سعىد إسماعىل أتأمل أحيانا بعض ما عرفته من المخلوقات التي صورها الله في أشكال مختلفة، ونظمها في قبائل وفصائل تجمع بين أفرادها صفات، وخصال، وعادات واحدة.. فلا أستطيع إلا أن أقول: سبحان العلي القدير.. الجمل مثلا.. قوة ووداعة، وقدرة فائقة علي احتمال الجوع والعطش أياما متوالية... والفيل: ضخامة وقوة وهدوء وطاعة.. والحصان: قوة، وأناقة، ورشاقة، وذكاء... والأسد: جسارة، ووقار، وكبرياء يميزه عن سائر المخلوقات.. والنمر: غدر، وشراسة وقدرة فائقة علي الانقضاض، ورغبة متوهجة للقتل... والكلب: أمانة، وإخلاص، وقناعة، وحفاظ للود... والقط: فيه من غدر النمر حينا، وألفة وهدوء في معظم الأحيان... والثعبان: صمت، وجبن، وتربص للانقضاض بمنتهي السرعة عندما تحين الفرصة... والحمار: صبر، وطاعة، وقدرة علي احتمال المشقة... والفأر: ضآلة، وضعف، وذكاء، وبراعة في السرقة.. والنملة: قناعة، وسعي دائم وراء الرزق، وقدرة علي ادخار بعض ما تجده اليوم، لتستعين به غدا!! إذا كان ذلك هو حال بعض ما عرفته من مخلوقات، فإن الإنسان لديه كل ما لها من خصال وصفات، ويتفوق عليها في الغش، والخداع، والخيانة، والنفاق، والخسة، والنذالة، والغدر، والانتهازية، والجحود، والنكران.. لم أسمع في حياتي أن أسدا أكل لحم أخيه الأسد.. أو ثعبانا عض ثعبانا.. أو حمارا قتل حمارا.. أو نمرا افترس نمرا.. أو فأرا أكل فأرا.. الإنسان فقط هو الذي يقتل أخاه الانسان، ويخونه، ويسرق ماله، ويعتدي علي عرضه.. ولديه قدرة غريبة علي إيجاد المبررات لكل ذلك.. لينام هادئا مطمئنا مستريحا راضيا!! عفواً.. إنها مجرد نظرة تأمل تخرجني من الواقع لأستريح للحظة!!