هو في عيون الملايين بطل جرئ وشجاع، كشف الكثير من جرائم المسؤلين الامريكيين في الحرب علي العراق وافغانستان حتي انه رشح لجائزة نوبل للسلام. اما في عيون دولته امريكا فإن برادلي مانينج (52 عاما) المحلل في مخابرات الجيش الامريكي خائن ومتهم بتعريض امن بلاده للخطر ومساعدة الاعداء.. كما انه احرج دولته عندما سرب ما يقرب من مليون وثيقة سرية عن حرب العراق وافغانستان وبرقيات دبلوماسية لموقع ويكيليكس مما سبب حرجا لوزارة الخارجية ولكثير من رؤساءالدول عندما فضحت البرقيات تناقض تصريحاتهم الخا صة مع تصريحاتهم العلنية .يقول مؤيدو مانينج، الذي تبدأ محا كمته خلال ايام بعد الف يوم قضاها في السجن بدون محاكمة ،ان البرقيات التي سربها مانينج كشفت الحكام الفاسدين في الشرق الاوسط وساهمت في سقوط الانظمة الدكتاتورية فيها واشعلت الربيع العربي.. كما فضحت التعذيب في انحاء العالم.لقد دافع مانينج عن حرية التعبير وحق الشعوب في معرفة الحقيقة ومحاسبة الحكام الفاسدين وان ما نشر بفضل تسريبه لهذه المعلومات افاد الصالح العام . المحكمة العسكرية وجهت لمانينج 22 تهمة أخطرها الخيانة والتجسس ومساعدة العدو وينتظر ان يحكم عليه بالسجن مدي الحياة . وظيفته كمحلل في مخابرات الجيش الامريكي في العراق اتاحت له ان يطلع علي مئات الالاف من الوثائق السرية عن الحرب في العراق وافغانستان وهاله ما اطلع عليه مما دفعه لنسخ الوثائق وارسالها لويكيليكس كما ارسل فيديويصور قتل 12مدنيا في العراق بنيران اطلقتها طائرة هليكوبتر اباتشي امريكية في بغداد في 2007مما اثار فضيحة مدوية لامريكا بعد بثه. وبمناسبة مرور ألف يوم علي اعتقاله بدون محاكمة ولالقاء الضوء علي المعاملة اللاانسانية التي تعرض لها في السجن العسكري قام مؤيدو مانينج بمسيرات وتجمعات في 70 مدينة حول العالم وقدموا عروضا فنية ومسرحية وموسيقية، نظمتها شبكة مساندة مانينج التي طافت مختلف الولاياتالامريكية ودول اوروبا منها بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والمانيا واستراليا وكوريا لانتقاد المحاكمة غير العادلة لمانينج ولفت الانتباه لمعاناته. وكان المتحدث بإسم وزارة الخارجية الامريكية قد استقال احتجاجا علي المعاملة الوحشية التي لقاها مانينج في محبسه كما وصفت تقارير الاممالمتحدة ظروف احتجاز مانينج بانها وحشية وغير انسانية ومهينة . لقد تعرض مانينج لما يقرب من 3 سنوات من الاعتقال في ظروف نفسية وبدنية بشعة.. وضع في زنزانة طولها 180سم في مترين بدون نوافذ في سجن انفرادي وبقي مقيدا معظم الوقت يتناول طعامه داخل زنزانته وكان يجبر علي خلع ملابسه ليلا والبقاء عاريا والحرمان من النوم فكل 5 دقائق يقوم احد الحراس بايقاظه بحجة التأكد انه لم يؤذ نفسه ويحظر عليه الاحتفاظ بأية متعلقات في الزنزانة وكان يتعرض لمضايقة مستمرة من الحراس الذين كانوا يتفننون في اصدار اوامرمتضاربة له لارباكه واذلاله ودفعه للجنون كما يحظر عليه استخدام نظارته الطبية داخل الزنزانة وممارسة الرياضة والرقود نهارا اوالارتكان علي جدار زنزانته. لقد انتهك المسؤلون عن السجن العسكري الدستور وحقوق العسكري مانينج.لقد روي للمحكمة العسكرية كيف اوشك ان يصاب بانهيار في سجنه وكيف عاني من المضايقات والضغوط النفسية بسبب نظام السجن القاسي والضغوط النفسية للسجن الانفرادي منذ اعتقاله في العراق ونقله للكويت ووضعه في قفص حيوانات لمدة شهرين حتي انه تصور انه سيموت.. ثم نقله في مايو2010 حتي ابريل 2011 الي القاعدة البحرية كوانتيكوبفرجينيا وبسبب التعذيب قبل المحاكمة اصدرت القاضية العسكرية حكما بتخفيض 112 يوما من اي حكم يصدر ضده فالقوانين العسكرية تحظر التعذيب فالمتهم برئ حتي تثبت ادانته.آمن الجندي مانينج بأن كشفه للشعب النشاطات غير القانونية للحكومة الامريكية وفضح جرائم دولته وانتهاكاتها والتي شاهدها بعينه واطلع عليها بنفسه هوحق اصيل للشعب وكان يهدف بنشر ويكيليكس هذه الوثائق انقاذ العالم.