الديون لنزيد من الضغط علي الموازنة لنجد انفسنا ندور في دائرة مفرغة، مما جعل الخبراء والمتخصصين يدقون ناقوس الخطر .. وواكب ذلك كله الانهيار في الاحتياطي النقدي الاجنبي، بسبب توقف الانتاج وتراجع التصدير وتدهور السياحة وغيرها.. لتصبح النتيجة في النهاية عدم القدرة علي تحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين ، و زيادة في معدل البطالة لتضاف اعباء اخري علي كاهل الحكومة التي لم تستطع حتي الآن معالجة اي وجع من الاوجاع الاقتصادية للبلاد .. " الاخبار " تفتح ملف الاوجاع الاقتصادية لمصر من خلال محاور عديدة تحاول من خلالها الوصول الي روشتة متكاملة وحلول منطقية لها كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء عن ارتفاع معدل البطالة خلال الربع الاول من 2013 لتصل إلي 13.2 ٪ بعد انضمام 170 ألفا إلي العاطلين نتيجة لتباطؤ في الأنشطة الاقتصادية بينما يري الخبراء ان النسبة وصلت إلي 14٪ في القطاع الحكومي و18٪ في القطاع الخاص .." الاخبار" حاورت خبراء الاقتصاد للوصول إلي حل سريع لهذه الازمة التي اصبحت شبحا يواجه الشباب في مصر بعد التخرج و طرحت السؤال ما هي اسباب تزايد نسبة البطالة بعد الثورة ؟ و كم عدد العاطلين الذين انضموا إلي الطابور ؟ و ما هي القطاعات التي اصيبت بالشلل ؟.. و اخيرا ما المطلوب من الحكومة الحالية للقضاء علي الازمة ؟ في البداية يقول الدكتور فخري الفقي مساعد المدير التنفيذي السابق لصندوق النقد الدولي، أن الاقتصاد المصري شهد تدهورا واضحًا خلال العام الحالي 2013، حيث لم يتعد معدل النمو فيه ال 2٪ مقارنة ب 1.8٪ العام الماضي 2012، وهو ما انعكس علي مستوي معيشة الفرد بالسلب، كما بلغت نسبة الاقتصاد في متوسط الفترة من 25 يناير كان معدل نمو الناتج الاجمالي المحلي الحقيقي 5٪ بدلا من 7.2٪ وبعد ثورة 25 يناير خلال سنتين هبط معدل النمو 2 من عشرة متوسطا سنويا، وذلك شئ طبيعي بعد الثورة وفي الفترة الانتقالية، بالاضافة إلي مؤشرات اخري ان متوسط معدل البطالة قبل الثورة 25 يناير تراوح ما بين 8.5 الي 9٪ متوسط معدل البطالة ، وتزايد بعد الثورة واصبح 11٪ اما اليوم وصل معدل البطالة الي 12 ٪ ويتوقع الدكتور فخري الفقي العام القادم ان تصل نسبة البطالة الي 16٪ ومعظمهم شباب وهو معدل كارثي غير مسبوق، جاء نتيجة إغلاق ما يقرب من 4600 مصنع، فضلا عن الشركات التي أعلنت إفلاسها وقامت بتسريح العمالة بها وفي المقابل ارتفعت أسعار السلع قبل ثورة 25 يناير متوسط سنوي حوالي 9٪ اما بعد احداث يناير متوسط سنوي 11٪ واتوقع ان تصل في نهاية السنة 2013 الي 13 ٪ . ويضيف الدكتور عبد المطلب عبد الحميد استاذ ورئيس قسم الاقتصاد باكاديمية السادات ان معدل البطالة ثبت علي 9.5 ٪ قبل الثورة ولكن ارتفع المعدل ليصل الي 14٪ وانتشرت البطالة بصورة كبيرة بسبب النظام التشغيلي المنخفض بعد اصابة عدد كبير من القطاعات بالشلل مثل قطاع السياحة مما ادي الي زيادة عدد العاطلين مضيفا ان توقف مصانع كثيرة بسبب الاوضاع غير المستقرة وتسريح العمالة بها ادي الي زيادة نسبة البطالة واضاف مشيرا ان السبب الرئيسي في هذه الازمة هو سوء إدارة الاقتصاد المصري ككل فغياب الرؤية الاقتصادية انعكس بصورة سيئة علي الاداء الاقتصاي مؤكدا ان انخفاض الاستثمارات الداخلية و الخارجية ادت هي الاخري الي زيادة اعداد العاطلين . وعن الحلول لمواجهة شبح البطالة الذي يهدد كل شاب مصري يقول استاذ ورئيس قسم الاقتصاد باكاديمية السادات ان علي الحكومة ان تنظر الي المشكلة بواقعية ولا تضع المظاهرات كشماعة لفشلها في القضاء علي البطالة مؤكدا ان الروشتة لتقلص نسبة البطالة هي سرعة اعداد الحكومة خطة زمنية معلنة لتخفيض اعداد البطالة بالاضافة الي جذب الاستثمارات المحلية والاجنبية وتفعيل نظام الاستثمار كثيف العمل. ويضيف د. ايهاب دسوقي استاذ الاقتصاد ومدير مركز البحوث بأكاديمية السادات ان البطالة ارتفعت بنسبة كبيرة في العشر سنوات الاخيرة فبالنسبة لتقديرات الحكومة وصلت الي 12٪ اما الواقع فيعكس زيادة في الارقام نتيجة الاضطربات السياسية والاوضاع غير الامنية التي تشهدها مصر بعد ثورة يناير مضيفا انه اذا استمرت هذه الاوضاع بعد يوم 30 يونيه القادم فهذا يؤدي الي مزيد من البطالة مؤكدا ان الحكومة تتحمل زيادة هذة النسبة لانها لم تعمل علي توفير مناخ سياسي و امني مستقر من اجل عودة الاستثمارات الخارجية و تشجيع الاستثمارات المحلية مع العمل علي تعافي القطاعات المختلفة في الدولة مثل قطاع الزراعة والصناعة والمالية للقضاء علي هذه الازمة. بعد ذلك اتجهت " الاخبار " الي شباب الخريجين الذين سهروا واجتهدوا حتي يتخرجوا من جامعتهم املا في ايجاد فرصة عمل محترمة ولكن للاسف تخرجوا كالمعتاد لينضموا الي طابور العاطلين فالبداية كانت مع محمد صلاح مصباح المتولي الذي تخرج من كلية الحقوق جامعة المنصورة عام 2002 بتقدير عام جيد وتم ادراج اسمه في تعينات النيابة العامة نظرا لتفوقه و تقديره الدراسي وبالفعل تم اخطاره للحضور للمقابلة و لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث لم تتطرق اللجنة لسؤاله قانونيا بل سألته عن مهنة والده فاجاب " عامل زراعي " فرد احد اعضاء اللجنة بالسؤال مكررا "يعني والدك شغال ايه و خالك شغال ايه؟ فكانت اجابته " فلاح بسيط علي باب الله " لتخرج النتيجة باستبعاده من قوائم التعينات ويحل محله اثنان من ابناء المستشارين بتقدير مقبول ويتجه محمد الي العمل كنجار موبيليا في محافظة دمياط ويصاب بحالة من اليأس و الاحباط ويتساءل كيف يكون تقديري جيد واعمل نجارا.. فيقول محمد لماذا انضم الي طابور البطالة رغم انني سهرت الليالي واجتهدت وتحملت مشقات السفر وارهقت اسرتي ماديا في التعليم فكان والدي يصل الليل بالنهار حتي يوفر لي نفقاتي مضيفا انه كان يعود الي محافظة دمياط خلال الاجازة الاسبوعية من اجل العمل و توفير جزء من نفقاته الاسبوعية مؤكدا ان الصدمة لم يكن يتوقعها واضاف متسائلا لماذا تستمرالبطالة في صفوف الشباب وتظل الوظائف محجوزة فابن لواء الشرطة ضابط شرطة ويظل ابن المستشار مستشارا وكذلك ابناء العاملين في جميع المؤسسات يكون التعيين لابناء العاملين. واما ابراهيم حسن محمد حسن والذي حصل علي بكالوريوس تربية انجليزي عام 2002 فحتي الان لم يتم ادراج اسمه في اي عقود او تعيينات بمديرية التربية والتعليم بدمياط رغم ان كل التقديمات التي تم الاعلان عنها قدم اوراقه بها ولكن دائما لا يجد اسمه في كشوف التعينات فيقول ابراهيم انه متزوج و لديه اسرة مكونة من اربعة افراد ولذلك هو يعمل الان "قهوجي" من اجل توفير قوت اولاده مضيفا ان في الفترة الماضية تمت عدة حركات تعيينات بالمحافظة ولكنه كالمعتاد لم يجد اسمه مؤكدا انه تقدم بشكوي الي ديوان المظالم ولكن حتي الان لا يوجد رد من الديوان ويتساءل ابراهيم ماذا نفعل كشباب تعلم وسهر الليالي من اجل ان يجد وظيفة في دولة محترمة ولكن للاسف ظلمنا نظام مبارك وثرنا علي امل ان نحصل علي حقوقنا بعد الثورة ولم يتحقق حلمنا مشيرا ان ثورة البطالة قادمة خاصة في ظل ارتفاع اسعارالكهرباء والمواد الغذائية. ويشير محمد امام العزب الذي تخرج من كلية الزراعة عام 2005 بتقدير عام جيد جدا الي انه حتي الان لم يتسلم جواب تعيينه رغم انه ترتيبه السابع علي الدفعة مضيفا انه الان يشعر بالخجل عندما يقابل أيا من اصدقائه ويسألونه علي وظيفته مؤكدا انه يرد عاطل ومنتظر تعيينات الحكومة فيكون رد فعلهم ابتسامة صغيرة و تعليق "حكومة ايه يا عم " ويري محمد ان علي الحكومة الحالية ان تنظر الي شباب هذا البلد لانهم هم المستقبل و هم من سيقودون سفينة الوطن في الفترة المقبلة مؤكدا ان الحكومة اذا لم تستطع ان تعين الشباب فعليها الرحيل واضاف متسائلا كيف اتعلم في اثني عشر عاما ثم اعود لمنزلي لاجلس الي جوار أبي واقول له اين المصروف .