إلام الخلف بينكم إلاما ... وهذي الضجة الكبري علاما وفيم يكيد بعضكم لبعض ... وتبدون العداوة والخصاما وأين الفوز لا مصر استقرت ... علي حال ولا السودان داما ابيات رائعة من الشعر كتبها أحمد شوقي أمير الشعراء عام 0291 عندما استشعر أن ثورة الشعب المصري التي قادها الزعيم سعد زغلول عام 9191 للمطالبة باستقلال مصر عن الحكم البريطاني تكاد تضيع بين تناحر الاحزاب والقوي السياسية.. وبعد نحو قرن من الزمان أجد ان كلمات شوقي تصف تماماً المشهدالسياسي والاجتماعي الذي نعيشه حالياً.. ولو كان أمير الشعراء بيننا ويعيش ما يؤلمنا من أحداث من تناحر ومصادمات بين القوي السياسية لكتب نفس ابيات الشعر السابقة مع تعديل بسيط في البيت الأخير ليصبح وأين الفوز.. لا مصر استقرت .. ولا الثورة الغراء دامت. فكيف بالله تستقر الاوضاع ويستعيد الاقتصاد المصري عافيته في ظل هذا الوضع المرتبك والمشهد المعقد والمجتمع المنقسم.. الاعتصامات تغلق الطرق وتعطل مصالح المواطنين والتناحر والتراشق هو لغة الحوار بين القوي السياسية.. الفوضي والعشوائيات هي سيدة الموقف في الشارع المصري بعد أن طالت كل مكان.. وبدلاًمن التنسيق والتحاور وتركيز جهود الدولة ومنظمات المجتع المدني والقطاع الخاص للخروج من المشكلة الاقتصادية واستعادة المؤشرات الايجابية والسعي لتوفير احتياجات المواطنين الاساسية والخدمات التي توفر لهم الحياة الكريمة التي يستحقونها.. تطالعنا الاحداث الدامية في المقطم وعلي كوبري قصر النيل وكورنيش النيل وأمام الاتحادية وأحداث عنف وشغب بالمحافظات تنذر بكارثة لا يعرف مداها إلا الله سبحانه وتعالي.. وهنا لا أجد أفضل من كلمات أحمد شوقي في قصيدته.. يارب أمرك في الممالك نافذ.. والحكم حكمك في الدم المسفوك