استوقفني خبران مهمان هذا الأسبوع لكل منهما معني ومغزي. الخبر الأول: هو حصول المستشار عبدالمجيد محمود.. النائب العام علي درجة الدكتوراه في القانون بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، وهي أعلي تقدير علمي لرسائل الدكتوراه. هذا ما أجمعت عليه لجنة المناقشة المكونة من الدكتور عبدالأحد جمال الدين أستاذ القانون الدولي رئيسا وعضوية كل من الدكتور مفيد شهاب الأستاذ بكلية الحقوق جامعة القاهرة ووزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية والدكتور السيد عيد نايل أستاذ القانون المدني وعميد كلية الحقوق عين شمس سابقا، والدكتور جميل عبدالباقي الصغير أستاذ القانون الجنائي ووكيل كلية حقوق عين شمس لشئون التعليم والطلاب. لم يلفت نظري حصول المستشار عبدالمجيد محمود علي الدكتوراه في القانون فحسب.. بل أدهشني اختياره لموضوع رسالة الدكتوراه: »المواجهة الجنائية للفساد في ضوء الاتفاقيات الدولية والتشريع المصري«. أإلي هذا الحد تستحوذ قضية الفساد علي تفكير ووجدان هذا الرجل، وهو المعروف بأنه العدو الأول للفساد، الذي يتصدي بكل حزم وقوة لكل من يعبث بمال أو مقدرات هذا الوطن؟ الواضح أن موضوع الفساد ووسائل مقاومته ومواجهته يستغرق تفكيره، وأن الوصول إلي أحدث الوسائل العلمية العالمية لمحاصرته تمثل محور تركيزه. لذلك ظل عشر سنوات متتالية بعد هذه الرسالة القيمة التي أوصت لجنة المناقشة بنشرها وتوزيعها علي الجامعات الأجنبية. يكفي أن نعرف أن عدد أوراق الرسالة هو 028 صفحة وأن المعلومات والمادة العلمية التي جمعها الباحث »رفيع القامة« تمثل مرجعاً مهماً لأي دراسة مصرية أو عالمية موضوعها: الفساد! مبروك لنا دكتور عبدالمجيد محمود.. أن نحظي بنائب عام مثلك.. يعيد إلينا الثقة في العدل والحق، ويبث في وجداننا الإحساس بالأمان. أما الخبر الثاني الذي أسعدني جدا فقد كان حصول الكاتب القدير الأستاذ إبراهيم سعده علي الجائزة التقديرية لنقابة الصحفيين المصرية. فلاشك أن قلم إبراهيم سعده ظل دائما سيفا قاطعا لرءوس الفساد الذين يعيثون دماراً في مختلف الدوائر المالية والاقتصادية والسياسية في مصر.. فهو المحارب النبيل الذي يخوض معاركه مع الفساد بسن قلم، ولايقيم حسابات أو توازنات. معارك إبراهيم سعده في بلاط صاحبة الجلالة حكايات تستحق أن تروي وأن تقرأها الأجيال الشابة التي لم يسعدها الحظ في أن تتلمذ أو تعمل مع فارس الكلمة النبيل: إبراهيم سعده ! مبروك لنا حصولك علي هذا التقدير الرفيع فهو تكريم لدار »أخبار اليوم« كلها.