المتشائمون: الخصم خال من العيوب.. المتفائلون: يعاني دفاعيا.. و»ينام« أحيانا يكتمل اليوم استعداد منتخب الشباب للمواجهة المرتقبة غداً مع نسور نيجيريا في الدور قبل النهائي لكأس الأمم الافريقية للشباب المقامة حاليا بالجزائر.. يؤدي الفريق مرانا أخيراً باستاد مدينة تيموشنت وهو بمثابة مراجعة نهائية لطريقة اللعب وتنفيذ اللاعبين للمهام المكلفين بها حسب قراءة الجهاز الفني لملف المنتخب النيجيري الذي زادت المخاوف منه بعد أن وضعه الخبراء في مقدمة التصنيف الفني بما يضمه من مجموعة متنوعة من المهارات والمواهب، وبما يميزه من طابع هجومي وقدرات خاصة علي المستويين الفردي والجماعي.. علاوة علي قدرته في التحكم في سير المباريات وفرض أسلوب علي المنافس فلا صوت يعلو فوق اللقاء المرتب وبريق الوصول إلي المباراة النهائية كخطوة سابقة لبريق إحراز اللقب. ممنوع الاقتراب وممنوع الشوشرة وممنوع التواصل مع وسطاء السماسرة.. وممنوع الاتصال بالقاهرة أو تلقي مكالمات منها.. فالهواتف المحمولة محسوبة والمواعيد اليومية دقيقة بالثانية.. والتجهيز الفني يسير بموازاة التجهيز النفسي.. فالتجهيز للتحليق مع النسور يحتاج إلي إرادة إلي جانب الأداء، وشجاعة إلي جانب تنفيذ الخطة. ورأس الحربة في الإعداد والتجهيز بكل أشكاله هو ربيع ياسين الذي أخذ علي عاتقه هذه المهمة منذ أن تولي تدريب الفريق وتعايش معها ومع معوقاتها حتي أصبحت جزءا منه بحيث يستحيل أن ينوب عنه شخص آخر لقد كان مستحيلا علي خبراء مصر وجمهورها وإعلامها أن يتوقع الفوز علي غانا ثم الجزائر.. إلا أن ذلك حدث بالفعل حتي أصبح المنتخب مرشحا رئيسا للقب قبل أن تحلق النسور النيجيرية وتتجاوز سقوطها أمام منتخب مالي ويزداد جموحها حتي أصبحت أكثر رعبا وشراسة بما فعلته في الشوط الأول خاصة أمام الكونغو. وكان عبدالمنعم عضو الجهاز الفني المكلف بالمتابعة الميدانية للمنتخب النيجيري قد شاهد باستاد أحمد زبانة بمدينة وهران خسر مباراة خسر لنسور نيجيريا مع الكونغو. وقال إنه انتهي فعلا من إعداد تقرير مفصل عن نيجيريا سوف يعرضه علي ربيع ياسين ليكمل به الفكرة الشاملة التي كونها بمشاهدة المباريات المسجلة.. وقد تعود ربيع أن يخرج قبل كل مباراة للاعبين بتقرير شامل عن المنافس ومستوي إنتاج الخطوط الثلاثة وما بداخلها من عناصر قوة ونقاط ضعف.. وأضعف اللاعبين في مراكزهم والذين يجب استثمار ضعفهم.. وبناء علي دراسة الخصم يحدد ماذا سيفعل مع فريقنا.. ما الأسلوب المناسب الذي يترجم طريقة 3/4/3 ومن هم اللاعبون القادرون علي التنفيذ؟.. وقبل كل ذلك ما هي الاستراتيجية التي من خلالها يتم تنفيذ طريقة اللعب والتكتيك.. وبالمناسبة كلمة استراتيجية مستخدمة عند ربيع ياسين في أحاديثه ومؤتمراته الصحفية ويقصد منها تحديد أولاً اتجاه أداء المنتخب هل سيدافع أولا ثم يهاجم عندما تسنح له الظروف.. أي يهتم بالتأمين ثم يبحث عن الفرص.. أم يبدأ مهاجما ليؤثر علي معنويات خصمه.. أم أن طبيعة المباراة تسمح بالتوازن.. وفي كل الحالات هي أفكار عامة يحددها أولا مستوي الفريق الآخر. ومن فرط التخوف من منتخب نيجيريا.. لا يريد البعض في البعثة أو بين المصريين في الجزائر تصديق أن نيجيريا احتلت المركز الثاني.. وأول أمس عندما فازت علي الكونغو 1/3 حدثت بلبلة وخداع للنفس تأثرا بها قياسا علي المباراة الأخيرة من الدور الأول.. هم لم يصدقوا أن أفضلية التهديف لا تتم استخدامها عند تساوي فريقين فقط في النقاط حيث يفصل بينهما في الترتيب نتيجة المقابلة المباشرة بينهما أما التهديف والأهداف فتستخدم عندما يزيد التساوي عن فريقين وهذا لم يحدث في المجموعتين.. ويبدو أن معلق المباراة في التليفزيون اخطأ وأعلن أن مصر ستقابل مالي ونيجيريا تقابل غانا.. وكاد الخطأ يتحول إلي يقين.. وحتي من كان واثقا من نصوص اللائحة بدأ يتشكك ويبحث عن مسئولين للاتصال بهم هاتفيا والتأكد من أطراف نصف النهائي.. هذا حدث لأن أحدا لا يريد مقابلة نيجيريا التي سبق وأن فاز منتخبها علي المنتخب المصري بالقاهرة في مباراتين وديتين.. إضافة إلي التأثر بكثرة حديث المتابعين للبطولة عن تميز النسور وتقدمهم لصدارة الترشيحات.. ثم الهمس في اروقة البطولة عن الأعمار السنية المخالفة للاعبين التي تجعل منهم أكثر تميزا في الجهد البدني وكذلك تمنحهم تفوقا تكتيكا وثقافة أكبر في التحركات.. ووصل التأثير مثلا إلي سحر الهواري رئيسة البعثة التي من المفترض لا علاقة لها بالفنيات لكنها بدت مأخوذة بالفريق النيجيري ولا تخفي قلقها ولا تكف عن الحديث في الأعمار السنية المخالفة وعن الأهلي الذي يفاوض مع أحد نجومه الذي يتجاوز العشرين.. والانطباع العام لدي البعثة بما فيها الجهاز الفني أن الخصم القادم لا يضم لاعبا عاديا.. كل اللاعبين فيه نجوم. كل هذا الخوف ربما ينتهي إلا لا شيء.. هكذا يقول المتفائلون الذين يضربون مثلا بالخوف السابق للقاء غانا.. كيف انتهي.. انتهي إلي ادراكنا لخدعة صدقناها.. كان الكلام عن غانا أكثر من الكلام علي نيجيريا.. ومن فاز علي النجوم السوداء لا مانع من أن يفوز علي النسور.. لماذا؟.. لان لدينا إرادة وتجارب وأيضا مواهب ومهارات.. ويأتي ربيع ياسين في مقدمة المتحمسين لمبدأ الصعوبات والتحديات الكبيرة هي التي تخلق الانتصارات »الحلوة«.. وهو يرشح هذا المبدأ في نفوس اللاعبين ليس من باب رفع المعنويات بل عن اقتناع ويقين. والمتفائلون لهم رهانهم.. هم يعتقدون أن منتخب نيجيريا يعاني دفاعيا.. خط دفاعه ليس بقوة خطي الوسط والهجوم وهذا يعرضه لخطر الهجوم المرتد ولو انه لعب مع فرق المجموعة الأولي لواجه المشاكل والمتاعب.. ثم أن فريق مالي المتوسط المستوي نجح في الفوز عليه وهذا دليل عملي لا يقبل الجدل مهما قال البعض أن السيطرة كانت للنسور، لأن السيطرة كثيرا لا تحقق انتصارات.. المهم اللعب الواقعي.. الفرق الكبيرة تلعب بواقعية وليس بتهور وغشم.. وثالثا لا يلعب فريق نيجيريا جيدا طول المباراة، أحيانا تشعر أنه »نام«.. أو استرخي وهي لحظات مناسبة للانقضاض عليه.. ورابعا نحن نري فريق برشلونة أحيانا يسيطر علي 75٪ من وقت المباراة ثم يتعادل أو يخسر وحدث هذا في البطولة الأوروبية.. يلعبون كما يشاءون في وسط الملعب ويمررون أي عدد من التمريرات.. المهم عندما يقتربون من المرمي لا يسددون بين الثلاث خشبات وهو أحد عيوب الفريق أيضا.