تعودت علي عدم الخروج ليلا منذ صغري وكنت أتحسس الخطي حتي أجد أي شخص اؤنس به خطواتي خوفا من الظلام والعفاريت!! أما الآن فأبحث عن عفريت يحميني بصحبته من البشر.. دي مش بلادي. ضباط شرطة استشهدوا وأصيبوا ومازال مشهد إلقاء الحجارة والمولوتوف علي الأمن متكررا وكأنها حرب الحجارة بين فلسطين واسرائيل ولم يستقل احد من النواب أو الوزراء أو يفكر في إصدار قانون يحمي الشرطة من البلطجة.. دي مش بلادي. من هو السجان ومن السجين.. من الجاني ومن المجني عليه..؟ تلوثت العيون البريئة فتاهت الحقيقة وتبدلت المعاني. دي مش بلادي. جداول الدموع رسمت مخرات لأنهارها علي خدي وموج الحزن أغرق زورقي وكسر مجدافي.. وتلبدت غيوم الحب بالامطار. وتسائل البحر لماذا تجرحني بساريك ونسي انه كسر شراعي.. دي مش بلادي. أصبح قلبي تابوتا للحزن وتبعثرت علامات الكسرة والألم علي وجهي وأصرخ لماذا قتلته وهو مصري مثلك يعاني.. دي مش بلادي. أضاعت الحناجر بلادي بكل منبر بطلا يؤدي دوره في مسرحية هزلية أُسدل الستار عنها منذ زمن.. دي مش بلادي.. بلادي جميلة.. بلادي بسيطة.. طيبة.. أرض خضراء وفلاح يزرعها وزوجته تحضر له خبزه وطعامه في حقله. بلادي فيها النيل وعطاؤه فيها الشهامة والرجولة فيها الحب والرحمة.. اين ذهبت بلادي؟ دي مش بلادي.. دي مش بلادي!!.