هل من الممكن ان نحول الثورة الي بناء وتقدم ونهضة للوطن؟.. هل من الممكن ان نتخيل أو نحلم أو نعمل علي ان نحول طاقة شباب الوطن الي قيادة عالمية وعلمية في مجال ادارة الاعمال والهندسة والقانون والفيزياء والطب والعلوم الاجتماعية والفنون والتعليم؟.. هل من الممكن ان نري خطورة ما يحدث في مصر الآن من انهيار شامل وان نحوله الي طاقة تعليم وعلم؟.. عن عمد أتجنب الحديث عن الانقسام السياسي الحاد والذي يهدد بزلزال جديد يهدم ما بقي من وطن ومؤسسات وأعمدة ومقومات الدولة المصرية من رئاسة (وقيادة لوطن بكل فئاته وأطيافه)، ومؤسسة تشريع من مجلسي شعب وشوري وحكومة وجيش وقضاء وصحافة وقطاع اعمال حر ومجتمع مدني ومؤسسات علم وتعليم.. مصر التي عشت من أجلها واحلم بها وعملت من اجل اجيالها وادخالها لعصر المعلومات والمعرفة ليست مصر التي آراها ونراها جميعا.. مصر تخسر يوميا بصورة مباشرة مليار جنيه ومليارات من الفرص الضائعة.. اضاع حكم مبارك فرصا ذهبية لانطلاقة مصر للتعليم والتقدم هبط ترتيبها لتكون ال921 من 431 دولة علي مستوي العالم في جودة التعليم قبل الجامعي.. كل قفزة في ترتيب مصر علي مستوي العالم في التعليم تعني مباشرة زيادة في الدخل القومي من خلال زيادة دخل الفرد.. وهذه مبادئ بسيطة لأي ممارس للسياسة والتنمية والاسراع بالتنمية.. التعليم يعني زيادة دخل الفرد وزيادة الدخل القومي.. كل ألف دولار تزيد في دخل الفرد تعني 58 مليار دولار اضافة لدخل مصر.. واذا تصورنا هدف ان نزيد دخل كل مصري بخمسة آلاف دولار فيعني ذلك ما يقرب من نصف تريليون دولار سنويا واذا تصورنا زيادة دخل المصري بعشرة آلاف دولار فإن دخل مصر ممكن ان يصل الي تريليون دولار سنويا.. فهل يمكن ان يتحقق هذا الهدف.. نعم ممكن بالعلم والعمل الجاد والشاق واكرر نعم يمكن لنا تحقيق هذا الهدف بل ان لدينا خطة محددة لتحقيق هذا الهدف رفضها دعاة الهدم لعصر مضي ويهدمها دعاة الدمار في عصر الثورة.. من هم علي الساحة الآن لا يصلحو لقيادة التقدم والنهضة.. ما نريده لعصر التقدم هو أولا تعليم متميز في حضانة وابتدائي واعدادي وثانوي يدخل مصر لكي تكون من افضل عشر دول في العالم خلال 51 عاما (والخطة والبرنامج التفصيلي لهذه الخطة لكل محافظات ومدن وقري مصر متاحا وتم اعداده)، وثانيا اعداد قادة التقدم بارسال شباب للحصول علي ماجستير ودكتوراه في احسن جامعات العالم سنويا.. وهل يمكن ان نحتفل العام بارسال الف شاب الي احسن جامعات العالم في المجالات الهامة لتنمية مصر.. قرأت هذا الاسبوع تقريرا عن افضل جامعات العالم في مجالات ادارة الاعمال والهندسة والثانوية والتعليم والطب والعلوم الاجتماعية وعلي سبيل المثال أفضل جامعات العالم في الهندسة لهذا العام هي بالترتيب الMIT، ستانفورد وجامعة كاليفورنيا (بركلي) وجورجيا وهكذا، وافضل جامعات العالم في ادارة الاعمال هي هار فارد وستانفورد وجامعة كاليفورنيا (بركلي) وجورجيا وهكذا، وأفضل جامعات العالم في ادارة الاعمال هي هارفارد وستانفورد وجامعة بنسلفانيا والMIT وكيلوج وشيكاغو وهكذا. واستوقفني مرتب خريج ماجستير ادارة الاعمال من افضل عشرين جامعة امريكية وهو يتراوح من مائة الي مائة واربعين الف دولار سنويا.. اي ان كل الف شاب يضيف سنويا مائة مليون دولار علي الاقل للدخل القومي وكل عشرة آلاف يضيف مليار دولار سنويا.. أي اننا يمكن بالعلم ان نحقق دخلا اكثر من دخل قناة السويس او البترول أو صناعات عديدة.. سبقنا في ذلك كوريا والهند وماليزيا وسنغافورة وتركيا والصين وكل العالم الذي كان ناميا وترتيبه بعد مصر منذ ربع قرن والآن يقفز تقدما ونهضة ورخاء.. واتساءل هل هناك وطني مسئول امام الله والاجيال القادمة يسعي لوقف المهزلة السياسية التي نراها ويبدأ بتعيئة وطن وشباب الوطن للتقدم.. هل ممكن ان نهدي شباب الثورة المتعلم الف منحة هذا العام والفين العام القادم وعشرة آلاف بعد خمسة اعوام للتعليم في احسن جامعات العالم.. كنت أتمني ان يكون القرار الاول لرئيس الجمهورية او لمجلس الشعب او للعهد الجديد او لثورة 52 يناير الجميلة ان نبني قادة العلم وقادة التقدم.. النهضة تتحقق بالاخلاص والعلم والعمل الشاق وليست بالفوضي والانقسام وهدم الدول المصرية.