قال رسول الله صلي الله عليه وسلم، أحبب ما شئت فإنك مفارقه هناك دعوي يائسة تقول ان نفوس الناس لا تتغير سواء كانت خيرة أو نفوسا شريرة لذا يصعب تغييرها أو تعديلها.. وهذه دعوي باطلة لانه لو كان الامر كذلك فما قيمة المواعظ والخطب والارشادات.. فلكي نبدأ بداية صحيحة وقبل كل شيء لابد من وجود رغبة اكيدة وعزيمة جادة للخروج من دائرة غياب الايمان أو ضعفه التي سببت افساد المجتمع وهدم الاخلاق مع العلم ان ترويض النفس وإلزامها بالقيام بأعمال لم تتعود عليها من قبل فيه معاناة ومشقة لذلك فإن هناك الامل في القابلية للتغيير لخص الطريق اليها الامام ابو حامد الغزالي في أمور أربعة: »أولها ان يجلس الانسان مع استاذ او عالم بصير يستمع الي نصحه ويتبع ارشادته ثم يكون له صديق يلاحظ اعماله وينبهه الي أخطائه وعيوبه.. ثالثا: يستمع الي ألسنة اعدائه حتي يتذكر عيوبهم لان الصديق احيانا قد يخفي عيوب صاحبه محبة له أو حرصا علي صداقته.. رابعا: يخالط الناس فما يراه من عيوبهم يبتعد عنه وما يراه من خيرهم يندفع إليه«.. إن رحمة الله واسعة لمن اراد ان يعود ليصلح من نفسه ويصلح مجتمعه ووطنه ولن يحدث ذلك الا من خلال عقيدة صحيحة وعمل مستمد من القرآن والسنة لانها الاساس المتين اللذين يوجهان مسيرة الانسان في الحياة ويحددان هدفه مع قلب يخشي الله ويراقبه قلب يبني ولا يهدم يعمر ولا يخرب يحب الله ويبغض لله يعطي لله ويمنع لله.