ماذا تعني محاولات تهريب أقمشة تستخدم في صنع الزي الرسمي للقوات المسلحة في احد الأنفاق علي الحدود مع قطاع غزة »بعد ما تم العثور علي لفاتها في نفق بمنطقة الصرصورية جنوب العلامة الدولية رقم 4 وكانت كمياتها تحوي أقمشة من النوع الكاكي والمموه والتي تتطابق اوصافها مع الأقمشة المستخدمة في صنع زي القوات المسلحة - المرقطة بشكل خاص وكذلك في صنع ملابس الشرطة«؟ وماذا يعني وجود عناصر مندسة لديها زي عسكري لقوات الجيش الثالث الميداني في السويس - كما كشف عن ذلك اللواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث ولذلك تم تغيير الزي العسكري لقوات الجيش الثالث بأقمشة متغيرة ووضع علامة علي صدر كل جندي وتحديد أماكن تمركزهم - وتأكيد المعلومات بأن المندسين سوف يستخدمون السلاح تحت ستار الجيش الثالث لافتعال الأزمات واطلاق النار علي المتظاهرين للوقيعة بين أهالي السويس والجيش - وما الجهات التي كانت تحاول تهريب تلك الأقمشة الخاصة بزي القوات المسلحة إلي قطاع غزة عبر الأنفاق وكيف سيتم استخدامها بعد ذلك؟ إن ضبط هذه الأقمشة في ذلك النفق يعني انها كانت مخبأة في هذا المكان للقيام بتهريبها بعد ذلك إلي غزة سرا لأغراض معينة ولصنع ملابس مشابهة لزي القوات المسلحة لكي ترتديها العناصر التي تتسلل من القطاع لتنفيذ أغراض محددة تمس الأمن القومي المصري.. ولاشك ان عمليات التهريب كانت مستمرة من قبل عبر الأنفاق وهي بالمئات والمنتشرة علي الحدود وتحت أعين حركة حماس الحاكمة في غزة. وهناك معلومات مؤكدة عن وجود عناصر خطيرة ومطلوبة وهاربة من مصر في القطاع وتحت مظلة الحماية والمأوي حتي يمكن تنقلها عبر الانفاق، ولذلك تم تغيير الزي العسكري الخاص بقوات الجيش الثالث بالذات وتكليف تشكيلات أمنية لتعقب المندسين والمتورطين باستخدام هذا الزي وإطلاق النيران من أسلحة آلية علي أهل السويس أثناء تظاهراتهم للوقيعة وإفساد العلاقة الوطيدة بين الشعب والجيش وهذا يعني أن الأقمشة المضبوطة كانت ستستخدم في عمليات إرهابية ومخطط لها في غزة! إن محاولات تهريب هذه الأقمشة تكشف ابعاد المخطط وتجيء في توقيت قيام القوات المسلحة بهدم الانفاق إلي القطاع لأنها تشكل تهديدا مستمرا للأمن القومي المصري واستخدامها للتسلل عبر الحدود من عناصر معينة لتنفيذ عمليات مشبوهة.. ولذلك قررت القوات المسلحة - منذ شهور - تغيير الزي العسكري بألوان وعلامات تمويه تختلف عما هو عليه الآن وتولي الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام عملية تنفيذ ذلك تدريجيا لجميع وحدات القوات المسلحة كما تقرر وضع علامات جديدة توضح وحدات الأفراد الذين يتبعونها كاجراء أمني لمنع تقليدها. والواقع ان حالة عدم الاستقرار الأمني في شمال سيناء تساعد علي عمليات التسلل عبر الانفاق وتشير أصابع الاتهام في حادث استشهاد 16 من أفراد حرس الحدود إلي عناصر فلسطينية معينة كانت أجهزة الأمن المصرية قد طلبت اجابات محددة عنهم من سلطة حماس »في غزة« لان هناك احتمالا أن تكون هذه العناصر هي التي قامت بالتخطيط والمشاركة في التنفيذ في عملية اغتيال الجنود المصريين الصائمين في رمضان.. ومن هؤلاء أيمن نوفل والذي كان له يد في تفجيرات شرم الشيخ 2006 وتم اعتقاله عند اجتياح الحدود وإيداعه في سجن المرج إلي ان تهريبه في 30 يناير.. بعد يومين من الثورة - أثناء عملية اقتحام السجون لتهريب المسجونين الفلسطينيين - ومنها عملية اقتحام سجن وادي النطرون - وعاد إلي قطاع غزة بعد تهريبه من الانفاق! وهناك أيضا رائد العطار الفلسطيني القائد العسكري لكتائب القسام في رفح الفلسطينية والمسئول عن الانفاق - من أعمال الحفر وانشاء النفق والتحكم في عمليات تهريب الأفراد والعناصر المنفذة للعمليات الخاصة الإرهابية داخل شمال سيناء.. وهناك صلاح ابوشمالة وهو القائد العسكري لكتائب القسام في المنطقة المتاخمة للحدود المصرية والرئيس المباشر للعطار وكانت الجهات الأمنية في مصر قد أخطرت حماس في عام 2010 بعد مقتل الجندي المصري أحمد شعبان برصاص قناص فلسطيني في رفح.. ومما يذكر ان قذائف الهاون أطلقت من داخل قطاع غزة علي المنطقة التي تم فيها حادث مقتل جنود حرس الحدود للمساعدة في انسحاب المجموعة التي قامت بتنفيذ عملية الهجوم علي موقع رفح. إن قطاع غزة صار يمثل بؤرة خطر علي الأمن القومي المصري تحت حكم حماس وصارت مدن شمال سيناء - من رفح إلي الشيخ زويد وإلي العريش - تعاني من الانفلات الأمني وعدم الاستقرار بسبب العناصر الإرهابية التي تتسلل من القطاع عبر الانفاق بالأسلحة المهربة وتنفذ عملياتها.. ورغم ان مصر تفتح المنافذ - منفذ رفح ومنفذ كرم أبوسالم - لمرور الأفراد والشاحنات إلي القطاع الواقع تحت الحصار الإسرائيلي، إلا ان حكومة حماس لا تراعي الجوار وظروف الأمن القومي - بعد الثورة - وضرورة ضبط الحدود ويتم التسلل تحت سمعها وبصرها! وذلك يدفعنا إلي التساؤل: ماذا يحدث في غزة.. وماذا تريد حماس؟