الأسبوع الماضي كانت شوارع مصر شبه مغلقة، مظاهرات.. اعتصامات.. توقف القطارات، وفي الوقت نفسه كانت الندوات والأمسيات الشعرية والصالونات الأدبية والمهرجانات المسرحية والسينمائية منعقدة، وفي الجانب الآخر من أقصي أطراف القاهرة شهدت القاعة الكبري بأحد الفنادق الشهيرة أكبر تجمع للمعماريين والمخططين والمهندسين والمثقفين والمتخصصين في الاقتصاد والتجارة والإسكان والسياحة لطرح مبادرة جديدة للتنمية الشاملة.. رسم خريطة لمصر لاسترداد الريادة.. هذه هي مصر وستظل دائماً بكل تناقضاتها وروعتها..! " مصر 712 " هي المبادرة الحلم.. رؤية متكاملة للتنمية، وضع أسس ومبادئ حاكمة لتحقيق الحلم المصري.. العيش بحرية وكرامة إنسانية، أول مبادرة شعبية وبروتوكول تعاون تم توقيعه بين المؤسسات التنموية غير الهادفة للربح أطلقتها مؤسسة رمال للتنمية العمرانية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، مصر 712 يعني طرح سبعة عواصم لمصر و12 إقليم، لتحقيق أكبر مشروع تنموي، القاهرة العاصمة الروحانية لمصر، ونفرتاري هي العاصمة السياسية وتقع بمنطقة وسط الدلتا الجديدة، ومدينة الأسكندرية عاصمة العلوم المصرية، ثم تأتي مدينة بور سعيد لتكون عاصمة المال والأعمال، ومدينة الأقصر عاصمة التراث العالمي، والواحة هي العاصمة التكنولوجية، ثم تأتي مدينة توشكي عاصمة الزراعات البيئية، هذا المشروع يعتمد علي مخطط مشروع ممر التنمية الذي طرحه العالم المصري د. فاروق الباز، وستشهد الفترة المقبلة عرض المشروع علي عدد بيوت الخبرة العالمية لدراسات الجدوي حتي لا يخرج علينا من يقول أنه لا يصلح تمهيداً لعرضه علي رجال الأعمال عبر مؤسساتهم المدنية مثل إبيا وصناع الحياة والصناع المصريون، هذا المؤتمر الذي طرح المشروع الحُلم تلقيت دعوة المشاركة فيه منذ العام الماضي حين عرضت بمقالاتي نماذج من المشاريع القومية التي خطط لها الشباب وقاموا بدراسة جدواها وينتظرون الموافقة علي تنفيذها وبالجهود الذاتية بدون أي تكلفة من الدولة، بعدها اتصلت بي المهندسة سمية بهي الدين المدير التنفيذي لمؤسسة رمال والعاشقة للأرض المصرية تطرح عليً أهمية تجميع المشروعات ودمج الأفكار التي تتوافق مع أحلام المصريين بكافة شرائحهم المختلفة لرسم خريطة واضحة المعالم، مع توحيد الجهود تحت غطاء المؤسسات التنموية كوسيلة ضغط علي الحكومة لتنفيذ هذه المشروعات بمتابعة ورقابة المجتمع المدني من أجل ضمان تحقيق أهداف وطموحات كل المصريين خاصة وأن هذه المشروعات ستقام بالجهود الذاتية وتقضي علي البطالة وتدر دخلاً كبيراً للدولة يغنيها عن مد اليد للقروض الخارجية، راقتني الفكرة وسعد بها الشباب الذين بادروا بالاتصال بها، وتم تحديد موعد المؤتمر الذي تأجل أكثر من مرة بسبب الأحداث الجارية، إلي أن تم عقد المؤتمر الأول الذي تم فيه عرض مشروع ممر التنمية كمرحلة أولي للتنمية الشاملة والمستقبلية لمصر، تري هل تكتمل الفكرة، ويكتمل المشروع الحلم، حلم كل مصري في البناء والتعمير بدون الاعتماد علي الغرب..!تساؤلات طرحتها علي المهندسة سمية بهي الدين لتؤكد لي بكل إصرار أنه حين تتكامل النوايا الجادة والمخلصة في مواجهة التحديات التي تقف في طريقنا سيتحقق الحلم وتتحقق التنمية المتكاملة، حين نضع مبادئ حاكمة لرسم خريطة لمصر كميثاق مجتمعي يشارك فيه الأفراد نستطيع وقتها النهوض بوطننا الحبيب واسترداد مكانته الريادية بين دول العالم.واللحاق بالطفرة التنموية الجارية من حولنا، وقتها نستطيع أن نقول أننا حققنا أهداف ثورة 25 يناير، ودعم رأس المال المصري الوطني الحر الذي يهدف إلي بناء مصر المستقبل، ودعم الاستثمار الأجنبي الذي يحترم السيادة الوطنية، ودعم المشروعات التنموية المتكاملة في كافة أقاليم مصر دون الإخلال بأمن الوطن ووحدة أراضيه، تُري هل يتحقق المشروع الحلم.؟ آمين يارب.