كل كلمة قالها المهندس حسب الله الكفراوي في حديثه للأخبار أمس تحتاج إلي الف وقفة فقد كان الرجل ذا أياد بيضاء علي منظومة التعمير في مصر لدرجة أنه اطلق عليه ابو المدن من كثرة ما انشيء جديدا في عهده وتوليه وزارة التعمير في عهد الرئيس الراحل انور السادات ثم في عهد مبارك . أجمل ما في الحديث هو الجرأة التي عهدناها في الكفراوي فقد قالها صريحة اننا نحتاج لصحوة حقيقية فاهمة والا ستضيع الأجيال القادمة وهو يتحسر علي مصر التي ارادوا لها أن تكون جزءا باهتا من خريطة جديدة للشرق الاوسط. صحوة تجعلنا نقدر مصر بحجمها الرائد ودورها في التاريخ وعمق وتفرد مكانتها بين الأمم شرقا وغربا. الواقعية التي تحدث بها الكفراوي عن تعمير سيناء باعتبارها خط الدفاع الأول عن مصر ضد العدو الإسرائيلي كانت واضحة في أننا السبب في ذلك، فالذين يتحججون بأن اتفاقية كامب ديفيد هي السبب واهمون لان تلك الاتفاقية تحدد حجم التواجد العسكري ولكنها مطلقا لا تحدد ولا تقيد عمليات الزراعة او التعدين او البحث عن الثروات أو اقامة المشروعات السياحية أو السكانية فلماذا التأخير. لقد أكد الكفراوي أن منطقة وسط سيناء منطقة واعدة زراعيا وان هناك مساحة 400 الف فدان جاهزة لذلك وأن الدراسات أعدت لزراعة 40 الفا منها وتقسيمها علي هيئة قري كل قرية لالف فدان ولكن لاسباب تم تغيير مسار ترعة السلام ليتوقف المشروع ولا نعرف لحساب من. اسرار كثيرة اوردها الكفراوي في حديثه منها أنه كان الاصل في مشروع قناة السويس وتنميتها وأن فكرتها تولدت لديه بعد وفاة السادات عندما زار هونج كونج وسنغافورة وانبهر بعظمتها وهي مجرد جزر صغيرة في الوقت الذي تتمتع فيه منطقة قناة السويس بمميزات أكبر واقوي خاصة وأنها تتوسط العالم وعندما أعاد عرض الفكرة كاملة علي اليابانيين الذين رحبوا واعدوا الدراسات وعرضوا التمويل وبشروط ميسرة ولكن بعض رجال الاعمال تدخلوا ليحصلوا علي توكيلات منهم فغضبوا وسارعوا الخطي لدبي ليقيموا منطقة جبل علي هناك ولتفقد مصر فرصة القيام بهذا المشروع الحيوي في الوقت المناسب. ولا يخفي الكفراوي أنه عارض الرئيس السابق مبارك في مشروع توشكي وأعلن ذلك صراحة بل وزاد في الأمر ليؤكد أن اتمام هذا المشروع او السير فيه هو خيانة كبري لمصر ولكن لم يستمع إليه أحد. حديث الكفراوي الكاشف يؤكد أن مشكلتنا الحقيقية هي في حجم الفساد الذي نعاني منه وهو نفسه قال ان هناك 5 ملفات كبري في عهد مبارك يجب ان يتم التحقيق فيها حتي نبدأ طريقنا بخطي ثابتة والا نكون اجرمنا في حق اجيالنا وهي تتمحور حول انفراد من يتولي المسئولية في اتخاذ القرار ودون اخذ رأي المجموع وتلك مصيبة عانينا ونعاني منها حتي الآن. واحلي ما في حديث الكفراوي أنه أكد ان مصر لن تقع ولن تنهار لانها قوية بشعبها وثرواتها وتاريخها وللحقيقة تجربته التي عاشها علي مر كل تلك السنين هي تجربة ثرية علينا جميعاً ان نستفيد منها بلا حساسيات وبلا تكبر، فقد كانت افكاره حول المدن الجديدة التي لقب بأنه أبوها طوق النجاة لخروج المصريين من حيز النهر والوادي الضيق إلي الصحراء وكانت فكرته لتطوير الساحل الشمالي واستغلاله فرصة لتعمير تلك المنطقة ونجحت وكلها تجارب يجب أن نبني عليها ونضيف لها خاصة ونحن متأكدون ان مصر ولادة وقادرة علي تحقيق المعجزات شريطة اخلاص كل ابناءها لها بلا اطماع او تحزبات.