إتخذت الأزمة في مالي منحي خطيرا مع إمتدادها الي الجزائر المجاورة حيث تصاعد الوضع اثر اختطاف عناصر من القاعدة رهائن أجانب انتقاما من دعم السلطات الجزائرية للعملية الفرنسية شمال مالي. وأفادت تقارير متضاربة مقتل عدد كبير من الرهائن المحتجزين في منشآة غاز جنوب البلاد اثر قصف شنه الجيش الجزائري لتحرير الرهائن الذين يحتجزهم مقاتلون تابعون لتنظيم القاعدة جنوبا وذلك اثر محاولة برية فاشلة سابقة. لكن تقارير أخري نقلت عن "مصدر أمني مطلع" ان الأمر تعلق بمحاولة لإقتحام "لمعرفة حجم ونوع الأسلحة التي بحوزة المجموعة المسلحة لإعداد خطة مناسبة لاقتحام المكان في وقت لاحق". وكانت قناة "الجزيرة" الإخبارية قد نقلت في وقت سابق عن قائد الخاطفين الذي قدم نفسه بإسم "ابو البراء" طلبه بإنسحاب الجيش الجزائري من الموقع لبدء المفاوضات حول الرهائن، مشيرا الي اصابة احد الرهائن من رصاص الجيش. وقال ان عدد الرهائن 41 من عشر دول (النرويج وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ورومانيا كولومبيا وتايلاند والفلبين وأيرلندا واليابان وألمانيا). وقالت مصادر في الجزائر ان الخاطفين يطلبون الإفراج عن مائة "اسلامي" من سجون الجزائر ويقودهم جميعا الي شمال مالي، في حين قالت مصادر أخري ان الخاطفين يطلبون "ممرا آمنا مع رهائنهم". وكان بيان لجماعة تبنت الاختطاف طالب بوقف "العدوان الفرنسي" علي شمال مالي. وأشارت تقارير متضاربة الي تمكن نحو ثلاثين رهينة من الفرار، كما أفادت مصادر ان الخاطفين أجبروا الرهائن علي ارتداء أحزمة ناسفة. وقال الرئيس الفرنسي ان مواطنين فرنسيين بين الرهائن. وبعد تقارير عن وجود سبعة أمريكيين بين الرهائن قال وزير الدفاع الأمريكي ان "ما حدث في الجزائر هو عمل إرهابي وان أمريكا ستتخذ كل الخطوات الضرورية للتعامل مع الوضع". وأكد الوزير ان الحرب الدائرة في مالي "ليست حربا فرنسية ولكن ينبغي بذل جهد دولي لدعمها. ومن جهته أكد وزير الخارجية البريطاني "ويليام هيج" ان مقتل بريطاني في الجزائر "بدم بارد" لا يمكن تبريره بما يحدث في مالي. من جانبها أكدت فرنسا ثقتها في قدرة الجزائر علي انهاء أزمة الرهائن. وقال وزير الدفاع "جان ايف لو دريان" ان هناك الان نحو 1400 جندي في مالي وان بلاده وسعت عملياتها وقامت بشن اول هجوم بري علي المتمردين. وقال قائد الجيش "إدوار جيو" ان قواته البرية كثفت عملياتها للإشتباك مباشرة مع تحالف المقاتلين الذين يضم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة أنصار الدين وجماعة التوحيد والجهاد غرب افريقيا. وواجهت القوات الفرنسية المقاتلين في بلدة "ديابالي" وسط البلاد وكانت مجموعة من الاسلاميين احتلتها قبل ثلاثة أيام بقيادة الجزائري ابو زيد احد زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. في تلك الأثناء أفاد استطلاع للرأي ان 63٪ من الفرنسيين يؤيدون التدخل في مالي مقابل معارضة 33٪. ووافقت الجمعية الوطنية في النيجر الاربعاء بالاجماع علي قرار يسمح بارسال قوات نيجرية الي مالي في اطار القوة الغرب افريقية وفي مدريد، قررت اسبانيا السماح للطائرات الفرنسية التي تشارك في القتال في مالي باستخدام قواعدها الجوية. وقالت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي انها بدأت تحقيقا حول ارتكاب المتمردين جرائم حرب.