الشيخ زهران حريص جدا علي صلاة الفجر ويقول في ذلك انه من صلي الفجر في جماعة كان في ذمة الله طوال يومه، سألته بعد الصلاة وماذا بعد أيها الشيخ؟ ففاجأني بعبارة تمثل المعادلة الصعبة التي تعيشها مصر منذ قرن أو يزيد وهي: »أن مصر طول عمرها خيرها كثير ومواردها متعددة وطول عمر ولادها وأهلها غلابة جدا وتحت خط الفقر« وتابع الشيخ: هذه هي المعادلة التي قامت من أجلها ثورات وانتفاضات عدة ثم ما لبثت ان توارت وأصبحت في ذمة التاريخ لأنها عجزت عن حل هذه المعادلة الصعبة وهي نفسها التي تواجه ثورة 52 يناير الآن ومن يتولون دفة القيادة فنجاح الثورة مرهون بحل هذه المعادلة. ففي عهد الملكية كان الاقطاع الذي أكل خير البلاد وذل العباد فجاءت ثورة يوليو لتصحح الأوضاع وتضع المبادئ الستة التي لم يتحقق منها شيء إلا قليلا وحاولت القضاء علي الاقطاع وحل المعادلة ولو جزئيا ولكن تكونت مراكز القوي وكان فساد القطاع العام وأصبح هناك إقطاع جديد بلون آخر ثم اكتملت المنظومة وتعقدت المعادلة بالانفتاح الاقتصادي الذي خلق أباطرة جددا يملكون كل شيء وتلعبكت الخيوط بشدة في نهاية القرن العشرين حيث تحكم حوالي 06 أسرة في اقتصاد البلد بالكامل وتاهت الموارد الكثيرة والخير الوفير الذي اختص الله به مصرنا الحبيبة في كروش وجيوب القلة القليلة وازداد أولاد مصر غلبا علي غلب. فكان لابد من ثورة يناير لحل المعادلة وتقليل الفجوة وكان شعارها »عيش، حرية، عدالة اجتماعية« وبعد عامين لا تزال المعادلة معقدة وتزداد لعبكة يوما بعد يوم ولم يستطع التيار الإسلامي حتي فك طلاسمها رغم ان ابجديات عقيدته انه لا ينام أحد وجاره جوعان والناس شركاء في خيرات بلدهم، ولم تعرف الدنيا قط ولن تعرف أبدا مثل عدل الإسلام الذي كان منه عدل سيد الخلق وعدل سيدنا عمر.. لم نفقد الأمل في ان ينجح التيار الحاكم بمرجعيته الإسلامية في حل هذه المعادلة الصعبة وننتظر نتيجة هذه الحرب المستعرة بين من يريدون تحقيق الحلم ومن يحافظون علي بقاء المعادلة الظالمة ونراهن علي النية الصادقة لمن يريدون الخير لمصر. ويوم تحل هذه المعادلة الصعبة ويصبح أولاد مصر سواء في الانتفاع بخيراتها ستكون الثورة قد نجحت.