مع مُبشرات التنامي في أعداد السياح الوافدين الي مصر والتي سوف تقترب أو تتجاوز ال 51 مليون سائح مع نهاية هذا العام بإذن الله. تزداد أهمية الارتفاع بمستوي التسويق والترويج وجودة المنتج سواء من جانب وزارة السياحة واجهزتها أو من جانب قطاع الاعمال الخاص في كل الانشطة المتعلقة بالسياحة.. صناعة الامل الواعدة. وفي هذا المجال لابد ان يدرك الجميع ومعهم كل ابناء الشعب المصري ان العائد الذي تحققه هذه الصناعة للناتج القومي وللمتطلبات الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة بشكل أساسي في خلق وظائف جديدة للشباب لاكتساب لقمة عيش شريفة ومجزية تتطلب الوعي والحماس والتحدي الذي يقضي ببذل الجهود وبكل امانة واخلاص. كل هذه المباديء التي يجب أن يتمحور حولها العمل في مجال السياحة سيطرت علي فكري وانا اتجول في معرض ال WORLD TRAVEL MARKET السوق الدولي للسياحة الذي بدأت دورته السنوية الجديدة يوم الاثنين الماضي في العاصمة البريطانية لندن. انه يعد ثاني اكبر حدث سياحي عالمي للتسويق السياحي بعد »بورصة برلين« في المانيا. ويستمد هذه المعرض اهميته بالنسبة لمصر التي تشارك فيه بفعالية من التزايد المتواصل في افواج السياح البريطانيين الذين يزورون مصر والتي من المتوقع ان يصل عددهم في نهاية العام الي رقم قياسي يتجاوز المليون وخمسمائة ألف سائح. انهم بذلك سوف يتفوقون علي السياح الالمان ليحتلوا بجدارة المركز الثاني في احصائيات اعداد السياح الوافدين والذين يأتي في مقدمتهما السياح الروس الذين تجاوزوا المليونين واكثر العام الماضي.
هذا التجاوب من جانب السوق البريطاني يدفعنا الي التوسع في حملات الدعاية. لا جدال ان ما يشجع علي مثل هذا التحرك ما يتوقعه الخبراء في سوق لندن من ازدياد اقبال السياح البريطانيين علي تكثيف زياراتهم لمصر علي ضوء التحسن في اوضاعهم الاقتصادية.. وقيمة الجنيه الاسترليني عملتهم الوطنية في مقابل الدولار وبالتالي الجنيه المصري. وقد تراوحت نسبة الارتفاع في هذه القيمة ما بين 51٪ و81٪ علي مدي الشهور الاخيرة. بدون شك فإن هذا الارتفاع سوف يشجع المزيد من السياح البريطانيين علي السفر والسياحة.
ويقول خالد رامي المستشار السياحي المصري في لندن ان الاحصائيات البريطانية تشير الي ان عدد السياح البريطانيين الذين يسافرون سنويا في رحلات خارجية الي كل انحاء العالم اصبح في حدود 06 مليون سائح. معني هذا ان المجال مازال مفتوحا امامنا بالمنافسة الجاذبة القائمة علي اغراءات الامكانات المتاحة لدينا سواء كانت تاريخية أو حضارية أو طبيعية ترتبط بالطقس المعتدل والشواطيء الفريدة والنوعيات المختلفة من السياحة. كل هذه العناصر يراها المشاركون في سوق لندن الدولي للسياحة مدعاة للتفاؤل بمزيد من التدفق للسياح البريطانيين لزيارة مصر. ويضيف المستشار السياحي المصري ان كل الشواهد تؤكد رواج السياحة البريطانية الي مصر في الفترة القادمة اذا ما سارت الامور علي ما هو مخطط لها وفي اطار الجهود المبذولة من جانب اجهزة السياحة المصرية بشكل عام. هذه الصورة والتوقعات ألقت علي عاتق الوفد المصري الي سوق لندن والذي يرأسه زهير جرانة وزير السياحة مهمة كبيرة خلال فترة تواجده بالجناح المصري مع ممثلي الشركات السياحية والفندقية. ان برنامج الوزير خلال الايام التي امضاها في لندن كان مزدحما بالاجتماعات واللقاءات مع كبار المسئولين في شركات السياحة والفنادق والطيران العالمية المشاركة في السوق تركزت الاحاديث حول ازالة المشاكل التي تفتح الطريق أمام زيادة نشاطهم في مصر وهي تركز حاليا في قرار الحكومة البريطانية بفرض ضريبة سفر علي السياح البريطانيين تتسم بعنصرية التفرقة التي تؤثر علي عدالة المنافسة بين دول المناطق الجغرافية التي يتعامل معها السوق البريطاني. كما تناول ايضا سياسة التحفيز في التعامل مع شركات الطيران الخاص التي تقوم بنقل السياح إلي المناطق السياحية المصرية الجديدة. وكذلك المناطق التي تسعي الوزارة الي زيادة معدلات الاقبال علي زيارتها مثل الاقصر واسوان والساحل الشمالي بالاضافة الي التسهيلات الخاصة بسياحة الصحاري وسياحة الغطس.
كل هذه القضايا كانت محور ما دار في المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير وتحدث فيه عن الصورة السياحية المصرية والمشروعات المستقبلية. بالطبع فقد كانت الزيارات المتبادلة بين الوزير والوزراء العرب ضمن برنامج تواجد الوزير في لندن. بناء علي ما جري ويجري في سوق لندن فإن المؤشرات تقول ان السياحة سوف تستمر في الانطلاق لتحمل مزيدا من الخير لمصر ولشعبها وتساهم في الازدهار الاقتصادي المرجو بإذن الله. .. وللحديث بقية.