لما قتل الحسين نهب قاتلوه متاعه، فأخذ سيفه القلانس النهشلي ، وأخذ سراويله بحر بن كعب التميمي وتركه مجردا، وأخذ قطيفته قيس بن الاشعث الكندي، وأخذ رجل من أهل العراق حلي فاطمة بنت الحسين وهو يبكي فقالت له لم تبكي؟ فقال: اسلب ابنة رسول الله ولا ابكي؟! فقالت اذن دعه ، فقال: اخاف ان يأخذه غيري. وكان علي بن الحسين "الصغير" مريضا نائما علي فراش فقال شمر بن ذي الجوشن اقتلوه؟! فقال له رجل من أصحابه : سبحان الله .. اتقتل فتي حدثا مريضا لم يقاتل ؟ فتركوه ،ويقول علي بن الحسين : بعد ان نجوت من القتل أخذني رجل منهم خفية الي بيته واكرم نزلي واحتضنني وجعل يبكي كلما خرج ودخل ، حتي كنت أقول : إن يكن عند أحد من الناس وفاء فعند هذا الرجل ، الي ان نادي منادي ابن زياد : ألا من وجد علي بن الحسين فليأت به ، فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم ، فدخل علي الرجل وهو يبكي ، وراح يربط يدي الي عنقي وهو يقول : اخاف ، ثم أخرجني اليهم مربوطا ودفعني اليهم وأخذ الثلاثمائة درهم وانا انظر اليه ، ثم أخذت فأدخلت علي ابن زياد فقال :ما اسمك؟ قلت :علي بن الحسين، قال : او لم يقتل الله عليا ؟ قلت : كان لي أخ أكبر مني يقال له علي وقتله الناس ، قال :بل الله قتله ، فقلت " الله يتوفي الأنفس حين موتها" فأمر ابن زياد بقتلي ، فصاحت زينب بنت علي : يا ابن زياد حسبك من دمائنا , أسألك بالله إن قتلته أن تقتلني معه ، فتركه . وحمل من تبقي من اسرة وابناء الحسين الي الكوفة ، وفي الطريق مروا بالقتلي فصرخت امرأة منهم : يا محمداه ، هذا حسين في العراء مرمل بالدماء واهله ونساؤه سبايا، فما بقي ممن كان مع الركب من صديق او عدو إلا وأكب باكيا ، وادخلوا علي عبيد الله بن زياد فسأل من هذه؟ فقالوا: زينب بنت علي بن أبي طالب ، فقال: كيف رأيت الله صنع بأهل بيتك؟! قالت: كتب عليهم القتل فبرزوا إلي مضاجعهم ، ووضعت رأس الحسين بين يدي ابن زياد فجعل يضرب بقضيب في يده علي فم الحسين فقال له زيد بن أرقم: لو نحيت هذا القضيب، فإن رسول الله كان يضع فاه موضع هذا القضيب، ثم نقلت رأس الحسين واسرته الي يزيد بن معاوية وهم مقيدون بالحبال ففك اسرهم وامر نساء آل سفيان فأقمن المأتم علي الحسين ثلاثة ايام؟! اللهم احمي مصر من الفتن واكفنا شر تمرد وتجرد.