ماذا يراد بالوجدان المصري الان؟ وكيف انصاب مبدعونا في عبقريتهم في التأليف والتلحين والتمثيل والاخراج، هل ماتت بموت اسامة انور عكاشة؟ وكل مذيعيين ومذيعاتنا والمطربات هل اختبأوا في الجحور خوفا من شيء ما؟ اصبحت المسلسلات كلها تركية والمذيعون الرجال كلهم من لبنان- ونعتز بلنان- اما المسلسلات فهي رائعة مثل »ليالي الحلمية وارابيسك« العبقري صلاح السعدني اين مسلسلاتنا التي كنا ننتظرها وننظم اوقاتنا عليها اين أم كلثوم ومسلسلها الرائع؟ اين مسلسل طه حسين ومسلسلات السير الذاتية كلها؟ هل فقدت مصر ذاكرتها؟ هل فقدت مصر مبدعها؟ او لعل الوعي بتفاصيل مجتمعنا طارت من العقول او اندثرت في سطور التاريخ حتي الاعلانات اصابتها الاتركة واللبننة؟ كيف نربي الاجيال علي تثبيت مصريتهم ومصر هي امي ام ان الاجيال سوف تكون كلها لقيطة، ان المسلسلات القديمة كانت تربي الوجدان سواء بتفاصيل البيوت او العادات او لغة الحياة، هل اصاب الوجدان المصري من الكتاب والمخرجين العطب؟ لقد فكرت في هذا الصمت الدرامي وتأكدت ان ثورة يناير كانت من اجل التغيير الذي اصاب الفنون ولكن للاسف الشديد كما تم خطف الثورة تم خطف كل احلامها. احمل خوفا شديد الضراوة من هذا التغيير، اخاف علي الاجيال لانها لم تترب علي »مصر هي امي« و»يا حبيبتي يا مصر« وشدو صاحبة الصوت الساحر والمقامة الفنية أم كلثوم وهي تشدو باغنية »مصر التي في خاطري« و»بلدي احببتك يا بلدي« لمحمد فوزي وأغاني كثيرة تربينا عليها وتهز وجداننا عند سماعها هل اصبح المؤلفون كأنما فقدوا حبهم لمصر واعتقد ان انكسار الثورة وخطفها قبل تمام الشهرين اصاب الثوار في مقتل الوجدان فلم تكن جرعة حب الوطن كافية لاشعال جذوة الثورة لتحقيق الاستعدال المطلوب. ان منظر العلم المصري بطول مائة متر واكثر ويغطي كوبري قصر النيل كان يهز الوجدان ولكن لم يهز وجدان الشعراء لولادة نشيد او اغنية ساخنة اللهم الا عاشق الوطن الذي لم يعد لنا غيره ابقاه الله والذي عشش الوطن في وجدانه ومازال يتدفق بحب مصر بل اصبح يرسم خطط الاصلاح ويعاتب من فقدوا الوطنية وكتب الابنودي العظيم رباعيات رائعة في جريدة التحرير ولم يتلقفها احد المصريين وأحد الملحنين حتي تسكن الشارع المصري تري هل هو اليأس؟ وكيف يولد اليأس من الثورة؟ لابد ان نبحث فيما حدث للوجدان المصري الذي كان يهز المشاعر وسوف ألجأ للعالم النفسي العاشق للوطن الدكتور احمد عكاشة واسأله هل تصاب الدول مثل الافراد بالاكتئاب او باهمال الوطن وللاسف الشديد ليسوا اقباط مصر فقط هم الذين يرتبون للهجرة ولكن الشباب المسلم ايضا اصبح يرتب اوراقه للسفر.. هل مصر تهاجر كلها؟ هل اصبحنا قوة طاردة؟ كل هذا مرتبط بالوجدان اليقظ وبشعراء الأمة أكتب هذا وانا كنت شديدة السعادة وأردد مع الشباب بعض الاغاني والنداءات ولكن لم نجد اغنية تجمعنا مثل اغاني ثورة 91 واغاني عبدالحليم وجاهين وكمال الطويل والموجي في ثورة يوليو. أتمني ن نري اغنية او نشيدا يجمعنا جميعا واعتقد ان اصحاب الاغاني مازالوا يغنون لمصر.. واكتب هذه المقالة التي أكتبها مغموسة بدم القلب وأجلتها اكثر من مرة ولكن لم أستطع ان اؤجلها هذه المرة فكتبتها لكم.. عفوا ألقيت بعلامة استفهام؟