الفريق أول عبد الفتاح السيسى أثناء تفقده أحد تشكيلات الفرقة التاسعة المدرعة اثارت تصريحات الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع حول مطالبته القوي السياسية والشعبية بعدم اقحام القوات المسلحة لحل الصراعات السياسية ردود افعال واسعة بين الاوساط السياسية المختلفة والتي كان البعض منها يأمل ان تقود القوات المسلحة انقلابا عسكريا علي السلطة الحالية او تتدخل بحل الصراع السياسي "الأخبار" استطلعت اراء الخبراء العسكريين الذين اكدوا ان تصريحات الفريق اول السيسي التي جاءت خلال حضوره امس تفتيش حرب الفرقة التاسعة المدرعة بدهشور قطعت الشك باليقين بعد انتشار كثير من الشائعات حول رغبة الجيش في التدخل بالحياة السياسية واشاروا الي ان حديث السيسي يؤكد انه يعي تماما مهمته الوطنية ويدرك ان نزول الجيش مرة اخري الي الشارع سيدمر مصر ويحولها الي منطقة صراعات دموية مثل ما حدث في الصومال والجزائر. في البداية يقول اللواء احمد عبد الحليم الخبير الاستراتيجي والعسكري ان الفريق السيسي اثبت انه قائد ذو ثقل عسكري ويعي تماما خطورة موقعه الذي من الممكن لو اتخذ اي قرار غير مدروس ان يفكك شتات مصر وبالتأكيد وزير الدفاع ليس له أي شأن بقواعد اللعبة السياسية وألاعيبها وعلي المواطن الحر ان يغير ما يراه ضد حرياته وينزل الي الصندوق ويصارع امامه حتي يصل صوته ويحقق رغباته وهو ثمن مضمون العواقب وافضل بكثير من نزول الجيش وا نقلابه واسالة الدماء و اشار السيسي في احد تصريحاته الاخيرة انه غير مستعد ان يلوث تاريخه العسكري وان يقابل الله ويحاسب علي سقوط دماء بريئة. اما خبير الامن القومي محمد الجوادي يقول إن خطاب الفريق اول السيسي ينطبق عليه قول الشاعر القديم "قطعت جهيزة قول كل خطيب "بمعني انها كانت حاسمة وحازمة وجاءت لتبلور كل التوقعات الوطنية الحقيقية في عصر العولمة الذي لايعترف بالانقلابات العسكرية التي باتت " موضة قديمة" و تحركها قوي صغيرة من اجل السيطرة علي جموع الشعب وقد أبدي السيسي شجاعة واضحة في تحمل مسئوليته امام الله وامام الوطن وامام الشعب وامام التاريخ .. مضيفا ان وزير الدفاع استوعب درس ثورة يوليو 1952 وعلم تماما ان ذلك الانقلاب العسكري كانت له اسبابه المنطقية الملائمة لذلك العصر ويري اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن رسائل الفريق أول عبد الفتاح السيسي جاءت شاملة لكل المجتمع المصري من أحزاب وتيارات سياسية أن عليهم أن يمارسوا السياسة بكل أدواتها السلمية وألا يقحموا مؤسسات الدولة القائمة والتي تحمي وتضمن استقرار البلاد في العملية السياسية مثل المؤسسة العسكرية والشرطة والقضاء حيث يجب أن تكون تلك المؤسسات الثلاث تلعب دوراً حيادياً في المجتمع لضمان استقراره ويجب عليها ألا تميل نحو طرف سياسي دون الآخر وأن تخدم مصر أولاً وأخيراً وليس تياراً بعينه .. فتلك المؤسسات ملك الشعب المصري كله .. وحول حماية منابع النيل واحترام السيسي لمصالح الآخرين قال خلف إن هناك أصواتا بدأت تنادي باللجوء لعمل عسكري لحل أزمة دول منابع النهر ووزير الدفاع أكد أنه لا يمكن وصف العمل العسكري بالحل مطلقاً فلابد من حل الأزمة دبلوماسياً وشعبياً عن طريق منظمات المجتمع المدني وتقديم الخدمات والمساعدات لدول حوض النيل . وعن عدم نية القوات المسلحة في ترك من اعتدوا علي جنودها الأبرياء برفح أشار خلف الي أن الجيش المصري لن يترك أبداً من قتل أبناءه حياً مهما كلفه الأمر ولكن حينما تتوافر المعلومات المؤكدة عن المسئولين عن الحادث والمتورطين فيه سيتم إتخاذ جميع الوسائل للثأر منهم .. ولكن يجب الانتظار حتي نتأكد من ماهية مرتكبيه .. ضارباً المثل بقضية لوكيربي والتي لم يتم حل لغزها إلا بعد مرور عشر سنوات. ومن جانبه أكد اللواء عبد المنعم كاطو الخبير الاستراتيجي ومستشار إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة أن وزير الدفاع أراد توصيل عدة رسائل خلال تصريحاته أول أمس أولها كان لطمأنة شعب مصر بأن لديه جيشاً قوياً مستعداً لرد أي تهديد سواء داخلياً أو خارجياً .. وأن عناصر القوات المسلحة التي تواجدت بالشارع وحمت ثورة 25 يناير قادرة علي أن تعود لثكناتها وتتسلح بأحدث أنواع المعدات والأسلحة وتعمل جاهدة باستمرار للدفاع عن مصر . وأضاف اللواء كاطو أن دعوة رموز المجتمع المصري لحضور تفتيش الحرب يعد سابقة هي الأولي من نوعها داخل المؤسسة العسكرية وتعد نقلة حضارية بتوجيه الدعوة لرموز المجتمع .. وأراد السيسي أن يبعث رسالة لأبنائه المقاتلين أن الشعب يراقبكم جيداً ويعول عليكم الكثير والكثير في حمايته ويتشوق لرؤية ما وصلتم إليه في الاستعداد القتالي .. وأوضح عبد المنعم أن الرسالة الأوضح كانت موجهة لأهل السياسة علي حد تعبيره مضمونها أن الجيش يراقب جيداً المشهد السياسي باستمرار وأن خلافاتهم تلك تؤدي للمزيد من التخبط وتضر بالأمن القومي وهو ما لن يسمح به الجيش حيث يعد الحفاظ علي أمن مصر القومي من صميم عمل القوات المسلحة.. مشيراً الي أن القوات المسلحة دائماً حامية للشعب وتؤيد الديمقراطية والانتخابات ولن تقوم بأي عمل ضد الخيارات الشعبية. وأضاف عبد المنعم أن السيسي قام بالرد أيضاً علي من ينادون بانقلاب عسكري وقال إن الجيش لن يلجأ مطلقاً للانقلاب ليس لكونه ضد إرادة الشعب فقط ولكنه أيضاً ضد رغبة القوات المسلحة لأن ذلك سيعود بنا للخلف ولكنه شدد علي أنه إذا طُلب منه النزول للشارع مرة أخري سينزل بالتأكيد. وأضاف اللواء كاطو أن السيسي شدد علي أن القوات المسلحة لن ترسل تهديداتها بشأن دول حوض النيل.. فلابد من احترام مصالح الآخرين فلكل شعب من شعوب تلك الدول الحق في استغلال مياه النهر العظيم سواء كانت دول المنبع أو المصب ولابد أن التفاهم من أجل الوصول إلي الحلول التي تراعي مصالح جميع الأطراف.