سعىد إسماعىل عاد الهدوء إلي شوارع مدينة المنصورة بعد انسحاب الشرطة والأمن المركزي من شوارعها.. لم تحدث جريمة سرقة واحدة، ولا حتي خناقة.. ولم يصب أحد بالرصاص أو الخرطوش.. ولم يسقط ضحايا ضرب بالعصي، ولا بالحجارة، ولا بالمولوتوف.. ولم يظهر الطرف الثالث الذي تسند إليه كل البلاوي!! وما شهدته المنصورة، شهدته أيضا مدينة بورسعيد.. أما الإسكندرية، وطنطا، وكفرالشيخ، وأسيوط، والسويس، والمحلة والاسماعيلية، والقاهرة والجيزة.. فلاتزال شوارعها تشهد عمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي.. ولايزال الطرف الثالث يمرح ويعربد فيها.. ولاتزال الجماهير الغاضبة تطالب وزير الداخلية بالاستقالة!! لكن كل ذلك كوم، وحكاية اضراب الضباط، والأمناء، والأفراد، وإغلاق أقسام الشرطة في معظم المحافظات بالجنازير، كوم لوحده.. وهذه ظاهرة لم تشهد لها مدن مصر مثيلا طوال التاريخ الذي عشته أنا علي الأقل.. ولم أسمع في حياتي ان شرطيا طالب وزير الداخلية بالاستقالة.. ولم أر في حياتي وزير داخلية يقوم ضباطه بطرده من سرادق عزاء أقيم بمناسبة استشهاد أحد الضباط!! أنا لا أعرف لماذا يتمسك اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية بكرسيه.. ولماذا يصر كل هذا الاصرار علي البقاء في موقعه.. وكيف يجرؤ علي القول في اجتماعه بقيادات الداخلية، علي أن رجال الشرطة، جنودا، وأفراد، وضباطا يواصلون أداء رسالتهم في حفظ الأمن.. وهو يعلم أن مديريات الأمن في عدد من المحافظات، مغلقة، ومحاصرة، وأقسام الشرطة مغلقة وخاوية علي عروشها؟! لو كنت مكان اللواء محمد ابراهيم، لقدمت استقالتي فورا، وتركت موقعي لغيري، ممن يتقبلهم رجال الداخلية، ولا تعترض علي وجودهم الجماهير.. سيادة وزير الداخلية.. لامؤاخذة!!