يحدد الناخبون الأمريكيون خلال ساعات مستقبل الرئيس باراك أوباما وبرنامجه الإصلاحي وكذلك فرصه في الترشح لفترة ولاية ثانية بعد عامين وذلك في انتخابات التجديد النصفي التي تعد من أكثر الانتخابات التشريعية سخونة في تاريخ البلاد. ووسط توقعات بتكبد الرئيس وحزبه الديمقراطي هزيمة "نكراء" حذر اوباما في "نداءه الأخير" للناخبين من ان الاقتراع "سيترك اثارا لعقود قادمة"، داعيا اياهم الي عدم التخلي عن تأييد حملته "من اجل التغيير". واضاف اوباما لاذاعة محلية "المهم في الامر هو اننا نحرز تقدما ونحن في الاتجاه الصحيح" مضيفا "توجهوا للتصويت. ذلك سيترك اثرا لعقود مقبلة". لكن الرئيس الأمريكي كان قد سقط في ذلة لسان عندما وصف الجمهوريين ب "الأعداء" بدلا من "المنافسين" وهو ما تلقي بشأنه نقدا لاذعا من خصومه. وأقر الرئيس الأمريكي خلال المقابلة الاذاعية انه ما كان ينبغي له أن يستخدم كلمة "أعداء" لوصف خصومه السياسيين. وكان أوباما يتراجع عن تعليق أدلي به قبل اسبوع بينما كان يسعي لإقناع ذوي الاصول اللاتينية بالتصويت لصالح الديمقراطيين بدلا من الجمهوريين. وقال الجمهوري جون بونر الذي يتوقع ان يطيح بالديمقراطية نانسي بيلوسي من رئاسة مجلس النواب قائلا "اليوم مما يبعث علي الاسف ان لدينا رئيسا يستخدم كلمة اعداء لوصف مواطنين امريكيين... بني وطنه. انه يستخدمها لوصف اناس يختلفون معه بشأن جدول اعماله." ويواجه الرئيس وحزبه وضعا صعبا مع توقعات الاستطلاعات بأن ينتزع الجمهوريون من الديمقراطيين ما بين 45 و70 مقعدا في مجلس النواب اي اكثر من المقاعد ال 39 التي يحتاجونها للحصول علي غالبية في المجلس، وهو ما سيتيح لهم عرقلة مشاريع اوباما الاصلاحية. ويخشي الديمقراطيون مواجهة هزيمة ايضا في مجلس الشيوخ لكن المحللين يتوقعون احتفاظهم بغالبية ضيقة ما يؤدي الي تقاسم السلطات في واشنطن ويمهد لحرب سياسية محتدمة تمهيدا للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2012 حيث يامل اوباما في ان يشغل ولاية ثانية. وبينما أفادت أرقام معهد جالوب لإستطلاع الرأي ان 55٪ من الناخبين الجمهوريين سيشاركون في الاقتراع مقابل 40٪ من الديمقراطيين، حذر الرئيس أنصاره قائلا "اذا كان الجانب الأخر أكثر حماسة فقد ينتهي الأمر الي مشاكل في دفع البلاد الي الامام". وقال البيت الأبيض ان الرئيس كان يستهدف بشكل خاص ناخبي الولايات التي تشهد اكبر المعارك، فلوريدا ومينيسوتا واوهايو وبنسلفانيا وكلها تعتبر حاسمة من اجل حصوله علي ولاية ثانية عام 2012? وكذلك في الولاية مسقط رأسه ايلينوي. ويأمل الجمهوريون الذين تعزز موقفهم بحركة "حفلات الشاي" المحافظة في ان تحملهم حماستهم الي النصر فيما يريد الديمقراطيون تحدي نتائج استطلاعات الرأي عبر حث الناخبين علي التوجه للتصويت. وفي جهود اللحظات الأخيرة، أطلق نشطاء ديمقراطيون في بنسلفانيا شرقا الفا منهم في كافة انحاء الولاية لاستمالة الناخبين للتصويت لصالح الديمقراطيين. وفي نيويورك أعلن نشطاء ان عدد الاتصالات المباشرة لاقناع ناخبين، بلغ مائة الف يوميا. كما أوفد كل من الحزبين فرقا من المحامين الي تلك الولايات تحسبا للحصول علي نتائج متقاربة جدا تؤدي الي معارك قضائية. وأوفد البيت الابيض السيدة الاولي ميشيل اوباما الي نيفادا حيث يواجه زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد منافسة قوية علي مقعده.