التعليم... التعليم... التعليم . إذا طرحت سؤالا علي المواطن المصري سيكون التعليم من أهم ثلاث أولويات علي الإطلاق... دعوات التغيير السطحية للبعض لا تتعمق في أهم احتياجات الوطن... وتصريحات البعض الدفاعية والحجج الواهية منذ السبعينيات أوصلت مصر إلي ما نحن فيه الآن... مصر الآن ترتيبها 129 من 134 دولة في جودة التعليم في الأعوام الست الماضية... وترتيبها بعد المائة في الثلاثين عاما الماضية... والتساؤل الجوهري الذي يكمن في قلب وعقل كل المصريين هل يمكن لابنائنا أن يحصلوا علي تعليم أفضل ؟ ومتي يحدث هذا ؟ وكيف ؟ وهل توجد الإمكانات ؟ وهل توجد الرغبة ؟ وإن وجدت هل توجد العزيمة ؟... من وجهة نظري أبناء مصر لهم حق في تعليم أفضل من نتاج ما يقرب من نصف قرن أدت بنا إلي ما نحن فيه... هذا يمكن أن يتم من خلال مشروع قومي تتبناه مصر مثل بناء السد العالي ومثل انتصار حرب أكتوبر سيتم فقط بتعبئة الفكر والعقل والمال والجهد للوطن ككل... للمشروع القومي للتعليم رؤية وهدف " أن يكون أبناء مصر من أبناء القمة... وأن نصل بهم في 15 عاما إلي أفضل عشر دول في العالم تعليما"... نعم أن يكون أبناء مصر من أفضل عشرة في الرياضيات والعلوم واللغات علي مستوي العالم... والتساؤل كيف يتحقق ذلك ؟ البداية هي الاتفاق علي أنها أولوياتنا الأولي وثانيها علي تفاصيل البرنامج التنفيذي وهناك مشروع بهذا شرفت بأعداده بالفعل للعبور إلي القمة ، وثالثهما حشد الرغبة الجادة في تبنيه والعزيمة العملية للبدء فيه... وبأمانة لم يعد هناك وقت لمصر... ويجب علينا أن نشحذ العزيمة ونعبأ الأمة من أجل مستقبل مصر... الشعارات الجوفاء لن تبني مصر... مصر لعصر المعرفة سيتم نماؤها بجيش من المتعلمين والعلماء والمثقفين وبمدارس متميزة... وغير مقبول أن ترسل دول - أقل من حجم مدينة مصرية - أبناءها إلي الولاياتالمتحدة وأوروبا ويكون عددهم أكبر من عدد من نرسله من أبناء مصر بالكامل... اليوم نريد ألف شاب سنويا في أفضل عشر جامعات في العالمMIT وهارفارد وستانفورد وبيركلي وجنوب كاليفورنيا وبنسلفانيا وغيرها... قيادات العلم والتعليم مثل قيادات الجيوش يجب إعدادهم لقيادة قاطرة التنمية بالمجتمع... والدخول به لعصر المعرفة... التكلفة السنوية للشاب هي 50 ألف دولار أي أن كل ألف يتطلب 50 مليون دولار والتساؤل هل يمكن أن نرسل ألفين كل عام... أي أن نوفر للوطن وللأجيال القادمة من الموازنة والمنح والمعونات مائة مليون دولار يتم تخصيصها بفكر وعلم لأفضل شباب مصر وفق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة وليس وفق المحسوبية والواسطة... كل علماء مصر الذين نفخر بهم نتاج هذه الأرض وهذه العائلة . تطوير تعليم مصر يتطلب أولا : إصلاح ما هو قائم ولدينا 11 ألف مبني لمدرسة تتطلب إصلاحا جذريا من إجمالي 24 ألفا ثبت بنجاح القدرة علي تطويرها... وثانيا : التغيير الشامل واستحداث مدارس القمة في كل محافظات مصر وهي مدارس تعني بتخريج شباب منافس علي عشرة أماكن الأولي في العالم... ويمكننا من خلال مشروع "للعبور إلي القمة" أن يصل بمصر خلال خمسة أعوام إلي أن يكون 25٪ من خريجها منافسين عالميا ، وفي عشرة أعوام إلي 50٪ ، وفي 15 عاما إلي أن يكون 75٪ من خريجها من أفضل عشرة عالميا من كل محافظات مصر وبحيث تحدث وتعيد التكافؤ والعدالة في الحق في التعليم المتميز لكل المصريين.