سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من وحي الطبيعة المشتركة بين الزمالك والمجتمع حساب بنكي لمتبرعي النادي تحت شعار » ناديك يناديك « دوري المحترفين يضع نهاية مأساوية للألعاب الأخري.. تبرعوا لها بالأفگار!
هناك انطباع بان نادي الزمالك صورة مصغرة من حالة المجتمع بصفة عامة.. يوجد تاريخ وعراقة وامكانات بشرية وعقول مميزة وأفكار للمستقبل.. ويوجد معها تدهور إداري وفساد ذمم وفوضي في التعامل مع الحاضر والمستقبل .. وجاءت فكرة فتح حساب بنكي لمتبرعي الزمالك تحت شعار ناديك يناديك« لينشط ذهن المصريين لتعميم الفكرة علي مصر كلها ليصبح الشعار »بلدك تناديك«.. لكن الفارق بالتأكيد سوف يمكن في هوية الذي نناديه ليتبرع.. الزمالك ينادي جمهوره الفقير والغني كل حسب مقدرته يستطيع ان يدفع ما يتيسر له من أموال، بينما الهدف هو تحفيز الاثرياء ليدفعوا بطريقة رسمية منظمة ولا مانع من اعلان هوية المتبرعين ليستفيد المتبرع دعائيا علي الأقل.. أما نداء التبرع للمجتمع كله فيقتصر علي الأثرياء لان مشاركة الفقراء سوف يكون »نكتة«.. فليس منطقيا ان تأخذ منهم لتعطيهم.. بينما يأخذ الزمالك ليعطي اللاعبين الملايين وهو ما ترفضه الدولة أصلا بدليل ان المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة يرفض رفضا قاطعا ان يمنح الزمالك اعانة مالية تحت بند دور النادي الوطني مع المنتخبات وغيرها وهو بند مقبول نظريا الا انه مستحيل عمليا، لان مشكلة أي ناد في مصر هي كيف يحافظ علي فريقه الكروي ليعيش أطول فترة ممكنة أي ان الاعانة سوف تذهب لا محالة إلي عقود اللاعبين التي لا تتناسب قيمتها مع ما تعانيه مصر من فقر. وبالمنظور الانساني تبدو مثل هذه الأفكار نموذجية في مساندة المحتاجين.. الا ان المنظور الأدبي يجعلها أفكارا مهينة لان وضع الزمالك في الرياضة المصرية تاريخا وعراقة وكيانا لا يستحق أي شكل من أشكال »التسول« حتي لو كان النادي مشرفا علي الافلاس.. ولذلك يرفض الكثيرون هذه الفكرة حتي لو كانت عملية خاصة ان كثيرين من رجال الاعمال الاثرياء لهم علاقة عاطفية مع النادي ويستطيعون المساهمة لو ارادوا.. والأهم من ذلك ما يغيب عن عقل الكثيرين من أصحاب الرأي وهو التغيير الخطير الذي سوف يحدث اجبارا علي الدولة عندما يتم تحول الدوري المصري إلي دوري المحترفين.. وبما يعنيه ان الكرة تصرف علي نفسها في الأندية ولا تصرف علي غيرها من الألعاب.. هذه واحدة من شروط تأسيس الأندية المحترفة.. ويبدو ان الأهلي أدرك ذلك فلم يهتز من تذمر الألعاب الأخري عندما واجهتها المشاكل المالية وترك نجومها يرحلون بسهولة وبدون مقاومة.. والمؤكد انه سيأتي الوقت الذي تنفصل فيه كرة القدم عن النشاط الرياضي العام في الأندية لتبرز مسئولية الدولة في ضرورة الحفاظ علي الألعاب الأخري والا اندثرت تماما من مصر وهذا بالتأكيد لن تسمح به الدولة.. وسوف يكون مطلوبا منها ان تضاعف ميزانية المجلس القومي للرياضة 3 أو 4 مرات لكي يحل محل الأندية في إدارة هذه الألعاب، ولا نعرف ما هو المشروع المقترح لهذه المعضلة الخطيرة وكيف يتم انتزاع الألعاب من راعيها التاريخي المتمثل في الأندية، أم ستبقي فيها مع تحمل المجلس القومي لأعبائها المالية.. وبالتأكيد لن تكون هناك حلول سهلة ولا ينفع في هذه الحالة الأفكار البسيطة التي تعتمد علي »الجباية وجمع الأموال من الشارع.. فلن يتحرك أي مواطن ليدفع شيئا تحت أية شعارات للنداء علي احد.. فكرة القدم فقط هي التي تحرك العواطف وتفتقر الألعاب الأخري إلي أي رصيد جماهيري أو حتي إعلامي مثلما تفتقر بالضبط لأي رصيد اقتصادي يبقي علي حياتها.. وأنا شخصيا سمعت من بعض الأفراد المهتمين بالبحث عن أي استثمار غير تقليدي بعض الأفكار الانتحارية للاستثمار في دوريات السلة واليد والطائرة.. وكان أيمن يونس عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة واحدا منهم وطرح فكرة تأسيس قناة تليفزيونية تقدم أنشطة هذه الألعاب برعاية بعض الشركات.. هي فكرة لا يستطيع احد ان يضمن نجاحها حتي لو خضعت لدراسة جدوي لانها تعتمد علي مزاجية جمهور ومعلنين لا يتحمسون ولا ينجذبون لانشطة غير جماهيرية. وربما بعد سنوات قصيرة يفاجئنا تحول الأهلي والزمالك إلي ناديين لكرة القدم فقط.. هذا غير مستبعد بل وارد بشدة.. سوف يصبح الناديان مثل الإسماعيلي والمصري والمحلة وحرس الحدود وانبي وغيرها من الأندية ملء السمع والبصر بفضل كرة القدم فقط.. والحقيقة المؤكدة ان الأهلي والزمالك يقدمان خدمة وطنية لمصر لا يلتفت إليها أحد حيث تذهب كل الأعين إلي كرة القدم فقط.. فهما اللذان يؤسسان كل منتخبات الألعاب الأخري مع مساهمة وحيدة من الاتحاد السكندري في كرة السلة فقط.. ويمكن ان تسمح لهما الدولة باستمرار القيام بهذا الدور علي شرط اعفائهما من الأعباء المالية حيث لن يكون هناك بدائل أخري مناسبة. لابد ان نفكر مبكرا ونتحرك مبكرا.. ونقول للعقول الرياضية في مصر.. الرياضة المصرية تناديك.. تبرع لها بفكرة واقعية قبل ان يختصرها الزمن إلي لعبة واحدة يمارسها ناد واحد هو نادي جمهورية مصر العربية لكرة القدم. ارجوك عزيزي القارئ الرياضي المسئول »بلدك تناديك« والرياضة المصرية تناجيك وتستجديك.