إىمان أنور ربما حانت ساعة البوح.. بعد الثورة بات كل شيء مباحا.. لم تعد هناك خطوط حمراء ! الجمعة : هل آن الأوان اليوم .. وبعد مرور أكثر من عامين علي ثورة 25 يناير قضيتهما في صمت .. أن أفتح خزائني لأكتب عن مرحلة كنت فيها شاهدة علي كثير من الأحداث المهمة التي عاشتها مصر في أواخر سنوات حكم الرئيس السابق حسني مبارك .. وذلك بحكم عملي كمندوبة لجريدتي الغالية الأخبار في الحزب الوطني الديمقراطي ورئاسة الجمهورية .. هل سأكون قدر المسئولية لأروي شهادتي للتاريخ بكل صدق وأمانة وحيادية ؟ .. هل آن الأوان الآن وبعد هذا الصمت الطويل أن أبوح بما في جعبتي .. ربما.. ربما آن الأوان اليوم .. لكشف النقاب عن بعض أوراقي السياسية .. واجترار مشاعري بكل حرية وتلقائية وعفوية .. دون رقابة علي الذات .. ربما حانت ساعة البوح .. فبعد الثورة.. بات كل شيء مباحا.. لم تعد هناك خطوط حمراء .. أو ممنوع من الاقتراب .. أو المساس .... عندما استشرت الأصدقاء حول ما استقر في نفسي بالبوح ورصد هذه السنوات وكشف خبايا وكواليس الحزب الوطني ورئاسة الجمهورية .. نصحني البعض بعدم الكتابة وطي هذه الصفحة إلي الأبد .. خوفا من اتهامي بأنني غيرت جلدي لأركب الموجة ..كما فعل الكثيرون .. أو خوفا عليّ من أي تبعات أخري .. بينما استحسن البعض الآخر الفكرة وشجعني عليها لأنه من الأمانة كشف النقاب عما كان يدور في كواليس الحكم السابق وانطباعاتي ومعرفتي بشخصيات كانت صانعة القرار وأسهمت بقوة في تحديد ملامح العمل السياسي في مرحلة مهمة من تاريخ مصر الحديث قدر لي أن أكون قريبة منها .. وهو ما صادف هوي في نفسي.. فلم أجد سبيلا إلا وضع هذه الأوراق بين يدي القارئ .. أنظر أدقق النظر في الشريط الطويل الحافل بالأحداث التي لن أرتبها ولن أجَملها أو أنقحها وإنما قررت أن أسوقها كما خرجت بتلقائية علي سن القلم .. ودونما رقابة مني أو تدخل .. وربما كان من الطبيعي أن أبدأ بسنوات تسع عشتها في غرف وطرقات وكواليس الحزب الوطني الديمقراطي ( المنحل ) حزب الأغلبية كما كان يطلق عليه في عصره الذهبي.. اقتربت فيها من قياداته وأعضائه .. تابعت سياساته وهي لاتزال في مرحلة المهد والدراسة .. وحتي إلي خروجها للنور .. لم يكن ما نتعرض له نحن صحفيي الحزب في مُجمله كريما .. وإنما كانت تجربة قاسية .. أصابها الكثير من العطن والعفن .. كما العديد من النجاحات .. ولأنني أتقنت عملي ومهمتي الصحفية كمندوبة لجريدة الأخبار في الحزب .. وكانت تغطية أنشطة الحزب تحتل مساحات كبيرة في النشر علي صفحات الجريدة .. فقد ظن البعض أنني جزء من "النظام" وأنني " مسنودة " من الحزب وحكومته .. وهو خلط كان مقصودا من البعض الذي أراد التنكيل بي بعد الثورة والحمد لله لم يفلح .. بينما كان خلطا طبيعيا للقارئ العادي الذي كان يطالع موضوعا ضخما موقعا باسمي وقد أفردت له الجريدة الصفحات والصور بشكل مبالغ فيه بأمر من رئيس التحرير لأنه هو وحده المسئول عن مساحة النشر .. بينما واقع الأمر أنني كنت شاهدة علي الأحداث فقط.. أرصد مايجري حولي دون تدخل.. وأسبح مع التيار الجارف .. ولم أكن مشاركة فيه .. اللهم إلا في القليل القليل عندما كنت أسمح لنفسي بإبداء الرأي في بعض المواقف والسياسات .. غير أن دوري الحقيقي كان يتوقف عند نقطة الرصد والمتابعة فقط .. مثلي مثل أي زميل آخر يقوم بتغطية أخبار أي وزارة أو هيئة أو مصلحة .. وكل ما كنت أبحث عنه بطبيعة المهنة الصحفية هو الخبر والسبق والخبطات والانفرادات الصحفية .. بعيدا عن النمطية التي لاتحقق النجاح للصحفي .. وقد ساعدني علي ذلك الدأب والتفاني في العمل دون كلل ولا ملل .. وهو ربما ما ميزني عن غيري من الزملاء .. شريط طويل من المواقف الصعبة والطرائف أيضا أجتره في داخلي .. بعضها مليء بالفخر والزهو .. وأكثره يستثير المشاعر ويستدعي الغضب لما كنت أتعرض له من خيبة أمل وإهانة وذل وهوان .. كانت السمة الرئيسية التي تستحوذ علي تفكيري طوال هذه السنوات العجاف .. الحذر .. ورقابة الذات .. فلم أكن يوما علي سجيتي أو تلقائيتي أو عفويتي .. وبمجرد أن تخطو قدماي بوابة مقر الأمانة العامة للحزب الوطني بكورنيش النيل كان لابد من ارتداء " الماسك " أو القناع الخشبي .. فلا يجب أن يبدو علي ملامحي انفعال .. أو غضب .. ولا حتي مظاهر الفرح والسرور.. وإنما أنا في مهمة عمل دقيقة وجادة وشاقة علي الدوام.. الشريط الطويل يكر أمام عيني .. كفيلم مأساوي طويل .. أستعيد الكثير من تفاصيله بدقة في ذاكرتي .. بينما البعض الآخر يمر باهتا غير أن ملامحه الرئيسية لاتزال راسخة في ذاكرتي المنهكة المتعبة ..مما جعلني أستعين ببعض الوثائق والملفات التي أحتفظ بها.. لذلك آثرت من باب الأمانة أن يكون عنوان هذه السلسلة من اليوميات التي سأنشرها تباعا منذ بداية عملي بالحزب الوطني حتي فجر ثورة 25 يناير .. تلك الثورة التي جاءت لتنفض عني عبئاً ثقيلا .. وتحررني من ضغوط كبيرة.. " من أوراقي السياسية.. كواليس آخر سنوات نظام مبارك " .... لم يكن العمل في الحزب الوطني مفروشا بالورود .. كما قد يتصور البعض .. وإنما كان منثورا بالأشواك .. فلا تسامح مع خطأ .. ولاتهاون مع سهو .. وإنما كنت كمن يخطو علي حبل رفيع معلق وممدود ولا نهاية له .. فأسير علي أطراف أصابعي طوال الوقت خوفا من الخطأ فتكون النتيجة البطش والعقاب .. الذي لا يضاهيه عقاب .. لطالما شعرت بأنني مكبلة .. معصوبة العينين .. مربوطة في عجلة تدور ألهث داخلها دون توقف.. أو راحة لالتقاط النفس .. عجلة تلفني منساقة دون هدنة أو تفكير .. حتي كاد النفس أن ينقطع .. فقد كان العمل في الحزب شاقا .. يستنفد كل القوة .. وحساسا يقتضي استجماع كل الطاقة .. وشحذ كل الهمة .. والغلطة بفورة كما يقولون .. وللحديث بقية .. شفرة أمريكاني ! السبت: بساط أخضر يانع .. تقطعه خطوط بيضاء ممتدة ومتساوية .. ينتشر فوقه عدد من الأشخاص يرتدون زيا موحد الشكل ويختلف في اللون .. تتواري وجوههم خلف قفص حديدي ينتهي بخوذة تعلو رءوسهم ..فجأة ينقسم هؤلاء جميعا ليقف كل منهم في مواجهة الآخر ويندفع بلا هوادة أو تريث في محاولة للحصول علي شيء ما ..لا تلتقطه بعينيك إلا بعد صعوبة شديدة لتجده في النهاية جسما طوليا بوزيا ..بينما ترتفع الأصوات الحماسية والهتافات المشجعة من جميع جنبات المكان .. هذه هي كرة القدم الأمريكية أو الأمريكان سوكر بول !.. جلست الليلة أمام شاشة التليفزيون طويلا في محاولة لاكتشاف هذه اللعبة التي يتعلق بها الأمريكان وتحظي بشعبية كبري في الولاياتالمتحدة .. وعجزت تماما عن فهم اللعبة .. بل كانت تنتابني حالة من الضحك كلما رأيت الفريقين وكأنهما يحشدان صفوفهما لحرب دامية .. ويتأهبان لمعركة قتالية ضارية .. فيندفع كل منهما في مواجهة الآخر .. ولم أتبين تحديدا إن كان ذلك بهدف الاستحواذ علي الكرة التي تخلت عن استدارتها .. أم في محاولة للتخلص منها ؟!!.. ولسرعة الإيقاع والحركة لم أستطع رؤية الكرة أصلا إلا بالكاد .. عندما يتوقف اللعب للحظات بسبب خطأ ما ارتكبه أحدهم .. أو ربما نتيجة لنقطة اقتنصها فريق.. بينما كانت تتوقف الضحكة في حلقي وتحيل ابتسامتي وسخريتي إلي قلق وتوتر عندما يسقط أحد اللاعبين علي الأرض فينقض فوقه الجميع .. لا أعرف لماذا؟ .. غير أنه ما يلبث أن ينهض سريعا وكأن شيئا لم يكن !!.. لم أستطع متابعة ما يجري وباءت محاولاتي في فهم اللعبة الأمريكاني بالفشل .. مثلها مثل كل الألعاب السياسية الأمريكية ..التي نعجز عن فك شفرتها وطلاسمها .. فقررت أن أغلق جهاز التليفزيون لأغط في نوم عميق ..! شوية ضحك ! الأحد: وصلتني هذه النكات الساخرة من صديقة الطفولة العزيزة الجميلة نهال بركات سيدة الأعمال .... س: ماذا يوجد في الزهرية في البيت الفرنسي ؟ ج: ورد مجفف. س: وفي البيت الإيطالي ؟ ج: ورد طبيعي. س: وفي البيت السويسري ؟ ج: ورد صناعي. س: وفي البيت الألماني؟ ج: ورد مُهجن للتجارب. س: وفي البيت المصري .. ماذا يوجد في الزهرية ؟ ج: فاتورة الكهرباء بتاعة تسع شهور .. إبرة خيط .. فلوس مقطعة نصين .. قلم رصاص مقصوف سنه .. ورقة فيها رقم تليفون بدون اسم .. مفتاح مش معروف لأي باب .. بطاريات بايظة شايلنها للريموت كنترول .. !! في البيت اللبناني .. لما النور يقطع.. الأب : خير اللهم اجعله خير .. ما تخافوا يا عيوني .. أنا معكم .. هلا النور راح ييجي .. الأم : تسلم حبيبي .. أنا راح جيب الشموع. الابنة: احرسي حالك ماما حتي ما تقعي .. أما السيناريو في البيت المصري عندما تنقطع الكهرباء .. الأم : يا نهار إسود ومنيل .. هي ناقصة غم أصلها .. ما هو يوم مش فايت النهارده .. قوم يازفت منك ليه جيب أي هبابة شمعة من المطبخ .. في ليلتكوا السودة دي .. الأب : حاسب يا ابن ال........ منك ليه لتكبوا كباية الشاي .. هو أنا لحقت أشرب حاجة منها .. ! .. بطلوا دوشه بقه فضحتونا عند الجيران .. قوم يا زفت الطين خبٍِِّط عليهم شوف النور قطع عندهم كمان ولا عندنا بس !!.. راقبوا كلماتكم الإثنين: زار سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم رجلا من المسلمين قد مرض مرضا شديدا .. فسأله : هل كنت تدعو الله بشيء؟ .. فقال : كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا !.. فقال النبي : سبحان الله.. فإنك لا تطيقه !.. والآن قل .. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .. فالقدر موكل بالنطق .. راقبوا كلماتكم.. راقبوا ما تقوله ألسنتكم .. فما تقوله تتلقاه نفسك.. لذا اختر أحسن ما تطلبه من الله وألحقه بدنيا وآخرة..