تواصل القتال الضاري في أنحاء سوريا، في وقت تجري فيه محادثات بالتزامن في الولاياتالمتحدةوروسيا لبحث سبل التعامل مع الأزمة الطاحنة منذ أكثر من عامين. ففي موسكو، يبحث اليوم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تطور الأزمة السورية. وكانت صفقة معلنة لتسليم النظام السوري صواريخ أرض- جو روسية من نوع اس-300،أثارت جدلا، حيث انها أسلحة "فائقة التطور" وبحسب تل أبيب فإن نتنياهو "مصمم" علي منع بيع هذه الصواريخ الروسية لسوريا. وشنت اسرائيل ضربات جوية علي أهداف قرب دمشق لمنع نقل اسلحة متطورة الي حزب الله اللبناني. وستتزامن محادثات موسكو مع أخري تجري في واشنطن بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، حيث يتوقع ان تحث لندنواشنطن علي دعم المعارضة السورية. وقال كاميرون الذي عاد لتوه من روسيا ان مباحثاته مع بوتين كانت "ايجابية جدا"، مشيرا الي مرونة أبدتها موسكو في التعاون مع الغرب إزاء أزمة سوريا. وفي تركيا، هدد رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" بالانتقام من سوريا بعد تفجيرين في بلدة حدودية اسفرا عن مقتل 46 شخصا وأثارا إحتجاجات حاشدة امس. وأكد إن الوقت قد حان كي يتخذ المجتمع الدولي اجراء ضد نظام الأسد. ميدانيا، دارت اشتباكات في محافظة حمص (وسط)، في ريف مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. ويسعي نظام الأسد الي استعادة السيطرة علي هذه المدينة الواقعة قرب الحدود اللبنانية، مدعوما بعناصر من لجان شعبية موالية له وعناصر من حزب الله اللبناني. وأفادت تقارير امس ان قوات الأسد تمكنت من السيطرة بالفعل علي ثلاث قري في ريف القصير (دمينة الغربية والحيدرية وعش الورور) وهي "قري استراتيجية" لانها تقطع الطريق بين مدينتي حمص والقصير. وذكرت وسائل إعلام سورية ان "وحدات الجيش اوقفت عملياتها بمدينة القصير بعد تطويقها بشكل كامل". وشن الطيران الحربي غارات جوية علي مناطق عديدة بمحافظتي ادلب (شمال غرب) والرقة (شمال)، كما قصف مناطق بينها حي جوبر في شرق دمشق. وتمكنت قوات الأسد من استعادة السيطرة علي بلدة "خربت غزالة" قرب الطريق السريع الذي يربط العاصمة بالحدود الأردنية وذلك بمحافظة درعا. وأفادت اخر حصيلة لقتلي المواجهات ان،34 شخصا لقوا مصرعهم وذلك في أعقاب مواجهات جرت امس الأول قتل فيها 86 شخصا. سياسيا، قال مسؤولون بائتلاف المعارضة إن الائتلاف سيجتمع في اسطنبول يوم 23 مايو لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في مؤتمر ترعاه الولاياتالمتحدةوروسيا لمحاولة انهاء الحرب الاهلية في سوريا. وكان "المرصد السوري لحقوق الانسان" أعلن في وقت سابق ان 82 ألف شخص علي الأقل قتلوا وفقد 12500 آخرون بعد عامين من الحرب الأهلية في سوريا. وأوضحت الأرقام قال المرصد الذي أسسه عبد الرحمن في بريطانيا قبل سبع سنوات ان 4788 طفلا كانوا بين 34473 مدنيا قتلوا في الحرب. وأشار المرصد الي ان تلك الأعداد تمثل "الحالات الموثقة" وان العدد الاجمالي للقتلي منذ بدء الانتفاضة ربما يتجاوز 120 ألفا.