بدأت امس أعمال الدورة العاشرة للجمعية العامة للمجموعة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة التي تعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وتستمر يومين برئاسة رئيس ديوان المراقبة العامة أسامة بن جعفر فقيه بمشاركة 22 من رؤساء الأجهزة العليا العربية المعنية بالرقابة والمحاسبة وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتنتال بالرياض . ونقل معالي رئيس ديوان المراقبة العامة في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة الجديدة برئاسة المملكة العربية السعودية تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لكافة الرؤساء والوفود والمشاركين في أعمال الجمعية وترحيبه بهم متمنيا لهم طيب الإقامة وأن يكلل النجاح والتوفيق أعمالهم . أهمية الاجتماعات وأكد رئيس ديوان المراقبة العامة علي أهمية الاجتماعات الحالية لأنها تعمل علي تعزيز دور الأجهزة الرقابية والمحاسبية في المجموعة العربية وتمكينها من النهوض بمهامها لحماية المال العام والتحقق من سلامة سبل تحصيله وكفاءة استخدامه وفق أسس اقتصادية رشيدة موضحا أن ذلك يتطلب السعي الجاد للوقوف علي أفضل وأحدث الأساليب العلمية والممارسات المهنية في العمل الرقابي والحرص علي الاستفادة منها لمواكبة التطورات والمستجدات في حقول المراجعة المالية ورقابة الالتزام وجودة الأداء . وقال إن ذلك يأتي عن طريق المشاركة الجادة في فعاليات الأجهزة الإقليمية والدولية المختصة بهدف اكتساب المزيد من الخبرات المهنية والمعارف وبناء القدرات المؤسسية للأجهزة العربية والمطالبة بالتوسع في تنفيذ برامج التدريب والتأهيل لإعداد الكوادر المتخصصة فنيا وتمكينها من تطبيق أفضل أساليب المهنة في حقول العمل الرقابي بكفاءة واقتدار . مفهوم ضيق وطالب بضرورة تجاوز المفهوم الضيق للرقابة المالية ورصد الأخطاء والمخالفات للوصول إلي تحقيق مفهوم الرقابة الايجابية الشاملة وتعزيز آليات الرقابة الوقائية المصاحبة وترسيخ مفاهيم ومبادئ الشفافية والإفصاح والمساءلة والإسهام في تطوير وتحديث الأنظمة المالية والمحاسبية إضافة إلي تقديم الحلول العملية والمقترحات الرامية إلي رفع كفاية الأداء في أجهزة الدولة وتحقيق الانضباط المالي والإداري مشيرا إلي تنامي دور الأجهزة الرقابية في ظل توسع حجم الإنفاق العام في الدول العربية لتلبية متطلبات المسيرة التنموية الشاملة وهو ما يتطلب تعزيز التعاون والتنسيق مع الأجهزة المعنية بحماية النزاهة ومكافحة الفساد بمختلف صوره لضمان الاستخدام الرشيد للموارد المالية والاقتصادية والطبيعية المتاحة . ودعا رئيس ديوان المراقبة العامة أسامة بن جعفر فقيه إلي ضرورة وضع الخطط الإستراتيجية وتحديد الأهداف ورسم السياسات الرامية لبلوغ الأهداف السامية والعمل من أجل تعزيز مصداقية ما يصدر عن الأجهزة الرقابية من تقارير وتوصيات وآراء مهنية . وتطرق إلي مبادرة ديوان الرقابة العامة في وضع خطته الإستراتيجية الأولي في مطلع العام 1425ه والتي اشتملت علي عدد من الأهداف من خلال سعي الديوان في تنفيذ برامج عمل واقعية وميدانية لتمكنه من قطع شوط كبير في هذا المجال مبينا أنه تم إخضاع ما أمكن انجازه للدراسة والتحليل بهدف الوقوف علي عناصر القوة وتعزيزها وتحديد مواطن الضعف وسبل معالجتها وأوضح معاليه أن ديوان المراقبة العامة قام بإعداد خطته الإستراتيجية الثانية للفترة من 1431 إلي 1435 ه وفق أسس منهجية وعلمية استندت علي نتائج دراسة تنفيذ الخطة الأولي والاسترشاد بعدد من الخطط الإستراتيجية لبعض الأجهزة الرقابية في الدول المتقدمة مستفيدا من الخبرة المكتسبة من المشاركة في فرق العمل التي أعدت الخطط الإستراتيجية لكل من المنظمة الدولية "الإنتوساي" والمنظمة الآسيوية"أسوساي" إضافة إلي المشاركة علي المستويات العربية والإقليمية والدولية لتعزيز تواجده في كافة المحافل . وعرض رئيس ديوان المراقبة العامة في كلمته أبرز الموضوعات التي يتضمنها جدول أعمال الجمعية العامة في دورتها العاشرة وهي الوسائل الكفيلة بدعم استقلال الأجهزة العليا للرقابة ودورها في حماية النزاهة ومكافحة الفساد إضافة إلي دور وحدات المراجعة الداخلية في الأجهزة الحكومية وأثرها في تعزيز دور الأجهزة العليا للرقابة . من جانبه عبر رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بالجمهورية اليمنية الدكتور عبدالله السنفي رئيس الدورة السابقة للجمعية العامة في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية عن رضاه عما تحقق خلال الدورة السابقة مقدما التهنئة لمعالي رئيس ديوان المراقبة العامة أسامة بن جعفر فقيه بمناسبة توليه رئاسة الدورة العاشرة لمدة ثلاث سنوات . المزيد من النجاحات وأعرب السنفي عن تطلعه لأن تواصل الجمعية العامة في دورتها الجديدة برئاسة المملكة العربية السعودية تحقيق المزيد من النجاحات والاستفادة من ما يملكه معالي رئيس ديوان المراقبة العامة من خبرة دولية في مجال الرقابة المالية والمحاسبية مشيرا الي أن ذلك سيعمل علي تعظيم النتائج المرجوة في الدورة الجديدة بحول الله . وعدد رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة اليمني أبرز النجاحات التي تحققت في الدورة التاسعة للجمعية العامة وخاصة في مجالات تعزيز التعاون العربي المشترك في مجالات الرقابة والمحاسبة وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذة المجالات مشيرا إلي أن المجموعة العربية تسعي لتحقيق أهدافها من خلال التنسيق والتعاون المستمر بين دولها ومن خلال تعزيز القدرات المؤسسية والاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال لإعداد الكوادر المتخصصة . من جانبها أعربت الرئيسة الأولي لدائرة المحاسبات بالجمهورية التونسية الأمينة العامة للمجموعة العربية الدكتورة فائزة الكافي عن أملها في أن تتحول الجمعية العامة في المستقبل القريب إلي منظمة عربية بعد الانتهاء من الإجراءات الخاصة بذلك لتكون مساوية للمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بقضايا الرقابة المالية والمحاسبية . ونوهت بالرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين لأعمال الجمعية العامة بالرياض مؤكدة أن ذلك يؤكد حرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز علي تعزيز العمل الرقابي والمحاسبي في الوطن العربي مشيدة في الوقت ذاته بحسن الإعداد والتنظيم الذي قام به الديوان العام للمراقبة لإنجاح أعمال الجمعية في دورتها الجديدة . وأوضحت أن اللقاءات العربية من خلال الجمعيات والمنظمات ينجم عنه تبادل للخبرات والمعارف وتعزيز لعلاقات التعاون والتنسيق وهو ما سيسهم بدوره في تطوير أداء الأجهزة العليا العربية المعنية بالرقابة المالية والمحاسبة بهدف حماية المال العام مطالبة بضرورة أن يكون لمجموعات الأقاليم بالمنظمة الدولية الحرية في وضع أهدافها بما يتوافق مع تشريعاتها ومتطلباتها الخاصة وضرورة تعزيز مستوي تعاون الجمعية العامة للمجموعة العربية مع مؤتمر المانحين الدوليين والذي نجم عنه توقيع مذكرات تفاهم تسهم في تعزيز دور الأجهزة العربية العليا . تقدير المجموعة العربية وعبر الأمين العام للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة"الإنتوساي" جوزيف موزر في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية عن تقديره للمجموعة العربية التي تريد تعزيز تعاونها مع المنظمة الدولية بما يعود بالفائدة لصالح الجانبين مشيرا إلي أن المجموعة العربية تعد من بين أنشط المجموعات المنضوية تحت مظلة المنظمة الدولية للرقابة المالية والمحاسبةورأي موزر أن التدريب والتأهيل وبناء القدرات المؤسسية يعد من بين أهم القضايا التي تهم الجانبين لتطوير أداء الأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة في المجموعة العربية مشيرا إلي أن عقد الجمعية العامة للمجموعة في المملكة العربية السعودية التي تكتسب خبرات مرموقة في هذا المجال ورئاستها الحالية للدورة الجديدة يعد أمرا محفزا لتحقيق المزيد من النجاحات لتطوير أداء الأجهزة العربية العليا وتطوير مستوي قياداتها علي مستوي المدراء التنفيذيين . وأشار الأمين العام لمنظمة "الإنتوساي" إلي وجود مشروع سيتم تنفيذه من خلال المنظمة الدولية العام القادم لضمان الجودة في أجهزة الرقابة والمحاسبة وأن مبادرة التنمية الدولية يجب أن يكون لها رؤية مستقبلية لتطوير وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الرقابة والتعاون بشكل أكبر مع مؤتمر المانحين الدوليين . من جانبه أكد رئيس مبادرة الإنتوساي للتنمية رئيس الجهاز النرويجي للرقابة يورجان كوزمو في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية علي قدرة الأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة في المجموعة العربية علي المشاركة بشكل أكبر ولعب دور أكبر في المستقبل القريب خاصة وأنها تساهم بشكل مميز في عدد من اللجان الدولية في هذه المجالات ومن بينها المملكة العربية السعودية الرئيس الحالي للدورة العاشرة للجمعية . واتفق كوزمو مع أصحاب المعالي رؤساء الأجهزة العليا العرب علي أهمية التدريب والتأهيل وبناء القدرات والعمل المؤسسي في المجموعة العربية مشيرا إلي وجود وعي متنامي ومشاريع لزيادة بناء القدرات وتطلعها لزيادة استقلاليتها و تفعيل دورها في المراقبة والمحاسبة وهو ما يتفق مع أهداف المنظمة الدولية ومبادرة الإنتوساي . تعزيز الاداء وشكر المملكة العربية السعودية علي تنظيمها لهذه الاجتماعات وتقديره لمعالي رئيس ديوان المراقبة العامة علي حسن التنظيم وكرم الضيافة متمنيا للجمعية العامة الخروج بنتائج تساهم في تعزيز أداء المجموعة العربية . كما تحدث في الجلسة الافتتاحية ممثل الجامعة العربية الذي أكد علي أهمية استمرارية اللقاءات العربية علي المستويات الفنية والتخصصية بوصف ذلك من معززات العمل العربي المشترك .وأشار إلي جهود الجامعة العربية في مجالات الرقابة والمالية علي كافة مستوياتها وممثلياتها ومكاتبها وحرصها علي المراقبة المشددة لكافة الحسابات والصناديق التابعة لها وتعاونها مع الدول العربية في مجال تبادل الخبرات والرفع من مستواها وتطوير الكوادر المتخصصة في المجالات الرقابية والمالية والمحاسبية .وفي ختام الجلسة الافتتاحية تم عرض فلم وثائقي استعرض مسيرة ديوان المراقبة العامة والأهداف التي يسعي لتحقيقها وأبرز التطورات والخطط والبرامج والاستراتيجيات التي يتبعها منذ إنشائه وحتي الآن ولقي استحسان الحضور .