وسط الاحداث السريعة والمتلاحقة وما يشهده المجتمع المصري من انقسامات ومظاهرات وقوي سياسية ودينية متصارعة نسينا ملفا من اخطر الملفات ويهدد أمننا القومي وهي مياه نهر النيل المياه قضية حياة او موت.. فقد أعلنت أثيوبيا منذ اكثرمن عامين تقريبا عن مشروع بناء سد جديد وهو سد النهضة علي النيل الازرق.. سد النهضة وما سيجلبه من اخطار وكوارث وتهديد لحصة مصر من مياه نهر النيل. تشير المعلومات الاولية ان هذا السد سيقوم بحجز 74 مليار متر مكعب من المياه اي اكثر من حصة مصر السنوية من المياه التي تبلغ 55 مليار متر مكعب.. ومنذ الاعلان عن المشروع وعمليات البناء تجري بسرعة رهيبة. صحيح أن النظام السابق ومنذ محاولة اغتيال الرئيس مبارك في اديس ابابا سقطت اثيوبيا وسقطت دول القارة الافريقية كلها من خريطة العلاقات المصرية وتركنا ملف المياه واهملناه اهمالا كبيرا.. ووقعت كل من تنزانيا واوغندا واثيوبيا ورواندا وحتي جنوب السودان علي اتفاقية »عنتيبي« وهي اعادة توزيع حصص مياه نهر النيل. ولكن الآن أخشي ما أخشاه ان نفيق علي كارثة حقيقية لماذا يترك النظام الحالي ملف مياه نهر النيل هكذا دون ان يتخذ خطوات جادة وفعلية وأن يتم الاهتمام من خلال برامج واضحة وتعاون اقتصادي وحتي أن يتم بحث الامر مع الجانب الاثيوبي.