تحية واجبة وفي مكانها من حيث الاستحقاق والجدارة، نوجهها لمؤسسة الأزهر الشامخة، وشيخها الجليل الورع الإمام الأكبر، الذي يلقي من جميع المصريين كل الاحترام والتقدير، ويحظي لديهم وفي العالم الإسلامي بمكانة عالية ومنزلة رفيعة، لما هو عليه من علم، وحكمة، وتواضع، وحسن خلق، واتساع أفق، وما يقوم به من جهد مخلص لخدمة وطنه ومواطنيه، وترسيخ قيم ومعاني وروح الإسلام السمح، القائم علي العدل والمساواة والمحبة والسلام وحقوق الإنسان، وتأمينه علي النفس والأهل والمال والممتلكات، بعيدا عن التطرف والغلو والعنف. وتحية خاصة لجهده المكثف وسعية الدؤوب للخروج من الأوضاع الحرجة، والظروف الصعبة التي يمر بها الوطن الآن، وهو ما تبلور بالأمس في »وثيقة الأزهر لنبذ العنف« التي وافقت عليها جميع القوي السياسية في اجتماع موسع، استجابة للدعوة التي وجهها لهم الإمام لبحث الأمر والتداول بشأنه، وصولا إلي التوافق حول برنامج عمل محدد لتجاوز الأزمة. وتأتي مبادرة الأزهر وثيقة نبذ العنف، كإضافة جديدة للمواقف الايجابية الكثيرة، التي قام بها الإمام الطيب علي المسار الوطني العام، ومنذ الخامس والعشرين من يناير بصفة خاصة، والتي كان لها اثر كبير في معالجة العديد من القضايا الوطنية محل الاهتمام والجدل والنقاش، خلال العامين الماضيين. وتأتي المبادرة أيضا في ظل ما تشهده الساحة من تزاحم لمجموعة كبيرة من المبادرات، انطلقت من العديد من القوي والأحزاب والتيارات والرموز السياسية، تحمل تصورات ورؤي أصحابها لمعالجة الأزمة الحالية التي يمر بها الوطن، منها علي سبيل المثال لا الحصر، مبادرة حزب النور، ومبادرة الدكتور أبوالفتوح، ومبادرة د.البرادعي، ومبادرة التيار المصري، وغيرها،...، هذا بالإضافة إلي دعوة الحوار الموجهة من رئاسة الدولة. ومع الاحترام الكامل لكل هذه المبادرات، يبقي لمبادرة الأزهر ووثيقتها مذاق ومعني خاص،...، ودعونا نأمل أن تؤتي ثمارها وأن تحقق اهدافها الوطنية والإنسانية ووقف العنف وحماية الأرواح وتوحيد الصف وانهاء حالة الانقسام والاستقطاب.