محافظ الشرقية يُهنئ رئيس الجمهورية بمناسبة الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد    وزير الاتصالات يبحث مع البنك الدولي مشروعات التعاون المشترك في مجال تطوير البنية التحتية وبناء القدرات الرقمية    لافروف: أمريكا لم تدن هجوم إسرائيل البري على لبنان بل تشجع توسيعه    وزير الخارجية ونظيره السعودي يبحثان هاتفيا جهود وقف العدوان الإسرائيلي في المنطقة ويحذران من استمرار التصعيد    خبير: بعض اتهامات القرصنة بين أمريكا والصين غرضها «الدفاع»    روسيا تعلن نشوب حرائق في مستودعات وقود بعد هجوم أوكراني مزعوم بمسيرات    أخبار الأهلي : مصطفى شوبير يستغل الإجازة ويعلن عن مفاجأة سعيدة    ين المبدعين والراحلين.. مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم رموز الإبداع والنشاط الفني    تراجع أسعار الحديد اليوم الجمعة 4-10-2024 بالأسواق.. كم يسجل الطن الآن؟    بالأرقام.. نتائج فحص حالات لسيارات ذوي الهمم خلال السنوات الثلاث الماضية    مياه سوهاج تكرم أبناء العاملين المتفوقين دراسيًا    4774 فرصة عمل بالمحافظات - التخصصات وطرق التقديم    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيد البدوي بطنطا    مع بدء موسم العمرة.. سعر الريال السعودي مقابل الجنيه في أكبر 5 بنوك    عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات: إسرائيل تبحث عن مكاسب وهمية في لبنان    اجتماع رؤساء القرى بميت غمر في الدقهلية لمناقشة ملف التصالح (صور)    عاجل.. أول رد من الأهلي على عقوبات مباراة بيراميدز.. طلب خاص لاتحاد الكرة    أبرزها تجاوز السرعة.. ضبط 31 ألف مخالفة مرورية في 24 ساعة    السيطرة على حريق بخط غاز زاوية الناعورة بالمنوفية    بالصور- ضبط 4.5 طن لحوم ودواجن فاسدة بالمنوفية    ضبط تشكيل عصابي تخصص في سرقة أصحاب السيارات بالجيزة    الإسكان: إزالة مخالفات بناء وظواهر عشوائية بمدن جديدة - صور    الجمهور يغادر العرض الافتتاحي لفيلم الرعب Terrifier 3 لهذا السبب    عادل حمودة: أحمد زكي كان يندمج في التمثيل إلى درجة المرض النفسي    مسلسل برغم القانون الحلقة 16.. هل تعثر ليلى على مكان أولادها؟    دار نشر صينية تهدي معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة 350 كتابا من إصداراتها    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    واعظ بالأزهر: «الوسطية» منهج رباني لإصلاح أحوال الناس    الصحة: فرق تفتيش تتفقد مستشفى سفاجا المركزي وتوجه بتوفير نواقص الأدوية    ضمن «حياة كريمة».. فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    حملة للتبرع بالدم في مديرية أمن البحر الأحمر لإنقاذ حياة المرضى    إجراء 7 عمليات جراحية بمستشفى الفشن ببني سويف    محمد رمضان: سهر لاعبي الأهلي؟ متاح في حالتين    جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء عاجلة لسكان 20 قرية في جنوب لبنان    في يوم الابتسامة العالمي.. 5 أبراج تحظى بابتسامة عريضة ومتفائلة للحياة    هيئة الأرصاد تكشف عن موعد بدء فصل الشتاء 2024 (فيديو)    تحقيق عاجل في مصرع وإصابة 7 في انقلاب سيارة ميكروباص بطريق مصر إسكندرية الصحراوي    منتخب السويس يضم لاعب غزل المحلة    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    «التموين» ترفع سعر هذه السلعة على البطاقات.. التفاصيل    بحضور وزير الأوقاف.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيد البدوي    القناة الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في الدوري المصري "سيدات"    اللجنة الأولمبية الجزائرية: ما يحدث مع إيمان خليف حملة ممنهجة    المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض: تسجيل 866 حالة وفاة ب"جدرى القرود"    ارتفاع أسعار البيض اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    حقيقة نفاد تذاكر حفلات الدورة 32 من مهرجان الموسيقى العربية.. رئيس الأوبرا ترد؟    جيش الاحتلال يطالب سكان أكثر من 20 بلدة جنوب لبنان بالإخلاء    لازم يتجوز.. القندوسي يوجه رسائل إلى كهربا لاعب الأهلي (فيديو)    ايه سماحة تكشف مفاجأة بخصوص نهاية مسلسل «عمر أفندي»    دعاء أول فجر في ربيع الثاني.. «اللهم بارك لنا في أعمارنا»    لاتسيو يسحق نيس ويتصدر الدوري الأوروبي    حقيقة اغتيال هاشم صفي الدين    دعاء يوم الجمعة.. تضرعوا إلى الله بالدعاء والصلاة على النبي    خروج عربة ترام عن القضبان في الإسكندرية.. وشهود عيان يكشفون مفاجأة (فيديو وصور)    قتلوا صديقهم وقطعوا جثته لمساومة أهله لدفع فدية بالقاهرة    تعرف على نصوص صلاة القديس فرنسيس الأسيزي في ذكراه    نائب مدير الأكاديمية العسكرية: نجحنا في إعداد مقاتل بحري على أعلى مستوى    رسمياً.. فتح باب تسجيل تقليل الاغتراب جامعة الأزهر 2024 "الرابط الرسمي والخطوات"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي والقائد السابق لقوات الحرس الجمهوري:
»الإخوان« وقعوا في »الفخ« ..ولا يسمعون إلا أنفسهم
نشر في الأخبار يوم 01 - 04 - 2013

مصر تعيش »هرج ومرج سياسي« .. والانقلاب العسكري »كارثة«
الجيش لن يترك الأنفاق
إلا بعد تسويتها بالأرض
وسيعلن تفاصيل ما حدث
لجنودنا برفح بالوقت المناسب
الأمريكان خائفون من غضب المصريين حرب سرية تدار ضدنا
والطرف الثالث كل من يعمل
تحت الأرض في الداخل والخارج
"اختلافات وانشقاقات.. مجتمع يسوده الانفلات والتعصب.. اقتصاد ينهار.. سلاح منتشر.. أفكار متطرفة.. ومستقبل غامض.. أحداث شغب وعنف شبه يومية.. هذا هو حال مصر الثورة!
الخبير الاستراتيجي اللواء د. محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية وقائد قوات الحرس الجمهوري الأسبق ورئيس مدينة الأقصر الأسبق شرح لنا المشهد الحالي وقدم روشتة لحل الأزمة برؤية استراتيجية مستقبلية لمصر..وقال ان هناك حالة هرج ومرج سياسي ومؤشرات اقتصادية محبطة ..واننا ندور حول انفسنا فلذلك لا نري المشكلة .. واكد اللواء خلف ان تراجع الرئيس عن قراراته عندما يجدها خطأ لا يعد عيبا فالرئيس يتحول الي زعيم عندما يستجيب لارادة الشعب ..واضاف ان الجيش لا يرغب في العودة للسياسة مرة اخري ولكنه يراقب الموقف وسيتدخل للحفاظ علي الامن القومي واشار الي ان القوات المسلحة مستمرة في تطهير سيناء من الجماعات الارهابية وهدم الانفاق.. وانها توصلت بالفعل الي قتلة جنودنا البواسل في رفح ..ومن بينهم من هم في غزة ..وستعلن كل شئ في الوقت المناسب."
في البداية سألنا اللواء محمود خلف كيف يري المشهد الحالي في مصر؟
مصر تدور حول نفسها لأنها لا تري المشكلة ولذلك لا تستطيع حلها .. فهناك حالة هرج ومرج سياسي.. والمؤشرات الاقتصادية محبطة .. فضلاً عن وجود حالة غضب في قلب كل مواطن زاد منها الضيق الاقتصادي والاجتماعي والمشاكل الحياتية .. وهناك إصرار غير عادي وغير مفهوم علي المضي في الخطأ علي الرغم من أن الرجوع للحق فضيلة.. كما ان الأزمة اتخذت شكل الصراع .. صراع إرادات بين المجموعة الحاكمة وبين المعارضة وجزء كبير من الشعب.. فأصل الداء الذي لم نواجهه هو عدم تطبيق القانون ..واولا واخيرا يجب علينا احترام ارادة الشعب.
كان من المفترض أن نجتمع ونتشارك كلنا لأنه لا أحد يستطيع أن يحل الأزمة بمفرده .. ثم ننطلق في مشروع كبير مقتنعين به لنبدأ البناء، ولكننا للأسف بدلاً من أن نفعل ذلك فعلنا العكس.. وأود أن أرجع قليلاً بالتارخ للوراء وتحديداً لفترة الاستعداد لحرب أكتوبر .. فأنا من جيل عاصر تلك الأيام.. وعايشت محنة وازمة مصر وقتها.. فعدد كبير من الشباب الآن يتصور أن حرب أكتوبر هي عبور قناة السويس فقط.. والحقيقة أن العبور كان وراءه كفاح كبير جداًمن الشعب كله .. فكل مصري كان له دور من أجل النصر .. وبرامج وخطط للشعب كله.. ومشكلتنا الآن اننا ونحن أكثر من 85 مليون يوجد جزء بسيط جداً يفكر وينتج ويعمل والباقي يقف في دور المتفرج فقط وهذا غير منطقي علي الإطلاق .. ما يحدث الآن هو أن الضيق الاقتصادي والاجتماعي اطبق علي المواطن وهذا يخالف ظن وتمني المصريين البسطاء بعد الثورة.. فقد اعتقدوا أنهم خلال يوم أو يومين سيكون هناك إنفراجة وتحقق الثورة شعارها.
وكيف تري حل الأزمة التي نعيشها الأن؟
لقد كانت عبقرية عمر بن الخطاب في العدل وإقرار القانون.. والقانون إدراك للدولة ولن يتم ذلك إلا بالتوافق الوطني وخضوع الحاكم والمحكوم للقانون.. فإذا خضع الحاكم خضع المحكوم.. وقد قلت سابقاً أن غلق وحصار وتعطيل عمل المحكمة الدستورية العليا إسقاط للقانون.. والرئيس أول من سيدفع ثمنه.. لأنه يحكم بالقانون أول أدوات الحكم في كل مؤسسات الدولة.
فاذا لم يتم العودة سريعا لدولة القانون شكلاً وموضوعاً لن يجدي أي شئ ولن تستطيع أي حكومة أو أي نظام أن يحكم.. فالعدل أساس الملك.. والحل ليس في الاقتصاد أو الدولارات أو القروض أو المنح.. فالقانون هو الدعامة الاساسية التي تحفظ اتزان الدولة وبدونه تقع.
ولقد وقعت الجماعة في فخ التمكين وأوقع الرئيس نفسه في هذا الفخ .. لأنه تصور أن مصر تدار "بزراير" ولكن مصر ليست دولة إليكترونية مثل أمريكا .. فمصر دولة يدوية .. وليس معني أن تأتي بوزير ينتمي لتيار سياسي معين أنه سيعمل بشكل طبيعي هذا لن يحدث .. فالمركب المصرية ومازالت جانحة .. وقمرة القيادة التي يتشبثون بها ويظنون أنها هي التي ستقود البلاد لن تعمل ولا تستطيع تحريك السفينة لأن الركاب الذين يمتلكون الماكينات لإبحارها "غير راضيين" عن قرارات المتواجدين بالقمرة .. السفينة تريد أن تبحر في بحر عالمي ودولي هائج به من التحديات الكثير جدا .
لماذا من وجهة نظرك فقد القانون هيبته؟
القانون فقد هيبته عند محاصرة المحكمة الدستورية ومنع قضاتها من مزاولة أعمالها وسكوت الرئيس عن ذلك.. فالمحاكم شئ مقدس بعد دور العبادة مباشرة والمحكمة الدستورية أكبر هيئة قانونية .. كما ان الرئيس لم يحاسب أفراد جماعته عما فعلوه في الإتحادية وغيرها وأيضاً عندما تم عزل النائب العام وتعيين آخر بالمخالفة للقانون.. كل ذلك وغيره جعل من الطبيعي الا يحترم الشعب القانون ولا يلتزم به ..
أزمة النائب العام الحالية ألا تعتبرها تعدياً علي سيادة القانون؟
الدولة أكبر من أن تنقض حكماً فهذا حق للأفراد.. والدولة لا يليق بها أن تفعل تلك التصرفات.. الدولة عليها أن تحترمه وتنفذ حكم المحكمة.. ولا أفهم ما هي قصة التمسك بالنائب العام.. والمطالب الشعبية تطالب برحيله.. فنحن نحترم المستشار طلعت عبد الله والمنصب لم يزده .. والاعتراضات عليه لها دلالة رمزية هي أن الشعب لا يحكم في تاريخه بالفرمانات أبداً والحل كما قلنا بإعادة دولة القانون .
كيف يتعامل الرئيس مرسي مع الوضع الحالي؟
لابد للسياسي أن يتواصل مباشرة مع الناس.. وعلي الرئيس مرسي أن يتواصل مع الشعب بالمنطق وليس بالقوة والتهديد.. فسر نجاح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إنه كان ينزل للشارع ويعقد مؤتمراته الشعبية في كل مصر وهو ما صنع منه زعيماً لكل المصريين...
هل تري ان السبب كما يقولون أن تركة فساد "مبارك" ثقيلة جداً؟
عندما نجح د. مرسي قلت ان العبء ثقيل جداً عليه ومن الصعب علي أي فرد وحده أو فصيل واحد أو حزب أن يقود البلاد وان علينا جميعا ان نتشارك ونعمل علي قلب رجل واحد بالتوافق الوطني فالرئيس جاء بشرعية الصندوق ويجب أن يكون رئيساً لكل المصريين.. الذين لم ينتخبوه قبل الذين انتخبوه وعليه أن يجذب الذين لم ينتخبوه ويلم الشعب عن طريق مشروع قومي واحد فالجميع في حزب الحرية والعدالة يتحدث ولا أحد يعمل علي أرض الواقع.
هناك العديد من التعليقات والانتقادات لخطابات الرئيس فكيف تري صداها في الشارع؟
خطابات الرئيس مرسي عبارة عن حوار علوي ..مما جعل هناك حالة من الاحتقان في الشارع المصري .. فالمشكلة تكمن في أن المسئولين لا يتحدثون.. هناك العديد من الشخصيات المحسوبين علي التيار الاسلامي يتحدثون ويتزعمون الحديث بلسان المسئولين ويتوعدون الناس ولم أسمع ان واحدا منهم يسعي للتهدئة أو يجادل بالتي هي أحسن .
كيف تري تراجع الرئيس مرسي عن بعض قرارته ؟
الجميع انتقد الرئيس عندما اتخذ عددا من القرارات وتراجع عنها.. أنا اعترض علي هذا ولدي وجهة نظر أخري.. فعندما ينزل الرئيس علي إرادة الشعب ويتراجع عن قراره فأنا أحييه وأثني عليه.. لأنه استمع للشعب واستجاب له فهو بذلك يصبح زعيما وتلك هي القيادة فقد قال عمر بن الخطاب "أصابت إمرأة وأخطأ عمر" .
من المفترض ألا يصدر الرئيس قراراً إلا بعد دراسته دراسة جيدة ومتأنية .. ولكننا لا نري حول الرئيس من المستشارين من يطمئننا علي صحة هذه القرارات .. فنحن ننتقد اصداره القرارات بتسرع دون دراسة جيدة .. ولكننا نحييه ونثني عليه عندما يسحب القرار أو يلغيه .. فالاعتراف بالخطأ فضيلة ..وعلي كل مسئول او متخذ قرار حينما يخطئ يتراجع عن قراره وعلينا ان نثني عليه حتي نجعل الاعتراف بالخطأ شيء محبب ومحمود.. وندخل ثقافة جيدة وهي الاستجابة للمواطنين.
لقد عشنا فترة تولي المجلس الأعلي للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد بحلوها ومرها فهل الجيش مستعد للعودة للمشهد السياسي؟
الجيش مهمته الأساسية هي تأمين الحدود وحماية الأمن القومي وصد هجمات كل من تسول له نفسه النيل من مصر فالجيش لا دخل له بالسياسة تماماً ولكنه يراقب جيداً الوضع الداخلي الذي يهدد بدوره الأمن القومي المصري .. فالجيش لن يقحم نفسه في السياسة وفي نفس الوقت لن يتخلي عن دوره في حماية الوطن فهو رمانة الميزان وحائط الصد ودرع الحماية لهذا الوطن وأري أن السياسة تحل بالسياسة وليس بالإنقلاب العسكري حتي لا يتحول الأمر إلي كارثة.
كانت هناك بعض الأزمات بين أفراد من الجيش والشرطة فكيف تري العلاقة الآن؟
العلاقة بينهما علاقة أصيلة فهما وجهان لعملة واحدة.. وانتهاكات بعض عناصر الشرطة لا تعني التعميم فهناك محاسبة لتلك العناصر.. والشرفاء هم الأكثر .. الأمور يجب أن تكون دقيقة قليلاً فالشرطة ليست ملائكة .. وكل جهاز يجب عليه أن يحاسب المخطئين.. ولا يجب أن نتهم الجهاز ككل فالشرطة مؤسسة محترمة فالإنسان في الأصل يخطئ.
كيف تفسر أحداث المقطم الأخيرة؟
لأول مرة في تاريخ مصر أري أن أبناء مصر الشرفاء من كل التوجهات يتقاتلون بالشوم والعصي والحجارة والأسلحة في المقطم .. فالصراع السياسي صراع حجة ومنطق ولم يكن أبداً صراعا بالأيدي.. والمشكلة أن الإخوان لا يسمعون أحدا إلا أنفسهم .. فالمصريون أبداً لم تسل دماؤهم إلا في أرض المعركة .. ودماؤهم جميعاً خط أحمر.
البعض يتهم الإعلام بأنه السبب في تلك الأحداث؟
الإعلام ممكن أن يكون له دور ولكنه ليس السبب في إثارة الفتنة فنحن لسنا قطيعا يساق .. والإعلام ليس كله ملائكة ولكن هناك أخطاء يمكن تصحيحها بالحساب وليس بالإغلاق وعلينا أن نطالبه بنقل الحقيقة.. فهو ناقل لصوت الشعب.. والدليل علي ذلك تصريحات أوباما في إسرائيل عندما قال أن الإدراة الأمريكية تنظر بحذر شديد جداً لمصر وتتعامل معها بحساسية شديدة ولا تود إثارة غضب الشعب والشعب المصري إذا نقل غضبه للولايات المتحدة سوف يعطل كل مصالح الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط.
ودليل أخر هو مشكلة تدفق القوات في سيناء بالمخالفة مع اتفاقية السلام .. ولكنهم رضخوا لإرادة الشعب المصري لأنهم لا يريدون إثارة غضبه.. وقال أوباما بالحرف الواحد مصالح أمريكا تمر بمنحني خطر بسبب الشعب المصري .. والسؤال هنا من الذي نقل غضب الشعب المصري للوبي اليهودي الذي لا يقدر عليه أحد وللإدراة الأمريكية إنه الإعلام أحد أهم قوي الدولة الاستراتيجية وأداة الشعب الرئيسية الذي أوصل ثقله الاستراتيجي للولايات المتحدة.
هل الشعب المصري هو من يرهب أمريكا؟
ما قلته يؤكد أن الشعب هو المُعلم.. ولو رجعنا لمحمد علي فسر النهضة هو فهمه للشعب المصري.. وعبد الناصر كذلك.. الشعب اقتنع بجمال عبد الناصر لأنه كان يتحدث مع الشعب مباشرة في كل شيء.. وفي عدوان 56 عندما قال ناصر من الأزهر "سنحارب سنحارب سنحارب".. رددها خلفه الشعب كله لأنه كان يصدقه وفشل العدوان الثلاثي وانسحبت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بسبب الشعب.
تقسيم السياسيين إلي تيار ديني ومدني .. و"سلفي وليبرالي" كيف يؤثر ذلك علي الأمن القومي؟
هذا فكر خطير جداً إذا تأصل في الشعب .. وخاصة عندما تقوله علي شعب عريق متدين بطبعه ولم ينجح أي فكر في تغيير الهوية المصرية علي مر الزمان.. تري أن الدولة الفاطمية فشلت بعد 199 عاما من أن تغير وجهة مصر من السنية للشيعية.. والوضع سيتأزم أكثر فأكثر إذا تحول هذا التقسيم لأسلوب حياة.
الوضع في سيناء مقلق والأنفاق تهدد الأمن القومي كيف تتعامل القوات المسلحة معها؟
موضوع الأنفاق قرار أمن قومي مسئول عنه القوات المسلحة ولن تتوقف عن هدمها.. ولديها من المعلومات الكثير والكثير ولا توجد دولة ترضي أن يكون علي حدودها "أنفاق" مع جيرانها .. وعلي حماس ألا تتشدق بفكرة المقاومة والمساعدات الانسانية.. نحن معها وطلبات إخواننا في غزة أهلاً بها علي الأرض أما تحت الأرض فهو أمر مرفوض تماماً .. والقوات المسلحة تمارس دورها وفقاً للدستور في حماية الأمن القومي.. وأي مصري لن يوافق علي أن يكون هناك ثغرة في جدار الأمن القومي .
وهل هدم الأنفاق يتخذ وقتاً طويلا .. ومتي تنتهي تلك القصة؟
الأنفاق عبارة عن شبكة من الشعيرات الدموية تحت البيوت .. والقوات المسلحة لا تريد بأي حال إيذاء الأبرياء من أبناء الوطن وهو ما يصعب المهمة ويجعلها تستمر فترة أطول.. والأنفاق أصبح لا فائدة منها.. ويجري تعطيلها والقوات الخاصة موجودة داخل الأنفاق للعمل علي هدمها.. والجيش لن يترك تلك المنطقة إلا بعد تسويتها بالأرض تماماً.
لقد تم غلق 80٪ من هذه الأنفاق إلا أن طبيعة مناخ و تضاريس سيناء تصعب عملية التخلص منها خاصة وأن هناك شريطا حدوديا يكتظ بالسكان ويجعل عملية ضرب الأنفاق في منتهي الصعوبة لوجودها تحت هذا الشريط السكني مما يجعلنا نحترس كثيراً قبل القيام بأي تفجير لوجود معظمها داخل هذه المنازل .. ولأن إنقاذ روح طفل واحد أهم عند القوات المسلحة من القبض علي 100 إرهابي .. وعلي العكس تماما تمت السيطرة علي المناطق الجبلية وتدمير أنفاقها بمنتهي السهولة فاستطعنا السيطرة علي عمليات التسلل الفلسطيني من وإلي غزة عبر حدود رفح وبالتالي أصبحت عملية التطهير أكثر إحكاماً وأمناً ولن تتوقف حتي يتم تدمير جميع الأنفاق ولكنها ستأخذ وقتها لطبيعة أرض سيناء وأهلها لهذا أناشد حماس بأن تتوقف عن الإستمرار في عمليات التسلل عبر الأنفاق حتي لا تفقد القوات المسلحة صبرها.
كيف يهدد تهريب الزي العسكري الأمن القومي؟
الزي العسكري المهرب هو انتحال صفة لارتكاب جريمة معروفة .. وهناك معلومات كثيرة لدي القوات المسلحة ويشترك فيها عدة أطراف عربية .. حتي يتم إخراج القوات المسلحة من المشهد السياسي وإبعادها عن الساحة والعمل علي الوقيعة بين الجيش والشعب وإعطاء الفرصة لمنظمات حقوق الإنسان لانتقاد الجيش.. وستظل المؤامرات تحاك ضده.. فالعلاقة بين الجيش والشعب لا ترضي تلك الأطراف بأن يكون الجيش هو الملاذ الأمن للشعب.. والجيش لن يكون قوياً إلا بالشعب.
لا نستطيع أن ننتهي إلا ونسأل عن قتلة جنودنا البواسل في رفح؟
هناك أشخاص تم إلقاء القبض عليهم فعلا ولكن لن يتم الإعلان عنهم لأن ذلك يضر بتأمين العملية في سيناء كلها والقوات المسلحة تعالج ذلك الموضوع .. وستعلن تفاصيلها في الوقت المناسب والقوات المسلحة فرضت الأمن والنظام إلي حد كبير وتم حالياً التضييق علي المحاور الرئيسية في سيناء.. فهناك نجاحات تحققت ولكن الحديث عنها سيضر فهناك الكثير من الشبكات تم الإيقاع بها .. وهناك بعض العناصر تم القبض عليها وبعضها في غزة ولكن لو أعلنا عنهم سيضر ذلك بالعملية كلها.
سؤال أخير من هو الطرف الثالث؟
الطرف الثالث هو كل من لا يريد الخير لمصر ويعمل تحت الأرض وهو أكثر من طرف.. فمصر مستهدفة وهناك حرب سرية تدار ضدنا تعمل تحت الأرض .. وإسرائيل من بينهم .. ويجب علينا الحذر مما يظهر من أمواج سوداء قادمة إلينا.. مثل الزي العسكري المهرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.