لم نكن ندري في مطلع شبابنا في ثمانينيات القرن الماضي ونحن نشاهد بعض الافلام الهندية ونشاهد اغنيات تلك الافلام ورقصاتها اننا كنّا نشاهد ما أطلق عليه فيما بعد "الفيديو كليب " في أعلي درجاته الفنية احترافا.. والأمر ذاته ينطبق علي الأفلام الغنائية العربية. ما يدعوني الي مثل هذا التذكر هو مشاهدة مثل هذه التفاهة الفنية في عروض الفيديو كليب العربي السائد في فضائياتنا العربية حالياً.. فالفيديو كليب الذي لا تتجاوز مدته الزمنية عشر دقائق علي الأكثر يجيء محملاّ بأثقاله الدرامية التي يعجزعن حملها.. هذا عداك عن التكلفة الفنية العالية لظهور الفيديو كليب الي النور.. حيث وصلت بعض العروض الي ما يقارب نصف مليون دولار.! وغني عن التعريف ان الثقل الدرامي الذي تحمله الأغنية لا يتواءم مع سير الأغنية.. وذلك بسبب المبالغات التي يحملها السرد الدرامي في الفيديو كليب.. وأحياناً وبسبب هذه المبالغة ينصرف ذهن المشاهد الي تدرجات السرد الدرامي حيث إنه ينسي الأغنية أصلا.! وأنا ما زلت أذكر تلك الأغنية التي تابعتها صدفة حيث نشاهد العلاقة بين مطرب الفيديو كليب ومعشوقته تتحول الي معركة حربية حقيقية بالخيول والسيوف بين القبيلتين! والحال أن فكرة الفيديو كليب كانت وحينما ظهرت في الغرب كان الاخراج يعتمد علي ابراز فنية المشهد المرافق للاغنية بحيث يذوب المشهد مع الأداء الغنائي.. ان ما نراه سائدا في معظم اغاني الفيديوكليب الرائجة حاليا هو عبارة عن هرطقات فنية لا علاقة لها بفن الفيديو كليب لا من قريب ولا من بعيد!.