اليوم الجمعة 5 ابريل هو يوم مولدي السادس والستين وقبل ستة أعوام عند بلوغي العام الستين وهي سن المعاش في مصر المحروسة. رأت مؤسستي دار »أخبار اليوم« أنه لاغني عني في الاستمرار في العمل محررة لشئون الري التي شغلتها منذ عام 8791 عقب التحاقي بالجريدة خارجة من قسم الصحافة بكلية الاعلام وقضائي عاما قبلها في العمل في قسم التحقيقات الصحفية وباب محرر الأخبار وأبواب الخير لأساتذتنا مصطفي وعلي أمين ليلة القدر ونفسي وأسبوع الشفاء وفي العمل الاخباري تناوب عليّ في وزارة الري (9) وزراء للري من عام 8791 حتي عام 3102 كانوا بالترتيب التالي: المهندس عبدالهادي سماحة والمهندس عصام راضي فالدكتور عبدالهادي راضي فيوسف والي ثم الدكتور محمود أبوزيد وبعده الدكتور محمد نصر الدين علام فالدكتور حسين العطفي بعد ثورة 52 يناير ومنه الي الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء الحالي ثم الدكتور محمد بهاء الدين سعدالوزير الحالي. هذه السنوات خرطتني خرطا في نقطة مياه النيل منذ سقوطها علي هضبتي البحيرات والحبشة الي ان تصل لبحيرة ناصر عند أسوان ومنها الي شرايين الحياة من ترع وفروع داخل مصر الحبيبة وأسعدني الحظ بالسفر للعديد من دول حوض النيل التي نتشارك معها في حوض النيل وكان لي صولات وجولات عبر صفحات الأخبار في تناول مشروعات المياه وأزماتها الي ان اكرمني الله وأخي غير الشقيق وإن كان شقيقا و»دفعتي« الاستاذ محمد عبدالمقصود مدير تحرير الأخبار في اصدار كتاب »النيل حياة أو موت«. كل ما أريد قوله ان هذه السنوات الطويلة من العمل نهارا وليلا وزيارة كل شبر من ارض مصر قديمة وحديثة لمتابعة نقطة المياه أشبعتني من العمل الصحفي المرهق الذي كثيرا ما يلقي بظلاله علي حياة الصحفي الأسرية.. ولكن دائما الزوج والابناء يكونون ابطالا في حياتنا حيث يشهدون ويعلمون ان حياتنا مختلفة ومرهقة وشديدة اليقظة فيتعاملون معنا بحساسية وحيطة حرصا علينا من العديد من الضغوط التي نتعرض لها في عملنا. وبعد ان قضيت 6 سنوات في عملي محررة لشئون الري كان هناك خطاب شكر من الأستاذ محمد حسن البنا رئيس تحرير الأخبار لإنهاء فترة المد. ومعي كان بعض الزملاء الذين لاحظت تذمرهم من مثل هذا الموقف لكن عن نفسي كنت سعيدة بتقدير محبوبتي الأخبار باستمراري 6 سنوات فوق سن المعاش والذي كان يمنحني الغبطة والسرور أنني »مهمة«. لكن أؤكد ايضا أنني مؤمنة بتواصل الاجيال حيث كان مهما جدا كما يقال »الحمد لله اني خرجت علي رجلي« أي ما يعني أنني بصحتي والحمد لله وبكامل قدراتي العقلية. كل ما أرجوه من زملائي الذين يبلغون سن الستين أو بعدها إلا يتخذوا من المسئولين في الدار موقف الكراهية لأن هذه هي سنة الحياة. وقد أعطتنا دار أخبار اليوم الكثير والكثير الذي لابد ان نقدره وقد كان عملي تحت رئاسة عمالقة الصحافة موسي صبري وسعيد سنبل وجلال دويدار ومحمد بركات ثم أشقائي الاصغر ياسر رزق ومحمد حسن البنا سنوات من النجاح المتوالي أرجو استدامته بأبنائنا من الاجيال الجديدة.