الرئاسة: سياسيا: الأزمة السورية.. واقتصاديا: دعم التجارة والاستثمار والسياحة وسط حالة من الترقب السياسي والاقتصادي علي المستويين الداخلي والخارجي، يبدأ بعد غد الجمعة الرئيس محمد مرسي زيارته إلي روسيا حيث يعقد مباحثات قمة مهمة مع نظيره الرئيس فلاديمير بويتن بمدينة سوتشي، وتكتسب هذه الزيارة التي تستغرق يومين اهتماما غير عادي حيث تأتي بعد المباحثات التي اجراها الرئيس مرسي في الصين والهند وجنوب افريقيا. أكدت رئاسة الجمهورية ان الزيارة تأتي في إطار رؤية السياسة الخارجية المصرية الجديدة لتطوير العلاقات بين القاهرة وعدد من الأطراف الفاعلة علي الساحة الدولية ومنها دول مجموعة البريكس التي شارك الرئيس محمد مرسي في قمتها التي انعقدت مؤخرا في جنوب افريقيا. أجندة المباحثات وأوضحت الرئاسة ان المباحثات التي سيجريها د.مرسي مع نظيره الروسي الجمعة ستركز حول سبل تطوير وتدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات خاصة ما يتعلق بتنشيط التبادل التجاري وجذب الاستثمارات الروسية إلي مصر في قطاعات الطاقة سواء التقليدية أو الجديدة والمتجددة، وتطوير العلاقات في مجالات النفط والغاز والتنقيب عن المعادن، ومشاركة الشركات الروسية في مشروعات السكك الحديدية والمترو، وبناء صوامع تخزين القمح، وإعادة تأهيل وتحديث الصناعات الإستراتيجية التي نفذها الاتحاد السوفيتي في مصر مثل مجمع الحديد والصلب ومجمع الألومنيوم وفحم الكوك وتوربينات السد العالي لتوليد الكهرباء.. وتعزيز التعاون في مجال الدفاع. كما تتناول المباحثات بين الجانبين الملف السوري وجهود الرئيس مرسي في دفع المبادرة المصرية لتسوية الأزمة السورية ، ويناقش الرئيسان أيضا التسوية السلمية في الشرق الأوسط والجهود المبذولة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. ولفتت الرئاسة الي زيارة الدكتور عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي إلي موسكو خلال الفترة من 9 إلي 12 إبريل الجاري، علي رأس وفد رفيع المستوي ضم وزير البترول والثروة المعدنية، التقي خلالها بكبار المسئولين في الكرملين ومجلس الدوما ومجلس الأمن القومي ووزارات الخارجية والطاقة والتنمية الاقتصادية والزراعة. واشارت الرئاسة الي ان زيارة الحداد عكست ترحيب الجانب الروسي، بالتعاون مع مصر في جميع المجالات كما سبق ورحب تجمع دول البريكس بدور فاعل لمصر في التعاون مع تجمع البريكس بما يسهم في تعزيز دور دول التجمع في أفريقيا باعتبار مصر البوابة الشمالية للقارة. وكان وفد من رئاسة الجمهورية قد غادر القاهرة أمس متجها إلي تركيا ومنها إلي روسيا للإعداد للزيارة وقامت سلطات المطار بإنهاء اجراءات سفر الوفد علي الطائرة المصرية المتجهة إلي اسطنبول رحلة رقم 735 والبعثة مكونة من 7 ركاب برئاسة محمد رضا أبوبكر أمين برئاسة الجمهورية. الأولوية للاقتصاد ومن جانبه أكد المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية ان الملفات الاقتصادية ستتصدر اعمال القمة المصرية الروسية خلال زيارة الرئيس محمد مرسي إلي روسيا مؤكدا ان الجانب المصري سيركز في التفاوض مع الجانب الروسي علي المشاركة في اتفاقية »جاز مطراب« والتي تقضي بحصول مصر علي حصة الشريك الاجنبي الذي يعمل في مصر من الغاز مقابل قيام الجانب الروسي بتصدير الكميات التي ستحصل عليها مصر إلي الدول المجاورة لروسيا والتي كان الشريك الاجنبي سيقوم بتصديرها إلي تلك الدول. وقال إنه في حالة موافقة الجانب الروسي علي تلك الاتفاقية ستنتهي أزمة الغاز في مصر موضحا أن هذه الاتفاقية تعتبر أحد الآليات التي تسعي الحكومة لتطبيقها لضمان توفير كميات الغاز للمصانع ومحطات الكهرباء بجانب السماح للقطاع الخاص بالاستيراد وتسديد حصص الشريك الأجنبي من المتأخرات المالية للبدء في عملية تنمية حقول الغاز. منطقة حرة وقال صالح في تصريحات خاصة ل»الأخبار« ان ملف منطقة التجارة الحرة سيتم طرحه علي مائدة المفاوضات وسيتم التعامل معه بجدية تامة نظرا لرغبة الجانبين في إزالة جميع العقبات والرسوم الجمركية أمام حركة التجارة المشتركة. وأضاف الوزير ان الجانب المصري سيركز علي إعادة التوازن للميزان التجاري بين البلدين والذي يصب في صالح روسيا حيث إن حجم التبادل التجاري بين البلدين طبقا لتقرير جهاز التمثيل التجاري خلال الفترة من يناير وحتي نهاية ابريل الماضي بلغ نحو 1.24 مليار دولار منها 82 مليون دولار لصالح مصر والباقي واردات من روسيا الأمر الذي يتطلب منح الصادرات المصرية مزايا جديدة لتستطيع المنافسة في السوق الروسي. وأشار إلي أنه سيتم التركيز أيضا علي ضرورة الاستفادة من الاتفاقيات الثنائية الموقعة مع الجانب الروسي خاصة الاتفاقيات التجارية مؤكدا ان هناك اتفاقيات علمية وتكنولوجية بجانب اتفاقية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية الموقعة بين حكومتي البلدين في عام 2008 ولم يتم الاستفادة منها حتي الآن. وأشار إلي أنه سيتم بحث زيادة الاستثمارات الروسية في مصر بالمنطقة الصناعية الروسية الخاصة وتفعيل اتفاقيات تشجيع وحماية الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي والصحة والتصنيع الدوائي والسياحة والتعليم والقضاء. وقال مصدر مسئول ل»لأخبار« ان علاقات التعاون السياحي تكتسب اهمية خاصة خلال الزيارة في ضوء الأعداد المتزايدة من السائحين الروس الذين يزورون مصر سنويا خاصة ان مصر تأتي في المرتبة الثانية بعد تركيا في المقاصد السياحية التي يزورها السائحون الروس. رسالة مصرية واشار إلي أن الوفد المصري سيركز علي ارسال رسالة أمان إلي المستثمرين والسائحين الروس مع التأكيد علي ان الاوضاع في مصر اصبحت مستقرة بدرجة كبيرة واصبحت الدولة المصرية مهيأة لاستقبال الاستثمارات والسائحين مؤكدا ان الوفود الروسية التي زارت مصر مؤخرا ايدت رغبة كبيرة في التعاون مع مصر في جميع المجالات الأمر الذي يؤكد أن زيارة الرئيس مرسي والوفد المرافق له ستأتي بثمار جيدة علي الاقتصاد المصري من خلال التعاون المشترك في جميع المجالات مع روسيا خاصة انها دولة تتمتع بمزايا تكنولوجية علي جميع المستويات وهو ما تحتاج إليه مصر في المرحلة الحالية.