يا لها من صورة عظيمة، ويا له من فرع أعظم، يقف اللسان أمامه عاجزا، فأنا لا قدرة لي علي التعبير، إلا أنني سأحاول بنعمة الله أن أصف ملامح تلك الصورة.. بينما كان الصمت يمد أستاره علي أولئك الرعاة، اذا بالفكر يتجه إلي السموات حيث انتشرت النجوم في الليل.. ولما كل البصر مما لا نهاية له من الآفاق المظلمة، خشعت النفس من رهبة الكون واستطعت أن أري النجوم في السماء وهي تتمختطر كأنها عروس في ليلة زفافها.. وعلي الأرض رأيت رعاة يسودهم تارة، ويتبادلون الأحاديث تارة أخري. تري عن أي موضوع كانوا يتحدثون؟ وماذا كان شاغلهم الشاغل؟ لقد كانوا يتحدثون عن المسيح المنتظر، وكان هؤلاء الرعاة كلما طال عليهم الزمن يفكرون في رجائهم وهو أن المسيح سيأتي في سكون الليل، ومن وسط الظلام الكثيب إذا بشعاع الأمل ينبثق، وينساب هادئا كشعاع الفجر، لينير ما حوله، ويحل الظلمة إلي ضياء ونور.