فجأة وبدون مقدمات استيقظ العالم علي حلقة جديدة من سيناريو الحرب علي الارهاب، إلا أن الحلقة الجديدة لم تختلف تفاصيلها كثيرا عن جميع الحلقات السابقة من حيث الادوار ، فالشرطي هو الغرب والمطارد هي القاعدة، وتفاصيل الحبكة الدرامية كالعادة غير عقلانية أو علي الاقل تنقصها القدرة علي الاقناع..الحلقة الجديدة يمكن تسميتها ب"حرب الطرود"..البداية كانت بالاعلان عن اكتشاف طردين ملغومين في دبي وبريطانيا في طريقهما الي امريكا ولم يمض يوم حتي تسارعت أنباء الطرود الملغومة وبدأت تغزو العالم، حيث تم اكتشاف26 طردا في اليمن، وعلي الفور خرجت قائدة شرطة العالم بلا منازع "أمريكا" لتعلن وقوف القاعدة وراء الطرود الملغومة متعهدة بتدميرها أينما كانت..بعد ذلك جاء الدور علي اليونان التي اكتشفت طرودا مرسلة الي سفارات أوروبية وتمكنت أجهزتها من تفجير طردين في مطار اثينا، في نفس الوقت أعلنت ألمانيا اكتشاف طرد ملغوم مرسل الي مقر المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، تزامن ذلك ايضا مع اكتشاف طرد اخر مرسل الي رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني ، كل هذه التطورات السابقة لايفصل بينها سوي ساعات معدودة. والغريب في الامر انه علي الرغم من كل هذه الأنباء التي حظيت بتغطية مكثفة من قبل وسائل الاعلام لم تنقل لنا صورة واحدة لتفجير أحد هذه الطرود المشبوهة هذا من جانب . واما الجانب الاخر فهو هشاشة هذه الانظمة الاوربية التي وصلت الي مدي كبير من التقدم وفجاة تصاب بحالة من الرعب بمجرد طرد مشبوه من جهة غير معلومة، واما المثير فهو كيف يصل طرد مجهول الهوية الي مكتب المستشارة الالمانية أو الي رئيس الوزراء الايطالي بهذه السهولة رغم الاجراءت الامنية الشديدة لهذه الاماكن، والراسل مجهول.. في النهاية هناك العديد من علامات الاستفهام حول الحلقة الجديدة من السيناريو، إلا ان أكثر ما نخشاه ان تنكشف تفاصيلها علي أرض اليمن..!! حسين نجاح [email protected]